تحليل مهم وسريع للأحداث!
كتبه/حمود النوفلي*
في الحقيقة هناك تحضير لصفقة كبيرة يجري التحضير لها وتشمل كل الشرق الأوسط وليس فقط غزة
الصفقة ليست كما يحلم نتن ياهو وليس كما كان يصرح ترامب
ما الذي حدث؟
الذي حدث هو بدأ بفشل ترامب في وقف حرب أوكرانيا والتي كان يخطط أن ينهيها مقابل أن تتخلى روسيا عن مساعدة إيران أو أقل تقدير وقف المصادقة على استراتيجية التعاون بين روسيا وإيران،انصدم ترامب بتمسك روسيا وعدم تنازلها، كما انصدم بتمسك أوكرانيا ومن خلفها أوروبا بعدم وقف الحرب لتحقيق مصالح أمريكية بمعادن أوكرانيا وعلاقات أستثمارية مع روسيا وتخرج أوروبا بدون أي فائدة، بل ستجد نفسها أمام الدب الروسي دون أي ضمانات أو انسحاب من الاقاليم التي احتلها
في المقابل اصطدم ترامب بقوة اليمن وثباتها واستحالة هزيمتها،بل أثبتت الحرب باليمن فشل حاملات الطائرات في تأمين نفسها من الصواريخ والمسيرات كما أثبتت أن الاستعانة بالقاذفات ب 52 مكلف ويضر بميزان التفوق العسكري ضد الصين، كون هذه القاذفات تستخدم قنابل أصلا مخصصة كردع للصين في حال احتلت تايون
ترامب وجد نفسه في مأزق كبير إما يستمر في الحرب على اليمن وهو يخسر فيها دون تحقيق أي هدف، بل تكلفه مليار خلال 3 أسابيع، وهو رجل اقتصادي عينه على الخسائر المالية أكثر من الخسائر القومية،
فهنا لا حل معه لوقف الحرب على اليمن إلا بوقف حرب غزة،وهو يعلم أن بوقف حرب غزة سوف يتوقف اليمن عن الحصار وعن ضرب السفن الصهيونية والامريكية، وهذا أفضل وأسهل مخرج لترامب وإلا أعلن الهزيمة أمام اليمن وسيكون كارثي، هذا الأمر جعله يفكر ملياً كيف سنحارب إيران وننتصر عليها إذا كان اليمن وعجزنا عن هزيمته،
فإيران تملك أضعاف أضعاف ما لدى اليمن،ومما زاده صدمة أن دول الخليج والدول المجاورة لإيران تلقت تهديد صريح وقوي من إيران بأن أي تسهيل لأمريكا أو الكيان الصهيوني في ضرب إيران سيعد فعل عدائي سوف يقابل بهجوم ورد من إيران،مما جعل هذه الدول تبلغ أمريكا برفضها تقديم أي تسهيلات، هنا أمريكا ليس لديها لضرب إيران إلا ضربها من حاملات الطائرات والتي ثبت من تجربة اليمن أنها من السهولة ضربها وإغراقها،والخيار الثاني أمامها ضربها بالقاذفات ب52 من جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي والتي استأجرتها من بريطانيا، ولكن الصدمة علمت أن صواريخ إيران تم تطويرها لتصل إلى الجزيرة،وأن الغواصات الإيرانية وحاملات الطائرات الإيرانية قادرة على تقريب المسافة لضرب هذه الجزيرة، كما أن تقليل رؤوس الصواريخ يمكن أن تصل مديتها ل 3000 كلم وهي المسافة من إيران للجزيرة،
والصدمة الاكبر أن 30% من مخزون هذه القنابل والتي تملكها أمريكا تم بالفعل استخدامها في اليمن خلال أسابيع،وهي بالاصل مخصصة لردع الصين، ولو استخدمت ضد إيران فإن الصين سوف تنتصر اقتصاديا وعسكريا وستصبح القطب الاقوى وستزيح أمريكا التي لديها 34 تريليون ديون بينما الصين لديها فائض 3 تريلون
هنا وفي ظل هذه المتغيرات العالمية
قرر ترامب استدعاء نتن ياهو وإبلاغه بالآتي:
✅عليك أن تنهي الحرب على غزة خلال أسبوعين إلى 3 لأن وقفك للحرب سوف يخرجنا من مأزق اليمن وسنوقف الاستنزاف الذي بدون جدوى
✅عليك أن تصمت عن ضرب إيران فلن نشارك معك لو ضربت، بل سوف نفاوض إيران ونجري معها اتفاق بمنعها من صنع سلاح نووي(الذي أصلا إيران موافقة عليه)مقابل استثمارات ب 4 تريليون في السوق الإيراني وهذا ما يحلم به ترامب.
✅عليك التوقف عن مواجهة تركيا وحل الخلاف معها وديا، لأن لا يمكن ندخل معك في حرب ضد تركيا لأن هذا سيجعل إيران تنتصر بسهولة.
✅عليك أن تقبل محاكمتك بمعنى أن صلاحيتك انتهت، وعليك قبول المحاكمة والسجن للتخلص من العبء الذي كلفتنا به بمغامراتك.
خرج النتن من هناك وهو في حالة صدمة،وليس أمامه إلا توقيع الاتفاق بوقف الحرب ل50 يوم ثم بعد ذلك وقف الحرب،وأن أصدقاء أمريكا العرب هم من سوف يتولى إدارة غزة والتخلص من هيمنة حماس وبعد ذلك سندخل معهم في استثمارات وإدارة لغزة لاحقا.
الخلاصة أن أمريكا والكيان الصهيوني في حالة لا تسمح لهم بتحقيق النصر مطلقا، وأن روسيا صادقت هذا الاسبوع على الاتفاقية الاستراتيجية مع إيران، وأن الحلول القادمة لمواجهة العدو الاكبر(الصين) تتطلب وقف الحروب وتقليل الخسائر لأجل وضع حد للخلل في الميزان التجاري مع الصين،وأن توقيف تخصيب إيران لليورانيوم حاليا لا خيار إلا باتفاق وتفتيش،وأن بعد تغيير النظام في إيران مستقبلا يمكن أن نحقق ما نريد من نزع شامل كما عملنا في ليبيا والعراق،
لذلك الامور تشير إلى بداية فصل أفول هيمنة أمريكا، وطبعا هذا يتبعه حتماً أفول الكيان الصهيوني، فالوضع الداخلي منهار،سواء اقتصاديا أو عسكريا أو خلافات قوية في الجبهة الداخلية، بالإضافة للهجرة العكسية ورفض التجنيد ورفض الحرب.
هذا اجتهاد شخصي مني وأسال الله النصر.
2025-04-12