بعد سيطرة تنظيمات الجولاني ..سوريا الى أين تتجه ؟
وما أبعاد وتداعيات العدوان الصهيوني عليها ؟
زين العابدين عثمان *
في خضم الاحداث والتحولات المفاجئة التي حصلت في سوريا وخصوصا بعد سقوط نظام الاسد وبعد ان أحكمت عصابات الجولاني قبضتها وسيطرتها على مناطق سوريا وعاصمتها دمشق بادر كيان العدو الصهيوني على شن عدوان شامل على كامل سوريا وبدأ بتنفيذ مخططه في إحتلال المناطق العازلة ومناطق بالعمق في الشمال السوري بالتوازي مع شن عمليات قصف مركزة لتدمير كامل القدرات الاستراتيجية العسكرية للجيش والقوات المسلحة السورية.
في عمليات القصف ركز كيان العدو على تدمير اهم الاسلحة والقدرات التكتيكية والاستراتيجية منها اسراب المقاتلات الهجومية والقواعد الجوية والمطارات وشبكات الرادارات الرئيسية وبطاريات الدفاع الجوي ومستودعات تخزين الاسلحة والذخائر والمجمعات الصناعية ومراكز البحوث العلمية بالاضافة الى الموانئ ومجموعة من السفن والزوارق الحربية.
ومن حيث نتائج عدوان كيان العدو فقد تمكن وللاسف الشديد من تدمير معظم قدرات الجيش السوري وذلك من خلال تنفيذ مايقارب 400 غارة جوية اما على مستوى عدوانه البري في شمال سوريا فقد إحتل مناطق حساسة كجبل الشيخ الاستراتيجي الحاكم للحدود السورية اللبنانية ومدن أخرى في القنيطرة وما جاورها ضمن مساحه تقدر بضعف مساحة قطاع غزة فيما لازال مستمر في التوغل باتجاه نقاط خطيرة تبعد فقط 30 -20 كيلومترًا من العاصمة دمشق .
مانريد تأكيده ان عدوان كيان العدو الاسرائيلي رغم خطورته وتداعياته الا انه لم يلاقي اي ردة فعل من قبل جماعات الجولاني فلم يبادر الاخير باعلان أي موقف لا على المستوى العملي ولاحتى بيان رسمي يندد به هذا العدوان الغاشم والاجرامي .وهذا مايجعلنا اليوم نقف أمام مؤامرة غير مسبوقة لتدمير سوريا ومقدراتها الدفاعية وتمزيق وحدة اراضيها .فصمت الجولاني الى اليوم يؤكد حقيقة موقفه المتواطئ ان لم يكن موقف تم الاتفاق عليه مع كيان العدو لتحييد قدرات سوريا واخراجها من قائمة التهديدات التي كانت تؤرق الكيان.
من المؤسف جدا أن نرى سوريا في هذا الظرف تحكمها مجموعات خطيرة من التظيمات الارهابية التي تتحكم بها تركيا وامريكا والكيان الاسرائيلي نفسه ومن المؤسف أيضا أن يتم تدمير كل قواها العسكرية المخصصة للدفاع عن شعبها و امنها القومي الاستراتيجي ,فسوريا حولها عدوان كيان العدو الى دولة مستباحة منزوعة السلاح تماما فخلال أقل من 48 ساعة دمرت الكيان القوة الجوية والدفاع الجوي والقوة البحرية والقوة البرية و انهارت معها جهود عشرات السنوات من الاستثمار والبناء للقدرات للجيش السوري وفاتورة باهظة لخسائر بعشرات المليارات الدولارات.
في الاخير نؤكد حقيقة واحدة أن امريكا مثلما صنعت أسامة بن لاندن و مسريحة أحداث 11 سيتمبر ليكون مبررها لغزو وتدمير افغانستان وقتل مئات الالاف من الشعب الافغاني ونهب ثرواته
هي اليوم صنعت الجولاني و مسرحية “تحرير الشام “كمبرر لغزو سوريا وتدميرها وتقسيمها الى دويلات وكانتونات متناحرة وهذه المرة خدمة مباشرة لمشروع الشرق الاوسط الجديد الذي يسعى له كيان العدو الصهيوني والواقع والاحداث الجارية تشهد بهذا الامر حرفيا ….وهذا هو الجزء الاسوأ في هذه المهزلة الخطيرة التي ينفذها الجولاني بدعم تركي ويصفق لها حمقى القوم وتيار النفاق في العالم الاسلامي ..والله المستعان
– باحث عسكري واستراتيجي
2024-12-12