بحرية أمريكا تُقر بفشلها في مواجهة القدرات اليمنية: البحر الأحمر ساحة اختبار حاسمة!
عبدالرزاق علي
في اعتراف غير متوقع، أقرّ ضباط في البحرية الأمريكية بفشلهم في مواجهة القدرات العسكرية اليمنية، في ظل محاولاتهم لحماية السفن في البحر الأحمر، التي تعتبر شريانًا حيويًا للملاحة الدولية، خاصة تلك الموجهة إلى الكيان الصهيوني.
جاء هذا الاعتراف خلال تصريحات نقلها موقع “ذا وور زون”، حيث أشار الضباط إلى أن خمسة عشر شهرًا من المواجهات في البحر الأحمر كانت بمثابة اختبار حقيقي وقاسٍ لأسطول البحرية الأمريكية، والذي كان يستعد لخوض معركة محتملة مع الصين.
ـ البحر الأحمر: ساحة اختبار على أكثر من جبهة:
البحر الأحمر، الذي يعد من أهم الممرات البحرية في العالم، أصبح ساحة مواجهات ساخنة بين اليمنيين والقوات الأمريكية. وأكد الضباط الأمريكيون أن الهجمات اليمنية ضد السفن الحربية الأمريكية في المنطقة كانت في بعض الأحيان قريبة جدًا من إحداث أضرار كبيرة، بل وصفوا بعض الهجمات بأنها كانت على وشك إحداث ثقب في بدن السفن الحربية الأمريكية.
هذه الهجمات لم تكن مجرد اختبار بسيط، بل أثبتت قدرات قتالية متطورة للغاية لدى القوات اليمنية، كانت في السابق محل شكوك من قبل العديد من المراقبين الدوليين.
ـ تحليل التكتيك اليمني:
على مدار السنوات الأخيرة، تطورت القدرات العسكرية اليمنية بشكل لافت، خاصة في مجال العمليات البحرية. في هذه المواجهات، اعتمد اليمنيون على مجموعة من الأسلحة المتطورة، بما في ذلك الصواريخ الموجهة والطائرات المسيرة، التي استخدموها لضرب السفن الحربية الأمريكية، الأمر الذي يطرح تساؤلات كبيرة حول قدرة القوات الأمريكية على التأقلم مع أساليب الحروب الحديثة التي تستخدمها الجماعات المسلحة في المنطقة.
كانت الهجمات على السفن الحربية الأمريكية متواصلة بشكل متقطع، مما جعل البحرية الأمريكية في وضع صعب يتطلب منها التفكير في استراتيجيات جديدة لمواجهة هذه التهديدات.
وكان الهدف من هذه الهجمات واضحًا: عرقلة حركة السفن المرتبطة بالاحتلال في البحر الأحمر، وهو ما يتضمن إعاقة الملاحة التجارية والنفطية إلى الكيان الصهيوني، وكذلك تقييد حركة الأساطيل الأمريكية في المنطقة.
ـ التوترات الإقليمية وتأثيرها على الممرات البحرية:
أشار الضباط في البحرية الأمريكية إلى أن التهديدات اليمنية في البحر الأحمر كانت تتجاوز مجرد التحدي العسكري المباشر، إذ تتداخل مع مجموعة من التوترات الإقليمية التي تشمل إيران وحلفائها في المنطقة، بما في ذلك جماعة أنصار الله (الحوثيين)، التي تتبنى هجمات معقدة ومنظمة ضد القوات الأمريكية.
وتعكس هذه التهديدات تصاعدًا في القدرات العسكرية اليمنية، حيث لم يعد اليمن مجرد نقطة نزاع محلية، بل تحول إلى حلبة صراع استراتيجية تلعب دورًا حيويًا في تحديد مسار حركة التجارة العالمية.
ويعد البحر الأحمر نقطة مفصلية في الملاحة الدولية، إذ يربط المحيط الهندي مع البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس، وهو ما يزيد من أهمية حماية هذا الممر البحري.
ـ هل كانت هذه المواجهات اختبارًا لأسطول البحرية الأمريكية؟:
وصف الضباط هذه المواجهات بأنها اختبار ضغط لأسطول البحرية الأمريكية، والذي كان يستعد لمواجهة تهديدات أكبر من منطقة المحيط الهادئ، لا سيما مع تصاعد التوترات مع الصين.
لكن، مع مرور الوقت، أصبح من الواضح أن المواجهة في البحر الأحمر لم تكن مجرد تحدٍ إقليمي بسيط، بل كانت اختبارًا حقيقيًا للقدرة على التعامل مع التهديدات التي تتنوع بين تقنيات الحروب التقليدية وغير التقليدية.
في هذا السياق، يظهر دور التكنولوجيا الحديثة في تغيير ديناميكيات المعارك البحرية. فالهجمات من اليمنيين، التي استهدفت السفن الأمريكية بأسلحة متطورة من بينها الصواريخ الدقيقة والطائرات بدون طيار، تعد دليلاً على أن الحروب المستقبلية قد تشهد تحولًا كبيرًا في استراتيجيات الحروب البحرية.
ـ الدروس المستفادة والتحديات المستقبلية:
إحدى النتائج الرئيسية لهذا الاعتراف هو أن البحرية الأمريكية ستحتاج إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الدفاعية في البحر الأحمر والمناطق المتاخمة له.
وهذا يشمل تعزيز القدرة على التعامل مع الأسلحة الحديثة مثل الصواريخ الموجهة والطائرات المسيرة، فضلاً عن تحسين الإجراءات الوقائية ضد الهجمات البحرية التي تهدد السفن الحربية.
من جهة أخرى، يفتح هذا الملف تساؤلات حول دور الكيان الصهيوني في هذه المواجهات، ومدى تأثير الملاحة عبر البحر الأحمر على أمنه واستقراره العسكري في المنطقة.
فالمعروف أن الكيان الصهيوني يعتمد على هذه الممرات البحرية لضمان وصول الإمدادات والموارد الأساسية، بما في ذلك النفط.
ـ الخلاصة:
إذا كان هذا الاعتراف من قبل البحرية الأمريكية يعكس أي شيء، فهو أن القدرات العسكرية اليمنية قد تطورت بشكل غير متوقع، وأصبحت تهديدًا حقيقيًا لإسرائيل وداعميها في منطقة البحر الأحمر. ويطرح هذا التساؤلات حول الاستراتيجيات الدفاعية المستقبلية التي سوف تتبناها الدول الكبرى لحماية مصالحها البحرية في هذا الممر الحيوي.
2025-02-02