ايران والماء الثقيل المُتعدد!

رنا علوان
أكثر من 300 نوع من مشتقات الماء الثقيل ، اصبحت تنتجه اليوم الجمهورية الايرانية الإسلامية
الماء الثقيل أو كما يُعرّف عنه علميًا [ أكسيد الديوتريوم أو D2O ]
هو ماء يحتوي على نظير ثقيل من الهيدروجين يسمى ديوتريوم رمزه الكيميائي D بدلاً من الهيدروجين العادي وتبلغ كتلة ذرة الديوتريوم حوالي ضعف كتلة ذرة الهيدروجين العادي
وللهيدروجين ثلاثة نظائر
1- الهيدروجين العادي والذي يعرف بـ البروتيوم (Protium) وتتكون نواته من بروتون واحد
2- الديتريوم (deuterium ) وتتكون نواته من بروتون واحد ونيوترون واحد
3- التريتيوم ( tritium) وتتكون نواته من بروتون واحد ونيوترونين
أما الهيدروجين في الطبيعة فيحتوي على 99.985% من البروتيوم (Protium) وحوالي 0.015% من الديتريوم (deuterium ) وجزء من 10^17 من التريتيوم ( tritium) الذي يعتبر من العناصر المشعة
تم اكتشافه عام 1931 على يد الكيميائي الامريكي هرلد كليتن اري ( Harold Clayton Urey)
وفي عام 1933 استطاعا لويس و دونالد ( Lewis and Donald ) من تحضير بضعة مليمترات من الماء الثقيل النقي وذلك عن طريق التحليل الكهربائي للماء بصورة طويلة ومستمرة
فعندما يحلل الماء كهربائيًا ، ينتج عنه غاز فيتجمع بالقرب من الكاثود حيث يكون معظم هذا الغاز من الهيدروجين وبالتالي ، فإن الماء المتبقي يثرى ( enriched) بأكسيد الديتريوم ، وبإستمرار التحليل الكهربائي لمئات الليترات من الماء ينتج الماء الثقيل
[ الجدير بالذكر أن أهم استخدامات الماء الثقيل تكون لتهدئة النيوترونات في المفاعلات النووية ]
وبالعودة للحدث ، فقد أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ( محمد إسلامي ) انّ الصناعة النووية ، هي من الصناعات الأساسية التي تجلب القوة ويمكنها أن تترك تأثيرًا على كافة المجالات
وأردف قائلاً ، أن إيران انتجت حتى الآن أكثر من [ 300 نوع من مشتقات الماء الثقيل ، ( يبلغ سعر غرام واحد من بعض أنواعها عشرات آلاف الدولارات أحيانًا) ] وذلك خلال كلمة ألقاها أمام منتدى تحت عنوان ” العلامات التجارية المنتخبة” حيث تناول موضوع التعريف بالعلامات التجارية في حقل الصناعة والتعدين والتجارة ، إنّ انتاج المنتجات يجب أن يكون وفق ما يطلبه الزبائن ، وأن “التجارة” هي الضلع الثالث للقوة بعد “التقدم” و”الازدهار”
وأضاف إسلامي أن هناك حربًا بين العلامات التجارية في الأسواق ويجب الاهتمام بهذه القضية في البلاد ، مشيرًا إلى أنّ الصناعة النووية هي من الصناعات الأساسية التي تجلب القوة ويمكنها أن تترك تأثيرًا على كافة المجالات ، وذلك بسبب تأثيرها البالغ على العلوم الأخرى
وتابع رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية “امتلاك هذه القدرة الاستراتيجية كان بمثابة الدخول إلى منطقة محظورة بالنسبة لنا ، لكننا دخلناها ، وعلى أي حال فإننا اليوم نخوض حربًا غير متكافئة وحصلنا على كل هذه الانجازات وسط هذه الظروف ، لكننا يجب أن نعمل بجهد أكبر ونصون هذه الانجازات”
الجدير ذكره ، أنّه في شهر حزيران/يونيو ، قال المتحدث بإسم منظمة الطاقة النووية الإيرانية بهروز كمالوندي إن العالم يسعى إلى شراء الماء الثقيل من إيران ، وهناك طابور المتقدمين الذين ينتظرون للحصول على هذا المنتج الإيراني
وتطرّق كمالوندي إلى مجالات استخدام الصناعة النووية ، بما في ذلك الطب الإشعاعي والزراعة ، مؤكدًا أن هذا الجانب من الإنجازات ربما يفوق أهمية من تقنية تخصيب اليورانيوم
وأكد أنّ بلوغ نسبة الـ20% في مجال تخصيب اليورانيوم وإنتاج الماء الثقيل ، وغيره من المنجزات في مجال الصيدلة الإشعاعية ، يدل على تقدم إيران مقارنة بسائر دول العالم في مجال التكنولوجيا النووية السلمية
وقبل هذا التصريح بأشهر قليلة ، قال كمالوندي ، بأنّه “كون الماء الثقيل المنتج في إيران هو من الأفضل في العالم ، فقد تطلّع الأميركيون في فترة معينة لشرائه منا”
وأكّد أنّه توجد وثائق “تؤكد أنّ الأميركيين سعوا لشراء الماء الثقيل المنتج في إيران ، بإعتباره الأفضل حول العالم”
كما تهدف طهران إلى توسيع الاستفادة من الاستخدامات السلمية لطاقتها النووية ، وعبّر عن ذلك وزير الاقتصاد الإيراني ، إحسان خاندوزي ، في آذار/مارس ، من خلال إعلانه استعداد طهران لتوسيع تعاونها مع روسيا في قطاع الطاقة ، بما في ذلك الطاقة النووية السلمية
وتابع كمالوندي”يزعم الأعداء بأنّ تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية وصولاً الى 90% ، دليل على سعي الدولة المعنية لإنتاج السلاح النووي ، لكن السيد خامنئي شدد على أن هذا النوع من السلاح وأيضًا السلاح الكيميائي لا مكانة له في الشريعة الإسلامية”
ولفت إلى أنّ “الغرب يعمد إلى طرح هذه القضايا ليستطيع إرباك مسيرة التقدّم عندنا ، لكننا سنواصل المضي بهذا الاتجاه لما فيه من إيرادات تصل إلى مئات المليارات ، وتوظيفها في خدمة الطب وسائر المجالات الاقتصادية والاجتماعية”
2023-08-14