اوكرانيا تستضيف الحُجاج اليهود!

رنا علوان
ككل عام يحج اليهود الحسيديم إلى أومان من جميع أنحاء العالم لزيارة ضريح الحاخام [ ناخمان دي بريسليف (1772-1810) ] وهو مُؤسّس الحركة الحسيدية بمناسبة “روش هشانا” أو رأس السنة العبرية الجديدة ، وقد بلغ عدد الحُجاج بحسب منظمة الجالية اليهودية الموحدة في أوكرانيا ، أكثر من 23 ألف حاج حتى الآن
تقع أومان في وسط أوكرانيا ، وقد تعرضت مرارًا لضربات روسية منذ بدء الغزو في 24 شباط/فبراير 2022 ، لذلك حضّت السلطة الأوكرانية وسلطة العدو الإسرائيلي المصلين على عدم إحياء الاحتفالات الدينية
لكن اليهود لبسوا السواد ، واجتمعوا عند قبر ناخمان ، لأنهم يؤمنون انه اهم يوم في السنة للتقرب من الله ، وغالبًا ما يستشهد الحُجاج بنص ديني للحاخام ناخمان الذي توفي في أومان عام 1810 ، [ يَعِد فيه كل من يزور قبره خلال رأس السنة اليهودية (بأنه “سينقذهم من الجحيم”)]
يتم منع المشروبات الكحولية والألعاب النارية فحسب خلال الاحتفالات ، وتستمد الحسيدية روحها من الكبالاه وتنقلها إلى الشعب اليهودي ، من خلال قيامها بعمل شعبية لهذه العقيدة
وقد نقلت الحسيدية مصطلحات الكبالاه وعباراتها ، من توراة العالم والألوهية إلى توراة النفس والأنسان ، وكانت الحكمة السائدة هي [ الكبالاه تصعد بالإنسان إلى السماء ، وبدورها الحسيدية تنزل السماء إلى الإنسان]
في الحسيدية تمر تلك المصطلحات بعملية تغيير هيئتها إلى داخل عالم الإنسان “مبشري السيطرة الإلهية” أي أن الأدب هو أيضًا من ضمن القوى المختلفة الخاصة بالإنسان التي يعمل بواسطتها في العالم
ورؤية الحسيدية فيما يتعلق بالإله الموجود في كل مكان ولا يوجد مكان خالي منه ، تستند إلى الكبالاه
هذا وقد حددت الكبالاه ، أن جميع الظواهر في العالم نابعة من انتشار الرب فيه لكن الأمور تُدار بكهنوت معين ، وهناك أمور أكثر روحانية وقداسة ، كما ان هناك أمور أخرى أكثر مادية ودنيوية
في مقابل ذلك تحاول الحسيدية ايجاد ما هو إلهي في كل ظاهرة مادية ، من خلال تجاهل الكهنوتية”الاله موجود أيضا في الامور الصغيرة”
وزعمت الحسيدية أن العالم هو الهي ، سواء من نظرية وحدة الموجود أو من نظرية الأكوسميزم ، لذلك يجب أكتشاف الاله في العالم والكشف عنه
ويزور يهود الحاسيديم القبور ليس فقط في الكيان الإسرائيلي الغاصب ، بل ويحجون حتى إلى الجزائر والمغرب وتونس وأوكرانيا والهند من أجل ممارسة عبادة قبور الصدّيقين
ومن أكثر القبور شهرة بين اليهود قبر الحاخام شمعون بار يوحاي في الجليل ، قرب القرية العربية ميرون ، وهو الموقع الثاني في أهميته الدينية في الكيان الإسرائيلي المُؤقت ويزوره كل عام أكثر من مليون ونصف شخص ، ويبدأ احتفال الحج إلى القبر في عيد “لاج بعومر”، وهو يوم وفاة الحاخام ويستمر لأربعة أيام ، يشارك فيه كل عام زُهاء النصف مليون محتفل
لطالما أبدوا اهل قرية اومان انزعاجهم من هذا الاحتفال بسبب ما يُخلّفه اليهود ورائهم من فوضى ، ولكن على صعيد آخر يقول ممثلو الجالية اليهودية المحلية ، أنه يقدر متوسط ما ينفقه الزائرون في رحلتهم إلى “روش هاشناه” في أومان بحوالي 60 مليون دولار ( فالحسيديمون المحليون – حوالي 500 شخص – يعيشون أيضًا على حساب أموال السياح – فهم يساعدون في تأمين الاقامة وطعام الكوشر والترجمة للحجاج )
وسبق ان شارك زيلينسكي الاحتفال مع هؤلاء حتى خلال جائحة كورونا فلم يحرك ساكنًا في منع تجمعاتهم ، وهو اليهودي الذي يحمل الجنسية الاسرائيلية ، ويتحدث العبرية ، وعاش -كما يقال- في مستوطنة جفعات عوز بالقرب من ام الفحم ، وساعدته في الوصول الى الرئاسة [الاوليغارشية اليهودية الاوكرانية] ، وفي مقدمتهم الملياردير اليهودي الصهيوني الاوكراني [ايغور كولومويسكي] رئيس الجالية اليهودية في اوكرانيا ، وعضو المجلس الأوروبي للجاليات اليهودية ، ودعم حملته الانتخابية ، وهو الممثل الهزلي الذي لم يعمل بالسياسة مرة واحدة في حياته
ولقد أظهر زيلنسكي سابقًا في خطابه في الكنيست الاسرائيلي حقيقية توجهاته “الصهيونية” ولكي لا تبقى كلماته عادية ، استعان بكلمات [غولدا مائير (الاوكرانية)] التي قالت “نحن نريد أن نعيش لكن جيراننا يريدوا أن يرونا امواتا”، وذكر الاسرائيليين بأن “هناك الكثير من الاوكرانيين الذين خدموا اسرائيل والآن جاء دوركم ، لقد انقذنا اليهود قبل ثمانين عامًا وحان الوقت أن تنقذونا”
كما نجد كيف ان الاعلام الاوكراني ، يُظهر حساسية شديدة تجاه القضايا التي تهم اليهود ، اكثر من تلك التي تهم الاوكران أنفسهم ، حتى في خضم الحرب التي يفترض أن ضحاياها بالأساس هم الاوكرانيون ، ان ذلك ليس غريبًا حيث تملك الاوليغارشية اليهودية الاوكرانية الكثير من التأثير على وسائل الإعلام
فعلى سبيل المثال لا الحصر ، عندما ضرب صاروخ روسي برج الاذاعة والتلفزيون في كييف ، ما لفت النظر هنا ، أن الاعلام اعتبر سقوط الصاروخ “بالقرب” من النصب التذكاري للمحرقة ، أهم من سقوطه فوق البرج مباشرة ، كما أن اثارة ذكرى الألم عند اليهود أهم من الألم نفسه عند الاوكران ، فضلاً عن ان الاعلام اعتبر أن أقرب شيء مهم لسقوط الصاروخ هو مدينة اومان ، التي تبعد 160 كم عن مكان سقوط الصاروخ ، والتي يحج اليها عدد كبير من اليهود في العالم
2023-09-19
تعليق واحد
الحجاج اليهود من طائفة الحسيدية يزورون مدينة أومان وخصوصا قبر مرجعهم باخمان ، الشعب الاوكراني ضد هذه الزيارة لان اليهود يتركون خلفهم الاوساخ والدمار اينما وطأت قدمهم في الاسواق والفنادق والقطارات والمطارات لانهم يعتبرون انفسهم هم اسياد البشرية وماتبقى هم عبيد لهم.وهناك عدة فيديوات تثبت قذارتهم اتمنى ان ارسلها للموقع .