انضمام سورية إلى مبادرة الحزام والطريق، نقــــــــــلة نوعــــــــــــية، استراتيجية، تاريخية، نهائية، نحو الشرق.
بهذه النقلة النوعية، تخرج سورية لأول مرة منذ خمسة قرون، من تحت القهر الغربي، عدونا التاريخي.
ستشكل سورية البـــــــوابة الرئيــــــــــسية، لمبادرة الحزام والطريق، على البحر الأبيض المتوسط.

محمد محسن
التوقيع على الاتفاقية الاستراتيجية، بين سورية والصين، سيشكل حدثاً تاريخياً بالنسبة لسورية، وعلى جميع الصعد، السياسية، والاقتصادية، وحتى الثقافية، لأنه نقلة نوعية تاريخية، من موقع غير المؤتلف مع القطب الغربي، بل والمعادي لنا لتاريخنا، لحاضرنا، لمستقبلنا، وإعلان الخروج من تحت هيمنته، والانضمام إلى القطب الشرقي.
لقد سيطرت أوروبا وأمريكا على المشهد العالمي لقرون خمسة، عن طريق احتلال البلدان بعد تدميرها، وقتل شعوبها، وسرقة طاقاتها، المادية والبشرية، وأقامت امبراطورياتها، وبنت ثرواتها، على أنقاض تلك الدول، من تُردْ تستعبدهُ، ومن يتمرد تُمتهُ، ثم جلست على عرش العالم.
وكان من نصيب سورية من الويلات، بسبب موقعها الجو سياسي، التاريخي، من هذه الامبراطوريات، ما لم يحدث لأي دولة في العالم، ليس التمزيق لأربع دويلات صغيرة، مفقرة، ومستعبدة فحسب، بل قتلت، وشردت الشعب العربي الفلسطيني من أرضه، و(باعت) أرضه لحركة صهيو*نية عنصرية، استخدمتها دائماً، كزراع لتدمير سورية، من خلال حروب مستمرة، وأي بلد عربي، يحاول التمرد، أو يسعى للحرية. وكان آخرها الحرب العسكرية، الإرهابية، الصهيو*نية، ضد سورية، والتي لا تزال قائمة، وترافقها حرب التجويع والإفقار.
هذه الاتفاقيات، وما سيليها من أحداث عالمية متتابعة، في أوكرانيا، في بحر الصين، في الشرق الأوسط، في إفريقيا، كلها تنذر بل وتبشر، بانكفاء الزمن الأمريكي ــ الأوروبي، ليأتي الزمن الذي قال عنه (رئيس غانا) على منبر الأمم المتحدة، وكان قد سبقه (إبراهيم تراوري) زعيم بوركينا فاسو، هذا زمن تصحيح حركة التاريخ، وإزاحة الظلم الغربي التاريخي الطويل، الذي بنى امبراطورياته، على عرق ودماء الرقيق الافريقي، وباقي شعوب العالم الثالث.
ليس هذا فحسب بل قالا، ليس هناك قِيَمٌ، أو أهدافٌ مشتركةٌ، بين الشمال المسيطر الطاغي، العنصري، وبين الجنوب الفقير، والمتخلف، ولا بد أن تطالب دول الجنوب، دول الشمال، بإعادة الحقوق المنهوبة، والتعويض عن الظلم التاريخي، الذي لا يزال سادراً في غيه، منذ ما يزيد على خمسة قرون.
بهذه الاتفاقية التاريخية، تضع سورية الحجر الأساس، لاستراتيجية تنطوي على فوائد سياسية، واقتصادية، وأمنية، فمركز سورية الجغرافي، ومواردها الطبيعية، ستمكنها من الاضطلاع بدور محوري، يؤهلها للعب دور حاسم، على ساحل البحر الأبيض المتوسط، من خلال شبكة الطرق البرية، التي ستربطها بجميع الدول التي يمر بها الطريق البري من الصين حتى سورية.
هذه الاتفاقية الاستراتيجية، ستجعل من الصين شريكاً لا يسعى إلى الهيمنة، وفرض الوصاية، بل حليفاً لسورية، في جميع المجالات الاقتصادية، والأمنية، وستلعب الشركات الصينية، دوراً مهماً في إعادة الإعمار، ومشروعات الطاقة، والبنى التحتية، وغيرها من المشاريع الهامة.
لقد أكدت الحرب القائمة على سورية الآن، أن روسيا حليفاً استراتيجياً أيضاَ، بذلك تكون روسيا والصين، قد باتا حليفين استراتيجيين، تاريخيين، موثوقين، لسورية، من هنا: تأكدت النقلة النوعية إلى الشرق.
2023-09-29
31 تعليق
كل التحية
كلام بمنتهى الدقة
لكن ما تفضلت به صحيح أته يؤكد طريق الخروج من عنق الاستعصاء
لكنه يزيد الحقد و الضغية ر العداء ضد سورية لأن الدور السوري في الاتفاقية الجديدة مع الصين عامل أساسي في النجاح الاستراتيجي و في اضعاف المشروع المضاد
كل الخير لك سورية
مع الشكر
فيصل حبق بكل دقة ووضوح الجنوب كله يتأهب للخروج من تحت الوصاية الغربية والحرب الأوكرانية ستكون الميتدأ بعد الصمود السوري الذي أوقف البرنامج الأمريكي
فيصل حبق بكل دقة ووضوح الجنوب كله يتأهب للخروج من تحت الوصاية الغربية والحرب الأوكرانية ستكون الميتدأ بعد الصمود السوري الذي أوقف البرنامج الأمريكي
يسعد اوقاتك العم الغالي
كان لك شرف السبق وكنت دائما تبشرنا بالغد المشرق ونحن في احلك الظروف دمت نبراسا وعلما لنهتدي به الى جادة الصواب تحياتي لكم استاذنا الغالي ابا اياد المحترم
لقد أتت الخطوة متأخرة جداً.
لكن كيف سيتم تنفيذ ذلك بوجود العدو الأمريكي في طريق الحزام والطريق؟
أضف للمشروع الأمريكي الغربي المنافس في المنطقة؟؟؟؟
صباح الخير
أتمنى من حضرتك رداً على رأيي في موضوع مشروع الصين…
مع الوجود الأمريكي في جغرافية سورية حساسة وهامة؟
شريف سلمان أبو الربيع معك كل الحق لن تقف أمريكا مكتوفة اليدين وستحاول الدفاع عن مجدها المهدد ولكن الشعوب ستقول لأمريكا يجب أن ترحلي فأنت دولة استعمارية أما الشرق فسيقيم التوازن بين الأقطاب ويوقف التوحش الغربي
ليس جديدا عليك أستاذ محمد.
اعتدنا منك دائما على قرائتك للأحداث ونظرتك لما يدور
دمت بخير دائما ودام تفاؤلك ونبض فكرك
Mohamad Mohsen
Rna Sy الغالية وأنت الصديقة المتابعة التي نتلاقى معها في دروب المعرفة الوطنية الصادقة، التي غالباً ما توصلنا إلى الحقيقة
رياض علي
كل التحية أستاذنا الغالي ..مع محبتنا للصين وروسيا ولكل من يقف إلى جانبنا في محنتنا هذه
رياض علي الغالي صمود سورية المرير هو نقطة البداية أوقفت البرنامج الغربي، وفتحت باب المواجهة بين الشرق والغرب ، من هنا كانت المصالح مشتركة بيننا وبين الحليفين روسيا والصين