الولايات المتحدة مرعوبة من مؤشر التحولات الدولية ؟؟.
كتب ناجي صفا
الولايات المتحدة تقود منذ اكثر من عشر سنوات مجموعة حروب احترافية للوقوف بوجه التحولات الدولية التي يشهدها العالم .
من الواضح أن الولايات المتحدة ما زالت تكابر وتحاول منع هذه التحولات التي ستنزلها عن رأس الهرم ، لذلك هي تستعجل انجاز النتائج في كل من لبنان وفلسطين باعتبار ان ما يجري في هاتين الدولتين سيكون له أثر كبير في صياغة النظام الدولي الجديد سلبا او إيجابا .
العالم على مؤشرات تحول بحيث تفقد الرأسمالية العالمية المتوحشة هيمنتها ، ويعاد الإعتبار للمؤسسات الدولية التي داست عليها إسرائيل والولايات المتحدة وافرغت من مظمونها حتى لتكاد تفقد مبرر وجودها .
أنشئت الولايات المتحدة بعد انتصارها في الحرب العالمية الثانية مجموعة مؤسسات دولية لخدمة هيمنتها في حين كانت تبدو هذه المؤسسات انها ستحقق العدالة النسبية في الكرة الأرضية.
افرغت المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية ومؤسسات أخرى كثيرة من مضمونها الإنساني والعادل لصالح تكريس الهيمنة الأميركية على العالم .
لقد بلغت خشية الولايات المتحدة من هذه التحولات ولا سيما بعد نشوء منظمتي البريكي وشانغهاي ، وتطور حركة النضال الفلسطيني بوجه العدو الإسرائيلي ان سمحت بهذا المستوى من العنف علها تصل إلى مرحلة كي الوعي العربي والرضوان للمشروع الأميركي الطامح إلى إعادة هندسة المستوى السياسي .
فقد سمحت للكيان الصهيوني بارتكاب مجازر انسانية يندى لها جبين العالم نظرا لمستوى الفجور والإجرام الذي مارسه هذا الكيان وبلغ حد الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وتغطية هذا المسار الإجرامي الذي يناقض جميع الشرائع والقوانين الدولية ، من تمويل مالي وعسكري واعلامي وخداع سياسي بلغ حد الموافقة على الجرائم التي ترتكب .
الآن العالم كله يهتز امام هذا التطور المخيف في المفاهيم والإستراتيجيات ،
لقد حاولت الولايات المتحدة الإيحاء ان ثمة تناقضات في الرؤية مع الكيان الصهيوني حيال ا لحلول المطلوبة التي تحول دون تكريس الهيمنة الإسرائيلية وغضت١ الطرف عن إبادة شعب بأكمله يطالب بحقه في الوجود على أرض وطنه وضمان حريته وسيادته ، وهو تكرار شبه حرفي لما قامت به الولايات المتحدة حيال الهنود الحمر الأميركيين .
بعد فشل مشروع الولايات المتحدة بمحاصرة روسيا عبر أوكرانيا، وتحقيق انتصارات تراكمية روسية في أوكرانيا بما بات يهدد أمن أوروبا الشرقية واستراحات أضعاف النفوذ الأميركي التفت الولايات بشكل غير مسبوق إلى الشرق الأوسط في محاولة تعويضية عن الفشل في أوكرانيا، لتحاول بسط نفذها على الشرق الأوسط بما يعيد لها التفوق الذي فقدته ويعاني من نقص تنازلي بغية إعادة السيطرة مجددا على العالم عبر. الهيمنة على الشرق الأوسط والإستيلاء على ثرواته وموارد وممراته المائية وموقعه الإستراتيجي الذي يمكنها من أحكام السيطرة على حركة التجارة الدولية .
المشروع الأميركي الآن في المنطقة يتخطى الرغبة الإسرائيلية في حسم الصراع مع الفلسطينيين وأن كان يتماشى معه في تكريس دور الوكيل الأميركي على المنطقة بعد الصرافه لمقارعة الصين في جنوب وشرق آسيا، فهي تعتبر ان غربي آسيا سيشكل المفتاح الضروري لإعادة الهيمنة وتاريخها، لذا افتكرت مشروع طريق الهند – لسعودية- الإمارات- الأردن نحو إسرائيل وذلك في مواجهة المشروع الصيني طريق الحرير .
المشروع الأميركي يعاني من عدم القدرة على فرض الوقائع ، فكان لا بد لها من إزالة ما يسمى من مقاومات في المنطقة بحيث يتخطى مشروعها مشروع المقاومات التقليدية باتجاه الحسم النهائي .
سيبقى المشروع الأميركي يواجه صعوبات وعقبال ما لم تتمكن اداتها إسرائيل من حسم المعركة في لبنان وفلسطين ،
سيكون العالم اجمع بانتظار تحولات هامة تحول دون تكريس الهيمنة الأميركية وربما يعاد للعالم اعتبار صحة وسلامة القانون الدولي الذي حاولت الولايات المتحدة استبداله بقانونها الخاص .
2024-11-02