النيوليبرالية وعَسْكَرَة الإقتصاد والتكنولوجيا!
الطاهر المعز
رأس المال نَقِيض مبادئ الحُرّيّة والمُساواة
تُقدّر ثروة بيتر ثيل ( Peter Thiel ) بنحو عشر مليارات دولارا، بنهاية سنة 2023، وهو رأسمالي محافظ للغاية، وأحد أباطرة وادي السيليكون، بولاية كاليفورنيا، حيث توجد أكبر شركات التكنولوجيا الحديثة والإتصالات، وهو ألماني المولد والأصل ( سنة 1967)، قضى جزءًا من حياته في جنوب إفريقيا العنصرية، قبل الإنتقال إلى الولايات المتحدة، وهو حاصل على إجازة في الفلسفة ودكتوراه في القانون، ويُجَسِّدُ الأيديولوجية الجديدة للمستثمرين في قطاع التكنولوجيا الذين يدَّعون تحرير الرأسماليين من “الاستغلال الذي يعانون منه على أيدي العمال”.
أسس شركة Thiel Capital Management سنة 1996 وشارك في تأسيس PayPal مع Max Levchin وLuke Nosek سنة 1998، وأصبح الرئيس التنفيذي لشركة PayPal قبل أن يبيعها لشركة eBay سنة 2002 مقابل 1,5 مليار دولار، وكانت “باي بال” أحد أهعم مصادر ثروة صاحبها الذي أنشأ المؤسسة المالية (Thiel Clarium Capital ) في مدينة سان فرنسيسكو، وهو صندوق تحوط عالمي، غير إن الدَور الأساسي لمعظم هذه الشركات يتمثل في توفير الدعم الاستراتيجي والتشغيلي للمشاريع وللإستثمارات التي ينفذها بيتر ثيل المُعجَب برونالد ريغن والذي يدّعي مُعاداة مؤسسات الدّولة التي ساعدته من خلال الإعفاء الضريبي والتحفيز والتعامل الحصري مع شركاته، وهي نفس الدّولة ومؤسساتها التي سمحت له بالتحايل القانوني واستخدام حسابات التقاعد كوسيلة لتكديس المال من قِبَل الأثرياء، وتمكّن بفضلها بيتر ثيل من جمع خمس مليارات دولارا مُعفاة تمامًا من الضرائب، وسمحت له الثغرات القانونية المُتعمّدة من قِبل نواب الكونغرس، بتنمية ثروته التي بلغت نحو عشر مليارات دولارًا، في بداية سنة 2024، وفق مجلة فوربس المُتخصّصة في متابعة أخبار أَثْرَى أثرياء العالم، وهو أكبر مستثمر في فيسبوك، وارتفعت ثروته بفضل أرباح شركته – Palantir – المتخصصة في التحكم الشامل والتي زادت قيمتها السوقية بفضل استثمارات وكالة المخابرات المركزية، وفقًا لمجلة New Left Review بتاريخ 26 نيسان/ أبريل 2023، وهو مستثمر في مؤسستين تُساعدان أجهزة الدّولة الأمريكية (وغيرها) على إجراء التحقيقات عبر الشبكة الإلكترونية، وهما الشركة المصنعة للأدوات السيبراتية Boldend ( تأسست سنة 2017 في “سان دييغو”)، ولها زبون واحد هو الحكومة الأمريكية التي طلبت ابتكار أدوات لخوض الحرب السيبرانية ولشركة “بولدنت” استثمارات وشراكة مع مجموعة “رايثيون” لتصنيع الأسلحة، وفق صحيفة نيويورك تايمز ( عدد نهاية الأسبوع الأخير من كانون الثاني/يناير 2022)، وشركة (ClearView AI ) مُزَوّد تكنولوجيا التعرف على الوجه، التي تعتمد عليها أجهزة الشرطة والإستخبارات الأمريكية لاختراق المُراسلات والتّطبيقات التي تُعْتَبَرُ آمنة، واخترقت شركة ClearView AI، وهي شركة لتقنية التعرف على الوجوه قاعدة بيانات “فيسبوك” ( ويستثمر بيتر ثيل في الشركَتَيْن) وقامت بنَقْل بيانات من فيسبوك لملء قاعدة بيانات ضخمة للوجوه التي يمكن للشرطة استخدامها لاحقًا في التحقيقات، وتحاول شركة “بولدند” البقاء في الظّلّ ويعسُر كشف موقعها الإلكتروني المكون من صفحتين فقط وتُقدّم نفسها كشركة “تَجْمَعُ حلولها بين مكونات الحرب السبرانية المتطورة والجيل التالي من العمليات الإلكترونية”، وللإطّلاع على منتجات الشركة، وجب أن يكون لدى الزائر كلمة مرور، وتبرر مجلة فوربس ذلك “بطبيعة عمل الشركة الذي يدعم الحكومة الأميركية فقط، مما يتطلب السرية الكاملة”، وفق موقع مجلة “فوربس” للأثرياء، بتاريخ الأول من شباط/فبراير 2022.
بيتر تيل هو كذلك مُدَرِّس وباحث في جامعة ستانفورد، أكثر جامعات النخبة رجعيةً، وشارك في تأسيس “مجلة ستانفورد” مع العديد من المليارديرات، بتمويل من مراكز البحث ومجموعات الضّغط والمنظمات المحافظة واليمينية المتطرفة التي تناضل مثله من أجل عودة نظام حُكْم المَلَكِيّة المُطْلَقَة، وتناضل ضد التعددية الثقافية وضد مبدأ المساواة بشكل عام، ومساواة الأغنياء والفقراء (قانونًا أو نَظَرِيًّا وليس واقعًا) وضدّ مبدأ المساواة بين المرأة والرجل، وضد أي شيء يُعْتَبَرُ ذا علاقة بالتقدمية أو اليسار، وفق الرّؤْيَة الأمريكية.
أنشأ (Peter Thiel ) صندوقه الاستثماري الخاص في كاليفورنيا سنة 1998 تحت اسم Thiel Capital Management ، بمبلغ مليون دولار، وأسس خلال سنة 1999 مؤسّسة المعاملات المالية الإلكترونية – PayPal – مع مجموعة من الأصدقاء الأثرياء المُغرقين في الرّجعية، من بينهم Max Levchin (من أصل أوكراني) مصمم التشفير الذي ابتكر الخوارزمية الأساسية لنظام الدفع عبر الإنترنت، وأعلن مؤسسو هذه الشركة دوافعهم العقائدية: “كان هدف PayPal هو إنشاء عملة عالمية جديدة، خالية من أي سيطرة حكومية، لتكون هذه العملة الجديدة مُؤشّرًا على نهاية السيادة النقدية”، ويستثمر “بيتر ثيل” مع إيلون ماسك في شركة تيسلا للسيارات الكهربائية وفي تويتر وفي فيسبوك مع مارك زوكربيرغ، كما يستثمر في آيرنبي ولينكدين والعديد من الشركات الأخرى مع زملائه المليارديرات.
أسس بيتر ثيل شركة – “Palantir” – سنة 2003، وهي شركة متخصصة في المراقبة الجماعية وتحليل البيانات، وحصل على الفور على تمويل من صندوق الاستثمار In-Q-Tel التابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وكان بيتر ثيل قد كتب، أثناء تأسيس شركة ( Palantir) سنة 2003، في The Straussian Moment : “بدلاً من الأمم المتحدة والمناقشات البرلمانية التي لا نهاية لها وغير الحاسمة، يجب أن نعتبر برنامج (Echelon ) للتنسيق السري لأجهزة الاستخبارات العالمية، الطريق نحو السلام العالمي الحقيقي”، ويُعْتَبَرُ Echelon أكثر آليات مراقبة الكواكب تطفُّلاً تم ابتكارها في تاريخ البشرية.
كشف بيتر ثيل، بين سنتَيْ 2004 و 2014، بنشاط عن رؤيته للعالم في العديد من المؤتمرات والمُنْتَدَيات، وكتب مقالات لصحيفة وول ستريت جورنال ونشر دراسات كشفت عن أفكاره الأكثر رجعية، ومنها ادّعاؤه أن الأغنياء ضحايا ابتزاز العُمّال والكسالى، فهم “يتعرضون باستمرار لمضايقات الفقراء”، واعتبر ذلك “أحد مؤشّرات التدهور والانحدار الثقافي المُستمر” منذ سنة 1945 (بحسب قوله)، أي سنة هزيمة النازية، في ألمانيا، بلده الأم، قبل انتقاله للعيش في جنوب إفريقيا العنصرية، ثم في الولايات المتحدة.
يعتقد بيتر ثيل أن الديمقراطية والحقوق الممنوحة للمرأة والفقراء من أسباب “التدهور الثقافي”، وكتب بهذا الصّدد: “كانت عشرينيات القرن العشرين هي العقد الأخير في التاريخ الأمريكي الذي يمكن للمرء أن يكون فيه متفائلًا بشأن السياسة، ومنذ سنة 1920، أدت الزيادة الحادة في المُستفيدين من الرعاية الاجتماعية وتوسيع الحق في التصويت إلى النساء، إلى تحويل مفهوم “الديمقراطية الرأسمالية” إلى تناقض لفظي، لأن الرأسمالية لا تتطلب بالضرورة، الديمقراطية، بحسب رأيه، ويقترح العودة إلى النظام الملكي المُطْلَق، لأن “كل الاختراعات العظيمة في التاريخ أنتجتها شركات تعمل كملكيات أو احتكارات مطلقة …”
انطلقت شُهرة وثروة شركة بلانتير سنة 2011 بفضل شائعة مفادها أن الشركة “ساعدت في اكتشاف مخبأ أسامة بن لادن وفي اغتياله” ومنذ ذلك الحين، تضاعفت العقود، وسعت الشرطة الألمانية إلى الحصول على خدماتها، والتعاون مع الشركة بخصوص برامج المراقبة وبخصوص التعاون الفني لتشغيلها من قِبَل خُبراء الشركة. بلغت قيمة بلانتير 17,6 مليون دولار بنهاية سنة 2022. أما صاحبها بيتر ثيل فيُقدّم نفسه على أنه مُدَمِّرٌ للدولة، لكن ثروته تأتي من تعاونه مع أجهزة أمن واستخبارات الدّول، ومُساعدتها على التجسس على المواطنين، ضمن مخطط تواطؤ شركات التكنولوجيا مع البرامج العدوانية للمجمع الصناعي العسكري والإستخبارات الأمريكية والأوروبية…
شراكة خطيرة بين صناعة الأسلحة وشركات التكنولوجيا المتقدّمة
ارتفعت حصة وزارة الحرب الأمريكية في إيرادات شركات التكنولوجيا، مثل “آي بي إم” و«مايكروسوفت»، و”أوراكل” و«ألفابت» الشركة الأم لـ«غوغل»، وتزامنت هذه الزيادة مع ارتفاع عدد العسكريين المتقاعدين في مجالس إدارة هذه الشركات، إذ أصبح الجنرال السابق في الجيش الأميركي ومدير «وكالة الأمن القومي» السابق بول م. ناكاسوني عضوا بمجلس إدارة شركة «أوبن إيه آي» ويحرض أصحاب شركات التكنولوجيا الأمريكية مثل بالمر لوكي مالك شركة “أندوريل” و “مارك أندريسن” مالك شركة «أندريسن هورويتز»، على تعزيز العلاقات مع القيادات العسكرية ومع وزارة الحرب الأمريكية للحصول على عقود الوزارة وعقود الحكومة الأمريكية بشكل أشْمَلَ للمحافظة على التفوق الجيوستراتيجي والإقتصادي الأمريكي المُهَدّد من قِبَل الصّين حاليا وربما من أطراف أخرى على مدى متوسّط، وتُفَنّد هذه العلاقة الوطيدة تلك الدّعوات إلى عدم تدخّل الدّولة، لأن الدّولة الأمريكية هي التي دعمت تأسيس وتطوير مُجَمّعات “وادي السيليكون” ب”مدينة التكنولوجيا” في كاليفورنيا، وضخت المال العام بهدف استمرار وتعزيز الهيمنة الأمريكية زمن الحرب الباردة، ثم تعززت هذه العلاقة واستفاد الباحثون والمُستثمرون في مجالات التكنولوجيا والإتصالات والأسلحة والفضاء من الإستثمارات الحكومية ( وزارة الحرب ووكالة ناسا أو “الإدارة القومية للملاحة الجوية والفضاء” ) في مختبرات ومصانع “وادي السيليكون” الذي أصبح في طليعة الحرب الإقتصادية والتجارية والتكنولوجية التي تُطلقها الولايات المتحدة على منافسيها وخصومها وأعدائها، وفق المؤرِّخة مارغريت أومارا ( جامعة واشنطن) التي تكتب وتُدَرِّسُ عن نمو الاقتصاد عالي التقنية، وتاريخ السياسة الأمريكية، والعلاقة بين الاثنين، وتعتبر هذه العلاقة مدروسة ومُخَطّط لها من قِبل الحكومة الأمريكية (ووزارة الحرب) لإنجاح مشروع وادي السليكون ودَوّنت ذلك في كتابَيْن نشرتهما سنة 2005 و 2019 عن تاريخ صناعة التكنولوجيا الحديثة: مدن المعرفة: علوم الحرب الباردة والبحث عن وادي السليكون التالي – برينستون، 2005 – و ” الكود: وادي السليكون وإعادة تشكيل أمريكا – بنغوين برس، 2019 …
حرصت شركات مثل «فيرتشايلد سيميكوندكتور» على الحصول على استثمارات من خلال العقود العسكرية الحكومية التي غذّت وضمنت النمو واستدامته، بل وغَزْو أسواق جديدة، ومن خلال استثمارات المؤسسات الجامعية التي شجّعت طلاب الدراسات العليا والأساتذة على الإرتباط بشركات وادي السيليكون ( التي تستثمر به هذه الجامعات مثل ستانفورد ) لإطلاق أبحاثهم وتدريبهم في عالم ريادة الأعمال، وكان ذلك بوابةً للبحث وابتكار تجهيزات يمكن استخدامها في الحياة المَدَنية أو العسكرية، وبوابة للحصول على عقود الدفاع، وعلى سبيل المثال، أسّس باحثون جامعيون من جامعة ستانفورد، في بدايات الحرب الباردة، شركة «فاريان أسوشيتس» التي تصنع أنابيب «الميكروويف» لأغراض عسكرية وكانت أول شركة تطرح أسهمها للإكتتاب العام في وادي السيلكون سنة 1956، كما حصلت شركة «إس آر آي إنترناشيونال»على عقود عسكرية لإطلاق تقنيات عسكرية تطبيقية رئيسة، من بينها أنظمة تحكّم وأنظمة رادار متطورة، كما مَوّلت «وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة» الأقمار الاصطناعية العابرة التي أفْضت إلى ابتكار نظام «تحديد المواقع العالمي» (جي بي إس)، وما هذه سوى أمثلة قليلة عن المخطط الحكومي ( العسكري) لإنشاء وادي السيلكون كمنظمة بحث وابتكار وتطوير، تستخدمه الدّولة (وجيشها) للهيمنة على العالم، مقابل الإنفاق على البحوث والاختراعات، ومن بينها الشبكة الإلكترونية التي كانت في الأساس شبكة عسكرية للإتصالات وتخزين وتحليل المعلومات أطلقته «وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة» كمشروع بحثي، قبل عقود من تمويل مجموعة مؤسسات حكومية أمريكية، من بينها «وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدّمة»، و«المؤسّسة الوطنية للعلوم» وبرنامج تطوير “الأنظمة المعلوماتية الرقمية الكبرى” التابع لمُجمّع الإستخبارات، مشروعًا بحثيا لطالِبَيْن (سيرجي برين ولاري بيغ ) تم تطويره لإنشاء شركة غوغل الحالية، ولا يزال التأثير الاقتصادي للجيش على البحوث والإبتكارات في منطقة وادي السيليكون وخارجها، كبيرًا وحاسمًا أحيانًا، وخالقا للوظائف كما في منطقة سانيفيل (كاليفورنيا) حيث توجد شركة «لوكهيد للصواريخ والفضاء» وكانت أكبر مُشغّل في المنطقة، ولا تزال كاليفورنيا وشركات وادي السيلكون مدينة للإنفاق العسكري الذي أنْقَذَ الشركات التكنولوجية الكُبرى من انفجار فقّاعة «الدوت كوم» سنة 2000 قبل أن ترتفع إيرادات وأرباح هذه الشركات التي كانت أكبر مستفيد من عَسْكَرة الدّبلوماسية والسياسة الخارجية بعد 11 أيلول/سبتمبر 2001، وترافقت هذه “العَسْكَرَة” مع تشديد القمع في الدّاخل ضد السود والفُقراء والمُشرّدين والمُعَطَّلين عن العمل، وتضاعف الإنفاق العسكري الأمريكي خلال العِقدَيْن الأوَّلَيْن من القرن الواحد والعشرين، أي منذ العدوان الأمريكي على أفغانستان والعراق ثم حروب حلف شمال الأطلسي (بسلاح أمريكي وتقنيات أمريكية)، وارتفع عدد الشركات المتعاقدة من الباطن التي تُخْفِي العلاقة بين الجيش وشركات التكنولوجيا، غير إن تكثيف نشاط “وحدة الإبتكار الدّفاعي” منذ سنة 2015 ( ومقرها وادي السيلكون) التابعة لوزارة الحرب الأمريكية، وتوسيع نطاق نشاطها إلى ولايات أمريكية أخرى، يُؤَشِّرُ على تكثيف التعاون بين الجيش الأمريكي (وزارة الحرب) وشركات التكنولوجيا المتقدّمة، خصوصًا منذ إطلاق الحرب التكنولوجية ضدّ الصين، إضافة إلى الحرب في أوكرانيا، قبل العدوان الصهيوني على عدد من بلدان المشرق العربي، بأسلحة وتقنيات أمريكية من ابتكار وتطوير شركات مثل “غوغل” و “أمازون” ( مشروع نيمبوس مثلا لتويد الجيش الصهيوني “بالخدمات التقنية”)، وأطردت شركة “غوغل” أكثر من خمسين موظّفاً لمشاركتهم في الاحتجاجات ضد التعاون بين الشركة والجيش الصهيوني، وأعلن “أليكس كارب، الرئيس التنفيذي لشركة «بالانتير» في «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس بسويسرا سنة 2023: «نريد موظفين يدعمون الغرب ومن لا يرضى بذلك عليه البحث عن عمل في مكان آخر” وصرّح “فينكي غانيشان”، المدير التنفيذي بشركة «مينلو فينتشرز» ومقرها وادي السيليكون كذلك، لمجلة «فورتشن»: «نحن بحاجة إلى التعاون والتنسيق مع حكومتنا ( في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة) لا يمكنك أن تكون محايداً ».
خاتمة:
ورد في النّص ذكر المؤرخة والباحثة مارغريت أومارا، من جامعة واشنطن، التي بيّنت من خلال التواريخ والوثائق والوقائع عدم اقتصار التعاون الوثيق بين المؤسسة العسكرية (والحكومة) الأمريكية، وشركات وادي السيلكون، ليس محض صدفة أو مجرد التقاء مصالح أو تقاطع مؤقت للمصالح، بل يعود إنشاء منطقة وادي السيلكون وتخصيصها للبحوث والإبتكارات وتصنيع التكنولوجيا إلى مُخطّط حكومي أمريكي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وتُفنّد الأطروحات الزاعمة “إن العلاقة العلنية المتزايدة بين وادي السيليكون والبنتاغون عفوية وغير مقصودة وليست نتيجة نوايا مُبيّتة”، لأن العلاقة قديمة ومُتأصّلة وما انفَكّت تتعمق بالتوازي مع ارتفاع ميزانية الحرب ( 850 مليار دولارا مُعلنة لا تضم الفضاء والإستخبارات والأسلحة النووية ومعاشات وعلاج المتقاعدين وقدامى المحاربين…) والإستثمار الحكومي الأمريكي ومع ارتفاع قيمة العقود منذ الحرب الباردة، وكلما ارتفعت زاد ارتباط قطاع التكنولوجيا بالصناعات الحربية لتطوير أنظمة المراقبة والتّدمير وتتنافس الشركات لإنتاج أسلحة أشدّ فَتْكًا وأرخص ثمنا، تتم تجربتها في العراق وأفغانستان وفلسطين وسوريا ولبنان واليمن وغيرها…
وَرَدت معظم البيانات بمجلة فوربس بتاريخ الأول من شباط/فبراير 2022 ومجلة – نيو ليفت ريفيو” (Review New Left ) بتاريخ 26 نيسان/أبريل 2023 ، و ( Responsible Statecraft ) بتاريخ العشرين من آب/أغسطس 2024
2024-10-05