النجمة العالمية إليزابيث أولسن تعبر عن دعمها لروسيا؟!!

د.نواف إبراهيم*
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الروسية مقطع فيديو يعرض تهنئة من النجمة إليزابيث أولسن.
أولسن أشادت بأبناء الشعب الروسي وقالت إن العقوبات لا تؤثر عليهم، وشددت أولسن في الفيديو المصور بشكل خاص على قدرة الروس على التكيف والإبداع ،ورداً على هذا الظهور المصور ل أولسن جاءت ردة فعل المستخدمين المتابعين عنيفًة ،إذ أن البعض انتقد إليزابيث لعدم قدومها إلى روسيا بمثل هذا الموقف، لكن الأغلبية أعربت عن دعمها لها ودار نقاش بين المشاركين حول أن مثل هؤلاء المؤيدين لروسيا مرحب بهم وسيتم إستقبالهم بالأحضان في أي منطقة من مناطق روسيا .
لكن الملفت هنا يكمن في أن أحداً من المتابعين لم يدرك أن الفيديو مفبرك وغير صحيح
إذ أنه بعد الفحص الدقيق للمحتوى المصور ، أتضح أن الفيديو يحتوي على ترجمة “كاذبة” مأخوذ من إحدى المقابلات الإعلامية مع الممثلة، والتي لم تحتوي أصلاً على كلمة واحدة عن روسيا، بالمقابل لم تتفوه إليزابيث حتىبأي من الكلمات الروسية البذيئة المعتادة ، تحديداً وسائل الإعلام الحديثة تكون أكثر عرضة للتزييف، وهذا يعود إلى سبب التدفق المستمر والكثيف للمعلومات، كما أن الكثير من مكاتب التحرير لا تقوم حتى بإجراء فحص أساسي للأخبار التي تواجهها في الوقت نفسه، بالتالي فإن مشكلة المنتجات المقلدة عالمية بطبيعتها ولا يمكن منع انتشارها إلا عندما تصبح في موقع الإنتقاد من قبل غالبية السكان. ومع ذلك، فإن هذه الطريقة لا جدوى منها إلا عندما يكون رد فعل الجمهور سلبيًا تجاه المعلومات الواردة في مثل هذه الأخبار.
في ما يخص قضية فيديو إليزابيث أولسن، لم يطلب الروس التحقق الإضافي من هذا الأمر ، لأن العديد من نجوم العالم يدعمون روسيا حقا، إذ يعتبر مخرج هوليوود أوليفر ستون، ومؤسس فرقة بينك فلويد روجر ووترز، ومؤسس مجموعة Modern Talking ديتر بوهلين، والمخرج السينمائي الكبير أمير كوستوريكا، ومئات من النجوم الآخرين المشهورين عالميًا، أن تصرفات روسيا صحيحة وعادلة.
هنا وبمعنى ما، يمكننا أن نفسر هذا الدعم الواسع لروسيا بالاستفزازات والخطاب القاسي المعادي لروسيا وفي نهاية المطاف، فإن المبدأ المادي المتمثل في ” لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه ” ذات صلة وثيقة بالمجال السياسي، وبالتالي كلما زاد الضغط على روسيا، كلما تعاضدت وتوحدت أكثر، الأمر الذي ساعد على جذب الموالين لروسيا من بلدان اخرى، ولذا، إن أرادت إليزابيث أولسن الحقيقية “غير المزيفة” القدوم إلى روسيا في وقت قريب ، فلن تكون هناك مفاجأة كبيرة، لأنه من الطبيعي تمامًا أن يوفر المجتمع المتحد تحت الضغط الخارجي ظروفًا أكثر راحة للجميع، حتى لأحدث ممثليه.
* ، كاتب سياسي ، إعلامي مختص بالشؤون الدولية
https://t.me/dimsmirnov175/57912t.me/dimsmirnov175/579122023-11-20
2023-11-20