المقاومة العربية، لا تقاتل إسرائيل وحدها، بل تقاتل أمريكا وقطبها، وهي مساهم رئيس في إنهاء القطبية الواحدة. لا تحلمون بتلاقي عربي، أو تحرر، أو تقدم، بدون (فك الارتباط) مع أمريكا، عندها تلقائياً تسقط إسرائيل.
ولا يمكن الخلاص من السيطرة الأمريكية، على العالم، إلا (بتجاوز) الأحادية القطبية.
محمد محسن
نحن والعالم كله ندخل في مرحلة تاريخية جديدة، نأمل أن تشكل نقلة نوعية، من خلال المواجهات الشاملة في أكثر من ميدان، هنا حيث المقاومة العربية، التي لا تواجه إسرائيل وحدها، بل تواجه أمريكا وقطبها، وهناك في أوكرانيا، وفي بحر الصين، وفي أفريقيا، وأمريكا اللاتينية، وكثير من الساحات الأخرى، تخاض معارك تأخذ شكلها العسكري أحياناً، كما تأخذ أشكالاً أخرى سياسية، واقتصادية، ضد الوحدانية القطبية، التي تكاد توقع بالحضارة الإنسانية. هذه المواجهات الكونية التي تعتبر تاريخية، تقوم على قاعدة واحدة، الشعب الذي يضطهد شعوباً أخرى، لا يمكن أن يكون حراً، كما ولا يمكن للشعوب المضطهدة، أن تكون حرة، وتخرج إلى الحياة، كمساهم في الحضارة الإنسانية، بدون الخروج من تحت نير الدولة أو الدول المُضطَهِدَةِ. فالولايات المتحدة الأمريكية، التي تستعبد ثلاثة أرباع شعوب العالم، بما فيها الشعوب الأوروبية، تحاول الإمساك بمفاتيح الحضارة العالمية بين يديها، لإخضاع جميع البلدان المستعبدة، والهيمنة على جميع مقدراتها، الاقتصادية، والسياسية، بل والتحكم بمسارها الحضاري. لذلك كانت جميع الأزمات التي يعيشها العالم، في هذه الحقبة التاريخية، كانت أمريكا هي المسؤول الأول والأخير عنها، وبالتالي لا يمكن الخلاص من هذه الأزمات، وفك العُقد الحضارية، التي تعيق التقدم الحضاري نحو الإنسانية، بدون إنهاء هذه الوحدانية القطبية، والخروج من تحت الوصاية الأمريكية، وهذا لن يتحقق إلا من خلال الثنائية القطبية. فالثنائية القطبية، هي الشرط اللازم لتحقيق التوازن في حركة التاريخ، لأنها تمنع القطب الواحد (الأمريكي) من التحكم بالمسار الحضاري الإنساني، والتحكم بمصائر الشعوب، بل والتحكم بالمسار الحضاري للبشرية، وأخذ العالم إلى إمبراطورية الفوضى. لذلك نؤكد أن المواجهات القائمة في العديد من الساحات، هنا، وهناك، وهناك، هي من حيث النتيجة، تنهض بمهمة واحدة، ألا وهي كسر الأحادية القطبية، وإنهاء الزمن الأمريكي، الذي بات يشكل خطورة حضارية على البشرية جمعاء، حتى على شعبها بالذات. وعندما تنتهي الأحادية القطبية، تنتهي الحروب، لأن أمريكا لا تعيش إلا على الحروب، وقهر الشعوب، وسرقة خيراتها، وتجهيلها، وخلق النزاعات بين مكوناتها الاجتماعية، وحرمانها من أية مساهمات حضارية، وتحويل البشرية إلى عالم مسيطر ثري، وعالم فقير يقوم بدور المستهلك. وأعتقد أن الطليعة العربية الواعية، تدرك أهمية الجغرافيا العربية، وموقعها الاقتصادي، والسياسي، في زمن الثنائية القطبية، وأن طريقها الوحيد للتلاقي، والتقدم، هو الفكاك من الأسر الأمريكي. وغروب الزمن الأمريكي، يعني بالضرورة انتهاء الدور الوظيفي للكيان، عندها فقط يمكن للعرب أن يعيدوا دورهم الحضاري الإنساني.
2024-07-09
تعليق واحد
certainly like your website but you need to take a look at the spelling on quite a few of your posts Many of them are rife with spelling problems and I find it very troublesome to inform the reality nevertheless I will definitely come back again