المعركة السياسية تستكمل العسكرية!
أضحوي جفال محمد*
صمت البنادق لا يعني صمت السياسة، بل يؤججها اكثر. تجري الان في لبنان رحى معركة سياسية ضارية يحاول فيها كل طرف تحقيق ما عجز عن تحقيقه عسكرياً. مضامين اتفاق وقف اطلاق النار هي ذاتها المضامين التي انهت حرب 2006، فيها بنود تحترم واخرى تهمل. يحاول الاسرائيليون هذه المرة تنفيذ النقاط التي لم تنفذ من قبل، كتجريد جنوب الليطاني من السلاح الثقيل وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. ليست لديهم ادوات لفعل ذلك سوى الضغط على السلطات اللبنانية المنقسمة بدورها الى فريقين، صهيوني ومقاوم. تستفيد اسرائيل ومعها الولايات المتحدة من النصوص في القرار 1701 الذي انهى حرب تموز وعادوا اليه الان. وتستفيد المقاومة من عدم وجود سلطة لبنانية شرعية. فمنصبا الرئيس ورئيس الوزراء شاغران. وبذلك يكون رئيس البرلمان هو الشرعي الوحيد، ومن حسن الحظ في هذه المرحلة ان نائبه (الياس بو صعب) من التيار الوطني الحر حليف المقاومة.
ستجري ضغوط كبيرة لانتخاب رئيس. ووفقاً لحالة الاستقطاب الحادة لا يكون الرئيس القادم الا توافقياً، اي ضعيفاً. وفي خطوة استباقية حدد نبيه بري موعداً لانتخاب الرئيس في التاسع من كانون الثاني القادم.. بعد شهر ونصف. ليقول للضاغطين حددنا الموعد وما عليكم الا انتظاره. وهي مدة كافية لبلورة الوضع العام باتجاه الاستقرار او الانفجار.
( اضحوي _ 1940 )
2024-11-29