المستقبل الذي يرسمه الغرب الاستعماري الصهيوني العنصري لنا ويسخرنا لبلوغه بأنفسنا!
غانية ملحيس
تثير الحرب الضروس المستأنفة على سوريا. وتسعير حرب الإبادة الجماعيّة المتواصلة لليوم 421 في قطاع غزة، والممتدة وقائعها بتسارع ملفت إلى القدس والضفة الغربية والجليل والنقب وعموم فلسطين الانتدابية. بالتزامن اللافت مع وقف إطلاق النار الهش والمؤقت في لبنان، تساؤلات تحتاج إلى إجابات واضحة لا تحتمل التأجيل.
- هل قرر التحالف الاستعماري الغربي الصهيوني العنصري المغامرة بخوض المعركة الأخيرة لترميم الصدوع الداخلية العميقة داخل دوله وبينها، لمنع الانهيار الوشيك وعرقلة انبثاق النظام الدولي الجديد؟!
- وهل يراهن على مفاعيل الحروب المتسلسلة التي يجري تفجيرها تباعا في بلادنا لإنقاذه؟!
- وهل شرع بإعادة النظر في خرائط سايكس بيكو، والتلويح باستعادة الدولة الكردية – بتوظيف استمرارعجز العرب عن إقامة إقليم عربي وازن، وإضعاف المراكز الإقليمية الصاعدة (إيران وتركيا) لإنقاذ الكيان الصهيونى، بعد تآكل قوة الردع التي أمن بها، وأرعب دول وشعوب المنطقة العربية والاسلامية لنحو ثمانية عقود متصلة. فخالوه قدرا محتوما يتعذر الإفلات منه. فبدد طوفان الأقصى وإسناد حزب الله اللبناني ومحور المقاومة وهم القوة التي لا تقهر؟!
- وهل يقع أهل الإقليم الأصلانيين/ العرب والفرس والكرد والترك/ مجددا في ذات الفخ الذي نصبه لهم ذات التحالف قبل أكثر من قرن، بعد انتصاره في الحرب العالمية الأولى (عندما تواطأ قادة الأمة المستهدفة بالإخضاع مع الغزاة البريطانيين والفرنسيين، ووافقوا على مقايضة استقلالهم بحقوق أشقائهم الأكراد – بتقسيم بلادهم وتقاسمها بين الفرس والترك والعرب. وباستبدال عروبة وقدسية فلسطين للأديان التوحيدية، التي تقع في مركز الوصل الجغرافي والديموغرافي بين مشرق الأمة ومغربها بإسرائيل الصهيونية المخلقة غربيا، واستبدال شعبها العربي الأصيل بالغزاة المستوطنين الصهاينه. للقيام بدور إمبريالي وظيفي يعزز سطوة الغرب على عموم المنطقة وشعوبها ومقدراتها؟!
- بافتراض حسن النية وجهل القادة والنخب، آنذاك، وعجزهم عن إدراك أنهم بفعلتهم، قد زرعوا الألغام في بلادهم بأيديهم، وسلموا صاعق التفجير للغرب الاستعماري العنصري الذي تآمرعليهم ومعقله الصهيوني. لتفعيله كلما احتاجوا إلى إحكام سيطرتهم على المنطقة العربية – الإسلامية الممتدة، بإخضاع دولها وشعوبها، وعرقلة إمكانية نهوضهم، وتقويض نموهم وتنميتهم، واستنزافهم بحروب داخلية وبينية تضعف مناعتهم، وتعمق تشرذمهم، وتمنعهم من استعادة تماسكهم. فهل باتوا – بعد أن حصدوا نتاج زرعهم على مدى أكثر من قرن وما يزالون أكثر نضجا ووعيا؟!
- هل تنخرط دولنا التي استحدثتها اتفاقات سايكس بيكو قبل أكثر من قرن مجددا بوعي في تنفيذ ذات المخططات التي جزأت الأمة وقوضت مناعة البلاد والعباد؟!
- هل تغررالوعود المعسولة قادة دولنا بالحماية من غضب الشعوب فيهرولون طوعا إلى حتفهم؟!
- أم يتعظون بتجارب من سبقهم ممن آثر من القادة الاحتماء بالغرب عوضا عن الاحتماء بشعبه، كشاه إيران الذي لم يجد مكانا بعد عزله يعالج فيه من داء السرطان إلا في بنما. قبل أن يستضيفه الرئيس المصري أنور السادات في القاهرة حيث لفظ أنفاسه الأخيرة طريدا وحيدا،ودفن فيها بعيدا عن وطنه. وليدفع السادات ذاته بعد أقل من عامين حياته بأيد مصرية ثمنا لمهادنة الصهيونية والتفريط بفلسطين وبقيادة مصر للإقليم العربي .
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة تعبّر عن رأي صاحبها حصراً
1/12/2024