المرجعية الدينية العليا ولعبة السياسة التركية القذرة..!
انتصار الماهود
إن العلاقة بين المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف في العراق والسياسة التركية، موضوع معقد يتضمن العديد من العوامل السياسية والاجتماعية والدينية.
فالمرجعية الدينية في النجف، ممثلةً بسماحة السيد علي السيستاني، تلعب دورًا مركزيًا في توجيه الرأي العام الشيعي في العراق وتأثيرها يمتد لمجالات عدة، بما في ذلك السياسة.
من جهة أخرى، فإن السياسة التركية، خاصة في الفترة الأخيرة، تسعى إلى تعزيز نفوذها في المنطقة، وهو ما يمكن أن يكون له تأثير كبير على العراق وجيرانه.
يمكن أن تُعتبر “لعبة السياسة التركية القذرة” إشارة إلى الاستراتيجيات والممارسات التي قد تكون غير نزيهة أو تتضمن تلاعبًا سياسيًا، وفي هذا السياق، يمكن أن تكون هناك قضايا مثل التدخلات العسكرية، الدعم لبعض الجماعات، أو حتى محاولة التأثير على الانتخابات والسياسات الداخلية في العراق.
إن علاقة تركيا مع الحشد الشعبي في العراق معقدة، وتعكس التوترات الإقليمية والسياسية. تركيا كانت قلقة بشأن قوة الحشد الشعبي وتأثيره، حيث تخشى من التمدد الشيعي في المنطقة وتأثيره على الأكراد في العراق وأيضًا على الخصوم الإقليميين.
هل تتجاهل فتوى المرجعية:
المرجعية الدينية العليا في النجف، ممثلةً بسماحة السيد علي السيستاني، أصدرت فتوى الجهاد الكفائي في 2014 لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، والتي كانت أحد الأسباب الرئيسية لتشكيل الحشد الشعبي.
هذه الفتوى تحمل شرعية دينية قوية في نظر العراقيين، بما في ذلك الكثير من الأعضاء في الحشد الشعبي.
أما السياسة التركية: فتركيا، في سعيها لزيادة نفوذها في العراق، قد تسعى للضغط على الحكومة العراقية بهدف تقليل تأثير الحشد الشعبي، خصوصًا من خلال دعم بعض القوى السياسية أو العسكرية التي تعارض الحشد.
على الرغم من ذلك، فإن أي مسعى من تركيا لحل الحشد أو التقليل من تأثيره سيكون معقدًا لأنه يعتمد على توازن القوى الداخلي في العراق، وتوجهات المرجعية، والتوجهات الشعبية.
موضوع تأثيرات الخارج على السياسة العراقية وحل الحشد الشعبي مسألة شائكة ومعقدة. هناك عدة عوامل تلعب دورًا في هذا السياق:
1. التأثيرات الخارجية: العراق يقع في منطقة حساسة جيوسياسيًا، حيث تلعب قوى إقليمية ودولية مثل الولايات المتحدة وإيران وتركيا دورًا كبيرًا. هذه القوى تسعى جميعها لتعزيز مصالحها في المنطقة، مما يؤدي إلى الضغوط على الساسة العراقيين.
2. المرجعية الدينية: المرجعية في النجف، ممثلةً بسماحة السيد علي السيستاني، لها تأثير كبير في توجيه السياسات العراقية، ولا شك أن موقف المرجعية من الحشد الشعبي مهم. أي محاولة لحل الحشد ستكون محاطة بردود فعل شعبية قوية، نظرًا للدور الذي لعبه الحشد في محاربة داعش كما لاحظنا من رسالة المرجعية للمثل الأمم المتحد قبل أيام .
3. الوضع الأمني والسياسي: الحشد الشعبي، رغم أن له جدل سياسي، يعتبر جزءًا من المنظومة الأمنية في العراق. وفي الوقت الذي يُدعى فيه بعض السياسيين إلى حل الحشد، فإن الوضع الأمني الراهن قد يؤدي إلى زيادة دعمه من قبل قطاعات واسعة من الشعب العراقي خاصة في ظل التطورات الأمنية في سوريا.
4. الدعم الشعبي: الحشد الشعبي يحظى بتأييد واسع من بعض شرائح المجتمع، خاصة الأوساط الشيعية، الذين يعتبرون الحشد جزءًا مهما وعقائديا لمقاومة الإرهاب. وهذا يخلق ضغطًا على الساسة للحفاظ على وجوده في الساحة.
في النهاية، من غير المرجح أن يتم حل الحشد الشعبي بسهولة أو بدون مواجهة مقاومة قوية من مختلف الأطراف في العراق مهما كانت هنالك ضغوط خارجية
2024-12-20