المؤامرات العربية المتحدة!
عبد الناصر بن عيسى
يقول المثل الخليجي الذي يشرح ويُشرّح الحال التعيس: “رضينا بالهمّ والهمّ ما رضي بينا”، وعندما تجد نفسك تعيش في أمة بها كيان لا يعرف لنفسه من أين أتى ولكنه أتى، ولقد أبصر لنفسه طريقا فمشى، لا يتوجّع معك، لا في ألم الأمة ولا في أملها، تقول: ليته خجل من نفسه وسار في زحمة السائرين على استحياء، بل إنه زاد في سيره خبط عشواء، شطحات، هي بالتأكيد من املاءات قوى الشرّ التي عجزت عن تنفيذ كل شرورها، فتركت المهمات الوسخة لدويلة المؤامرات، التي ما تركت بلدا عربيا إلا وحاولت أن تجرّه إلى الدمار.
مؤامرات هذا “الكيان”، لم تترك بلدا مسالما إلا وجرّته إلى الخراب، ولا يمكن أن نتحدث عن الديموقراطية في إمارة تورّث الحكم الجائر، وتنفذ ما يأتيها من هناك، بعيدا عن أسوارها.
هي من قادت الحصار على قطر، وحتى عندما عاد مجلس التعاون الخليجي إلى حضن الدوحة، بقيت علاقاتها المالية بالخصوص مع قطر ممزوجة بالمؤامرات، وهي التي غرست في القاهرة خنجر سفيرها غريب الأطوار حمد بن مبارك الشامسي، الذي تورَّط في تهريب آثار فرعونية إلى أوروبا، وعندما أوقفوه لم يتردد في سبّ مصر وقادتها، وكان قد تورّط في عمليات تبييض أموال في بيروت، عندما عمل في السفارة الإماراتية في لبنان.
وتعترف دولة المؤامرات صراحة بأنها هي من جرّت السودان واليمن وليبيا إلى الضياع، ليس بحثا عن ربيع عربي آخر، وإنما لجرّها إلى عواصف الأزمات.
لا أحد في الجزائر وفي غيرها ولا حتى في الإمارات العربية نفسها، يتصور بأن المؤامرات العبرية أو العربية، بإمكانها أن تربك الجزائر كما يتصور جيران السوء الذين يحملون المروحيات لينشّوا الذباب عن أسيادهم الأمراء، وهم يرجون لتحقيق حلم العمر في توقيف مسار الجزائر، ولا أحد في الجزائر وفي غيرها يتصوّر بأن الوضع سيبقى هكذا بين مؤامرة وهدوء، فالكأس التي شربت منها ليبيا واليمن والسودان أيضا، ستتحول إلى طوفان يجرف تلك الصولجانات المزيفة التي سارت على نهج رعاة البقر والغنم، عندما تطاولوا في البنيان وتباهوا به، فكانت نهايتهم تماما بعلامات الساعة.
لا يمكن للجزائري أن ينسى تلك الطعنة الغادرة التي فاجأته بعد أشهر من نيل حريته الحمراء، من الجار الذي ظل ينتظر فرصة الوهن ليقتطع أرضا توهّم بأنها ملكه، ولا يمكنه أن ينسى ما يفعله “الكيان” العربي الذي أعلن عن نفسه صراحة، عندما هبّ طوفان الأقصى فكان الأقرب للكيان العبري، من زارعي الكيانات ومن حاصديها أنفسهم.
يقول المثل الخليجي المعروف: “مو كل طير يتوكل لحمه” وواضح بأن القائمين على “الكيان” العربي، اختلطت عليهم الأمور أو وصلتهم معلومات مغلوطة عن الجزائر فظنوا النضج ضعفا، والأخلاق دياثة، وهم لا يعلمون ربما بأن الفارق بين الذي نقل لهم المعلومات الخاطئة وبين الجزائريين مسافات فلكية، تتجلى في سجود ناقلي الأخبار الزائفة لملوكهم وبيعهم لنسائهم، وتخديرهم لأراضيهم، ومزاملتهم لأكبر طواغيت الدنيا والتاريخ، من صهاينة العالم.
2025-05-09