القضية الاردنية…..!
د.سعيد ذياب
قد يكون السؤال الذي يطرح نفسة هو هل هناك قضية اردنية؟واذا كان الجواب بالايجاب، ما طبيعة هذة القضية، ومتى تبلورت بشكل واضح؟
تظهر القضية بعد حدث معين، او تغييرات طارئه بفعل عوامل خارجية او عوامل داخلية.
اما طبيعة هذة القضية فانها ترتبط بهوية الاردن،وجغرافية وكيان الاردن، واذا كانت هذة القضية ليست وليدة هذة الايام فاني ارى ان مفاعيل السابع من اكتوبر ساهمت بتظهير هذة القضية وكشفت الاهداف التوسعية الصهيونية بوضوح شديد.
لقد كشفت حرب الابادة التي يقوم بها العدو الاسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة عن الاهداف الفعلية لهذة الحرب والمتمثلة بالتهجير وانعكاس هذا التوجة على اهل الضفة الغربية وما يخطط الكيان من مشاريع.
ولعل تصريحات العديد من المسؤولين الصهاينة حول اطماعهم في الاردن تكشف مسالتين الطابع التوسعي الصهيوني من ناحية وعدم التزامة بمعاهدات او سلام،
هذة الرؤية تقودنا الى طرح السؤال المشروع هل يمكن فصل القضية الفلسطينية عن القضية الاردنية في ظل عدو مشترك وتهديك مشترك؟
ان سؤالي هو رد على الذين يحاولون افتعال وجود قضية اردنية بمعزل عن القضية الفلسطينية كغطاء للتحلل من الالتزامات الوطنية والقومية بدعم المقاومة وتعزيز الصمود الفلسطيني باعتبارة خط الدفاع الاول عن القضية الاردنية.
ثمة مفاهيم يحاول البعض ترويجها والتدثر بها لاخفاء عوراتهم في مواجهة ما يفرضه الواقع،
اذا كان العدو نفسة يعلن انه بصدد اعادة بناء شرق اوسط جديد وان هذا يمس كل اقطار المنطقة،هل يعقل الانكفاء على الذات تحت حجة الحفاظ على الذات وتجاهل ما يخطط له العدو؟
المسالة ليست مزاودة لفظية بادعاء بعض الكتاب حرصهم على الهوية الوطنية الاردنية، فهذة الهوية لا يمكن حمايتها الا بوحدتها وانخراطها مع القضية الفلسطينية.
ولعل ضعف المشهد العربي هو الاكثر تعبيرا عن الواقع العربي عندما تخلى عن مفهوم الصراع بان الكيان الصهيوني ليس الا كيانا عنصريا واستعماريا وتوسعيا واحلاليا،وراح يتعامل معه ككيان طبيعي يسعى للسلام متناسيا دورة.
الحرب الدائرة الان في فلسطين ولبنان سيكون لها تداعيات كبيرة، ستعكس موازين القوي فكما افرزت الحرب العالمية تقاسم بريطانى فرنسي للمنطقة، هذه الحرب سيكون لها ما بعدها.
هذا يعني ان على الجميع ان يعيد ترتيب تحالفاتة،فالمقاومة تشكل بؤرة الصمود والمواجهة،حمايتها ودعمها والتخلي عن دعم الكيان هو في الواقع دعم للذات وحماية لها.
2024-10-30