الفهم الخاطيء…!
الهادي خليفة الصويعي
مشكلة كبيرة يعانيها الشعراء تتمثل في الفهم الخاطيء لكتاباتهم، فالشاعر يتحدث للجميع ونادرا مايخصص، فهو يمدح الفعل الحسن و يهجو التصرف المشين، ويتغزل في الحسن والجمال والطيبة والرقة، ولا يعني في كثير من أحيانه الجسد بل هو يخاطب الوجدان بوجدانه..
والشاعر يعمم ولا يخصص بمشاعره، إلا فيما ندر..
ولكن المطب الذي يقع فيه هو فهم الأخر لما يكتبه الشاعر او يبوح به..
الشاعر لسان مجتمع ولسان المجتمع متعدد الأوجه والإتجاهات..
كل من يقابله الشاعر يرى حسنه وقبحه ويحس بمشاعره، وغصبا عنه تخرج الكلمات، وقد تتوجه نحو مواصفات معينة فيعتقد صاحب تلك المواصفة أنه المقصود شخصيا، وهنا يقع الفهم الخاطيء..
الشاعر عبارة عن كتلة من الأحاسيس، ولا يحتمل ان يرى حزن على محيا ولا يحاول ان يطرده، ولا يمكن ان يسكت عن ظلم يتعرض له شخصيا او عام لهذا نجده دائما مدافع صلب ولكن صلابته قد تكسره بفهم الأخرين الخاطيء لما يبوح به..
الشاعر حبيب ومحبوب ومحب، وعاشق ومعشوق وعشق، ويساير قلبه، وقد ينجر وراءه فيعبر عما يجيش به من مشاعر..
والشاعر قد يضع عقله جانبا خدمة لغيره، فالهدف هو زرع الأمل في النفوس..
لهذا نجد اغلب الشعراء يعانون من فهم خاطيء، وتفسير لكلماته لم يقصدها، ولكن لا فرصة لديه ليشرح ويفسر، فالزمن يمر ولن يتوقف.
/ليبيا
2023-09-02