الغيبة الفاطمية عن الحرب ضد الإحتلال الإسرائيلي!
ا/محمد عوضة
عاشت مصر معظم مساحة عمر الأرض فاقدة الحرية ففي فترة ماقبل نزول الإسلام والرسالة المحمدية كانت مصر بلدة ليس لها أثر أو تأثير في المنطقة العربية ومجرد مستعمرة رومية خاضعة لحكم الروم، رغم ان مصر كانت البلد الأكثر سكانا واستقرار في المنطقة ومعظم مساحات مصر الجغرافية زروع ومزارع، وبعد الإسلام أيضا لم تنل مصر حريتها بالإسلام وكانت مجرد سبية اموية لاحضور لها ولانفوذ في الواقع العربي والأحداث في المنطقة، واستمرت كما كانت قبل الإسلام لااثر لها ولاتاثير في المنطقة العربية، وكان موعدها مع الحرية بولادة الخلافة الفاطمية وفرج آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبركتهم، فمنذ ذلك اليوم أصبح لمصر حضورا ونفوذا كبيرا في المنطقة العربية واثرا وتاثيرا في كل الأحداث، وحتى بعد انتهاء الخلافة الفاطمية بقيت مصر الأخت والشقيقة الكبرى لكل البلدان العربية، وكانت أكبر بلد عربي معدلات الحرية فيه مرتفعة وأكبر من أي منطقة أخرى رغم غروب دولتهم، واستمرت في العصر الحديث صاحبة النفوذ الأكبر والحضور الأكبر في الساحة والواقع والأحداث في المنطقة العربية إلى زمن كامب ديفيد، ومنذ زمن كامب ديفيد حلت السعودية بفتنها وأموالها في محل مصر وبدأت تعمل لأجل أن تقود العرب سياسيا وتتقدمهم في خدمة امريكا واسرائيل.
كان للفاطميين علاقات رسمية باليمن وزيارات منتظمة ولقاءات مستمرة مع عفاش ويقدمون له في زياراتهم سبائك الذهب كهدية، وبعد سقوطه زاروا الدنبوع، ومنذ ثورة 21سبتمبر تجمدت علاقتهم باليمن وماتت وانقطعت وبالتالي غاب موقفهم الرسمي من معركة اليوم ضد العدو الاسرائيلي ودعمهم للجهاد بغض النظر عن الموقف الشخصي لفاطمية اليمن المؤيد للسيد عبدالملك الحوثي في معركته ضد الإحتلال الإسرائيلي، إلا أن غياب الموقف الرسمي للجماعة في هذه الأحداث وقطع علاقتهم باليمن منذ تولي نظام 21سبتمبر للسلطة في اليمن أمر يحزنناويؤلمنا،ونتمنى أن تنتهي هذه القطيعة.
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله
2024-10-30