الغاز والايديولوجيا مشروع نتنياهو
هل يعيد التاريخ نفسه ؟؟
ناجي صفا
في العام ١٩١٤ قرر الغرب الإنتهاء من الإمبراطورية العثمانية التي عانى من سلطتها ،وهي التي كانت تعاني ، كانت تلك المعاناة الفرصة المثالية لكي ينفذ الغرب مشروعه السياسي حيال المنطقة بالتخلص من الأمبراطورية العثمانية والسيطرة على المنطقة .
مارس الغرب الخداع مع العرب والهمهم بأنه يتطلع إلى استقبالهم وتشكيل دولة عربية . وكما فعل مكماهون بمحادثة الشريف حسين واقنعه بدعم المشروع البريطاني الغربي تحت عنوان التحرر من الاستعمار التركي والوقوف إلى جانب الغرب للتخلص من الاستعمار العثماني الذي اسموها الرجل المريض . .
في ذات الوقت كان الاستعمار الغربي يخطط لتقسيم المنطقة ودعم قيام كيان صهيوني في فلسطين ، فكان مشروع وزيري خارجية بريطانيا وفرنسا سايكس وبيكو لتقسيم المنطقة تنفيذا للمشروع الذي كان مهد له هرتزل في مؤتمر بال في سويسرا بقيام وطن قومي لليهود في فلسطين ، كما مهد له كامبل رئيس وزراء بريطانيا عام ١٩٠٧ عندما دعا سبع دول أوروبية ووزع عليهم خرائط الوطن العربي وحذرهم من توحد العرب بموقعهم الآستراتيجي في قلب العالم الرابط لقارات ثلاث هي أوروبا وآسيا وأفريقيا ولما تملكه هذه المنطقة من مساحات من المحيط الأطلسي وحتى المحيط الهندي وامتلاكها للموارد والثروات ولا سيما البترولية ووحدة اللغة والدين ، وقال لهم انظروا إلى الخرائط فإذا توحدت هذه الدول فان المواطن لا يحتاج للتكلم سوى بلغة واحدة هي العربية ، وإذا ما قدر لها ان تتوحد فانها ستحكم العالم ويمكن ان تجوع أوروبا، وبالتالي لا بد من منع هذه الدول من ان تتوحد، ولأجل ذلك علينا ان نضع فاصلا بين مشرقهم ومغربهم من خلال قيام كيان يهودي في فلسطين لمنع الوحدة ومنع التنمية والإبقاء على تخلفهم .
الآن يعيد الغرب الكرة بعد ان نجح في قيام إسرائيل في فلسطين منعا للوحدة والتنمية، ولتغذية الصراع بين هذه الدول على أسس طائفية وأثنية وقومية ، جعل من إسرائيل قاعدة عسكرية متقدمة في المنطقة للحفاظ على مصالح الغرب .
الآن يرى نتنياهو ومعه الغرب ان المنطقة الغنية بالموارد منقسمة ومشتتة وهي تشبه الرجل المريض إبان الحرب العالمية الأولى.
المنطقة شاسعة وتملك ثروات هائلة وتجمع بشري يقارب ال ٤٠٠ مليون ، وانه يجب السيطرة عليها وعلى مواردها تنفيذا للبعد الأيديولوجي التلمودي الذي يحكم سلوك نتنياهو ، بالإضافة إلى رغبة جامحة لنتنياهو في السيطرة على الغاز والبترول في حوض البحر الأبيض المتوسط بحيث يتحول كيانه إلى دولة عظمى تتحكم بأنتاج النفط والغاز للعب دور عالمي بوجه الغاز الروسي الذي يقاطعه الغرب .
ليس من العدم الكلام الصهيوني عن ترتيب أمور التطبيع مع السعودية بما تمتلكه من مكانة وإمكانيات سيكون له تأثير على عدد من الدول الإسلامية بما يقربه من تحقيق حلمه بالسيادة على شرق أوسط جديد ، فهل تلعب السعودية مجددا لعبة مكماهون الشريف حسين مطلع القرن الماضي وتعود إلى رهن المنطقة للغرب وإسرائيل لعقود قادمة ؟؟.
2024-10-09