العراق بين مؤتمرين دوليين..!
ماجد الشويلي
عقد الشهر الماضي مؤتمران مهمان على الصعيد العالمي وهما يمثلان مظهراً من مظاهر المخاض العسير لولادة النظام العالمي الجديد قد يتركا أثرهما على المنطقة والساحة العراقية وهي نطاق اهتمامنا بالدرجة الأساس.
عقد المؤتمر الأول في روسيا لمنظمة (بريكس) في 11 حزيران الماضي وخرج ببيان مشترك وقعت عليه 22 دولة، دعا الى التخلي عن الدولار ، والتعاون في الاقتصاد الرقمي، واجراء الاصلاحات الجذرية في منظمة الامم المتحدة ومجلس الأمن.
بالطبع فان العراق لمن يكن من ضمن الحاضرين في هذا المؤتمر باعتباره ليس عضوا في المنظمة المشار اليها آنفاً.
كما عقد في سويسرا مؤتمر السلام الذي دعت اليه الولايات المتحدة الامريكية وقد تمحور في ظاهره حول الحفاظ على سلامة الأراضي الأوكرانية .
ومن الواضح أنه مؤتمر توريطي للدول بغية جرها للصراع الروسي الاوكراني. حضر هذا المؤتمر حوالي 100 ممثل عن دولهم وقعوا على بيانه الختامي وقد كان العراق احد المدعوين والذين وقعوا على بيانه الختامي الا أنه سحب توقيعه بعد ذلك. وكان من الواضح أن الولايات المتحدة تهدف لتحشيد الرأي ضد روسيا بحجة السلام والحفاظ على الاراضي الأوكرانية.
مايهمنا هو سحب العراق لتوقيعه على مقررات هذا المؤتمر وهي خطوة مهمة على صعيد تعزيز العراق لاستقلالية قراره السيادي والنأي عن الانجرار خلف الاجندات الأمريكية.
لكن من جملة ما لفت في هذين المؤتمرين أن السعودية والامارات لم يوقعا على البيان الختامي ما عكس قدرة الرياض وأبو ظبي
وكذلك مصر التي ركزت بحضورها في اجتماع (بريكس ) على ايجاد تموضعات جديدة بعيدة عن الاستقطابات الحادة،
قطعا ذلك ليس بالامر الهين لكن من الواضح أن هذا الموقف استند الى حسن ادارة هذه الدول وتحديدا السعودية والامارات وكذلك جنوب افريقيا لثرواتهما بحيث اضطرت الولايات المتحدة للتماشي مع هذه الاستحقاقات الاقتصادية الجديدة إدراكا منها لصعوبة احتكار المواقف السياسية لشركائها في المنطقة بشكل كامل دون السماح بهذا الهامش من المناورة.
من هنا فان بامكان العراق على أقل التقادير أن يرسم تموضعاته الاقتصادية
في المستقبل على أساس عدم ارتهان ثرواته ومقدراته وبالنتيجة قراراته السياسية الى المحور الأمريكي.
فما الذي يمنعه أن يكون عضوا في (بريكس) مع ما تربطه من علاقات مع الغرب ؟
وما الضير في أن يكون العراق شريكا اقتصاديا لروسيا كما فعلت الامارات وهي الآن أكبر شريك عربي للأخيرة؟!
وفي ذات الوقت منفتح على الدول الأخرى . لاينبغي أن يبقى هذا الامر لغزا محيراً ما دام الجميع يعرف أن أمريكا مسؤولة عنه..!
2024-07-05