الظاهرة الترامبية!
اضحوي جفال محمد*
ساد اعتقاد راسخ لزمن طويل بأن اساسيات السياسة الامريكية لا تتغير بتغيّر الرؤساء، خصوصاً خارج الولايات المتحدة حيث الناس غير معنيين بشأنها الداخلي. الا ان ترامب نسف هذا الاعتقاد ليجعل وصول الرئيس الجديد أشبه بالانقلابات العسكرية عندنا التي تبدأ مع الساعات الاولى باصدار بياناتها وقراراتها.
بدأ ترامب بترحيل اللاجئين، وفرض ضرائب تجارية على بضائع كندا والمكسيك والصين، وقطع الدعم عن اوكرانيا، وخرج من عدة معاهدات. كل هذا وغيره في غضون ايام قلائل،. وما زال امامه الكثير ليفعله.
ونتوقف عند القرار الاحدث وهو الضرائب التجارية لنقول ان وقعها على كندا سيكون مدمراً، وعلى المكسيك بتأثير اقل بالنظر لتنوع الشركاء التجاريين مع المكسيك. والملفت للنظر ان الضرائب على البضائع الصينية جاء اقل بكثير مما وعد قبل تنصيبه. والسبب ان التشابك العضوي بين الاقتصادين الصيني والامريكي يجعل الشركات الامريكية العاملة في الصين تتضرر قبل غيرها من تلك الاجراءات، لذلك فالموضوع يحتاج مزيداً من الدراسة قبل اتخاذ المزيد.
لا شك ان الاقتصاد الامريكي يتضرر ايضاً من هذه القرارات، واذا استمر ترامب بتوسيعها قد يصبح ضررها على الولايات المتحدة اكثر من ضررها على الاخرين لأن الولايات المتحدة ستتحمل وحدها ردود جميع المعاقبين بقراراتها، بينما تتوزع قراراتها على دول كثيرة. انها تضع نفسها في خندق اقتصادي يواجه اغلب العالم وتلك مجازفة. وسنرى ان كان يُقدم على معاقبة اوربا ايضاً كما وعد او يتوقف عند هذا الحد! فحجم التجارة الامريكية مع اوربا كبير جداً ويميل لصالح اوربا، لذلك يجد ترامب نفسه إمّا عاجزاً امام اوربا او مغامراً.
( اضحوي _ 2052 )
2025-02-04