الصديق عبد الحسين شعبان في ميلاده الثمانين!
محمد جواد فارس*
نحتاج الى حرب جديدة ، أسلحتها الكتب و قادتها اهل الفكر
وضحايها الجهل و التخلف ٠
الروائي الروسي ( دوستويفسكي )
في 21 اذار الجاري الذي نحتفل فيه في كل عام بعيد الربيع (نوروز ) يصادف ميلاد الصديق الدكتور عبد الحسين شعبان ٠
وهذا العام للذكرى طعم خاص ، بالصديق المناضل و الحقوقي البارز ، الذي يعتبر أحد مفكري العرب ، قضى القصد الأكبر من حياته في الكفاح الفكري و العملي بين العمل الثقافي و الأكاديمي ، وقدم رؤى سياسية و فكرية متقدمة ، أقول ان هذا العام له نكهة خاصة لأن الصديق شعبان يبلغ 80 عام من عمره ولديه اليوم 80 كتابا مطبوعا ٠
الصديق المفكر و الكاتب الكبير الذي استعانة بمنجزاته الجامعات و مراكز الأبحاث و شخصيات عديدة كبرى عربية و كردية ، و ألقى محاضرات في أعرق الحامعات العربية و العالمية ، أحتفت فيه مدينة النجف الاشرف مؤخرا ، حيث كان الاحتفال تظاهرة ثقافية متميزة ، حضرها شيوخ عشائر ورجال دين و مثقفين واعلامين و أكاديميين وجمهور غفير من أنحاء العراق كافة ، و استمعوا لما قال عنه عدد من المتحدثين و من بينهم من ال سميسم و ال الحكيم و ال عوينة و غيرهم ٠
وثمانون عام وهو يروي شجرة المعرفة بالمحبة و الدفاع عن مصالح الفقراء و المظلومين ، تحمل بسببها الاعتقال و التعذيب عدة مرات ، فظلا عن اضطراره للهجرة أكثر من مرة ٠
في النجف الاشرف مدينة الامام علي ، التي نشأ و ترعر فيها و جالس الخطباء و الشعراء و المثقفين و الدارسين في الحوزة ، كان شعبان متصالحا مع محيطه ومع مدينته ، وظل يأتي على ذكرها و فضلها عليه ، وهو أبن العائلة المرموقة ، حيث كانت لأكثر من 500 سنة تحتل مكانة السدانة في الحضرة العلوية المطهرة و رئاسة المرشدين الدينيين الذين يحق لهم الخدمة في حضرة٠ الامام علي ٠
لم ينسى شعبان و هو في عز تألقهى و اجتيازه أعلى المواقع العلمية الهم العربي بشكل عام و الهم الفلسطيني بشكل خاص ، و كان سباقا في الدفاع عن العروبة و فلسطين ضد الصهيونية ،وجاهر بذلك في المحافل العالمية ٠
وكم كان بودي حضور احتفالية النجف الاشرف ، خصوصا وتربطنا مع رموزها علاقات طيبة مثل السيد صاحب جليل الحكيم، رفيق درب شعبان أيضا ، وعدد من خيرة المناضلين، حسين سلطان و باقر ابراهيم و اخرين ٠
لقد عملت مع الصديق عبد الحسين شعبان منذ أكثر من 6 عقود من الزمن ، حيث كان في القيادة العليا لاتحاد الطلبة ، و حضرنا لقاءات و مؤتمرات عديدة ، اضافة الى عملنا في الحزب الشيوعي لغاية المؤتمر الرابع ، واعرف مؤهلاته القيادية و اطروحاته الفكرية و اتساع ثقافته ، اضافة الى تواضعه و حبه للناس ، فضلا عن شجاعته و جرأته ٠
و ارتبطنا بتشكيلة المنبر الشيوعي ، وكان موقفنامن الحرب العراقية – الايرانية ، ادانة من اشعل الحرب و ادانة من استمر فيها ، ولم نقبل بأي اجتياح للحدود العراقية ٠
ولا يمكن ذكر د٠ شعبان ، دون ذكر علاقته المتميزة بالجواهري و مظفر النواب ، وقد اسهم في الكتابة عنهما مما شكلاضافة جديدة للمكتبة العربية، قضلا عن علاقته المتميزة مع المبدعينةالعراقيين الأخرين و العرب ، و قد كتب عنهم بما يعلي من شأن الثقافة ٠ و يعتبر شعبان من ابرز قادة الراي ومن أكثر الشخصيات التي انشغلت بحقوق الانسان ونال جائزة ابرز مناضل في العالم العربي في العام 2003 في القاهرة ٠
امتاز الصديق أبو ياسر باستقلاليته الفكرية و وضوح رؤيته و منهجه الخاص في معالجة المشكلات و التحديات وهو لايتردد في المراجعة و النقد و النقد الذاتي ٠
شخصيا وبعيدا عن السياسة فأنا ارتبط و الدكتور شعبان بعلاقات عائلية متينة ، ولا يمكن ان أنسى انه كتب مقدمة جميلة لكتابي الموسوم ( نصف قرن في رحاب الحركة الشيوعية ) ، وهو لم يبخل بمساعدة العراقيين و العرب حين كان رئيسا للمنظمة العربية لحقوق الانسان في بريطانيا ، ويساعد طاقم عمل في تزويد الكتب الرسمية الى السلطات البريطانية لتزكية طالبي اللجوء ٠
اليوم وفد بلغ الصديق شعبان الثمانين من عمره ، لايسعني الاتهنئة متمنيا له حياة سعيدة ولأبنتيه المحامية سوسن و الشاعرة سنا الفخر بوالدهما ، وكان قد بذل جهود في تربيتهما وتعليمهما ، و حصلتا على شهادات عليا بتفوق ٠
أتمنى له الصحة و النشاط الدائم و المواصلة في استكمال رسالته الانسانية في الابداع و العمل لمسيرة باهرة يعتز بها كل عراقي و عربي بالمناضل الأممي البارز ٠
للعزيز الدكتور شعبان العمر المديد و باقة ورد حمراء بمناسبة عيد ميلاده الثمانين ٠
طبيب وكاتب
2025-03-18