تحت العنوان أعلاه، كتب راويل مصطفين، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، حول وقوف العراق على شفا حرب أهلية.
وجاء في المقال:غادر أنصار مقتدى الصدر المنطقة الخضراء الحكومية في بغداد، بعد أن حثهم على إنهاء الاحتجاجات. وكانت الاضطرابات الجماهيرية قد اندلعت هناك نتيجة لإعلان الصدر اعتزاله السياسة. مع أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يعلن فيها وداعه للسياسة.
ترى الأمم المتحدة أن وضعا شديد الخطورة يتطور في البلاد، يمكن أن يتصاعد بسهولة إلى حرب أهلية شيعية- شيعية. وقد علق العراق، من حيث المبدأ، في مأزق سياسي منذ الانتخابات البرلمانية في أكتوبر الماضي. فرغم حصولهم على 73 مقعدا برلمانيا، فشل سياسيو التيار الصدري في تشكيل حكومة أغلبية.
أدى ميزان القوى الذي أسفرت عنه الانتخابات إلى تفاقم الخلافات بين الجماعات الشيعية، وخاصة بين الصدريين وخصومهم السياسيين من الكتلة الموالية لإيران برئاسة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. اقترح الأخير على الصدر العمل ككتلة واحدة، لكن الصدر أعلن أنه سيشكل حكومة أغلبية. إلا أن ذلك لم يكن ممكنا، فأعلن الصدر انسحاب أنصاره من البرلمان.
وبحسب عدد من المحللين، أعلن الصدر اعتزاله السياسة لأنه، أولا، لا يريد تقاسم السلطة مع أحد؛ وثانيا، يرى نفسه الشخصية الشرعية الوحيدة التي لها الحق في تعيين رئيس وزراء جديد.
وعلى العموم، ليست هذه المرة الأولى التي يعلن فيها الصدر انسحابه من السياسة. فكذلك كان الحال في أغسطس 2014، وفي مارس 2016، وفي 2018. ويلفت الخبراء العرب إلى التناقض الذي يسم كثيرا من تصريحات الصدر. ففي اليومين أو الأيام الثلاثة الماضية فقط، حث أنصاره، من جهة، على “الذهاب إلى المتاريس”؛ ومن جهة أخرى، اعتذر من العراقيين لأن أنصاره تسببوا في “مضايقات” كبيرة لهم؛ وأخيرا حث الشيعة المحتجين على إخلاء “المنطقة الخضراء” بسرعة.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
2022-09-01