·
الشَّهيد السَّيِّد حسن نصر الله في رحاب المجد والخلود
(بيان من اللجنة المركزيَّة للحزب الشُّيوعيّ الأردنيّ)
لقد كان الشَّهيد الكبير، السَّيِّد حسن نصر الله، قائداً ومقاوماً قلَّ نظيره..
وكان القائدَ العربيَّ الأبرزَ والأهمّ، منذ رحيل القائد العربيّ الكبير الرَّئيس جمال عبد النَّاصر..
كان صاحب رؤية واضحة، وموقف مبدئيّ ثابت، وشجاعة فائقة..
وكان منفتح العقل، مستوعباً بصورةٍ جيِّدة لتنوُّع تشكيلات المجتمع اللبنانيّ، وعمل بكلِّ جَدّ واجتهاد مِنْ أجل الحفاظ على الوحدة الوطنيَّة لشعبه، وبأنْ تغتني هذه الوحدة بالتَّنوُّع.. لكن، أيضاً، بشرط أنْ تبقى المقاومة.. المقاومة ضدّ العدوّ الصّهيونيّ والإمبرياليّ (الأميركيّ والأطلسيّ)؛ والمقاومة مِنْ أجل حُرِّيَّة لبنان واستقلاله، وحُرِّيَّة الأمّة العربيَّة واستقلالها..
ولقد كان مقاوماً فَذَّا، كرَّس حياتَه كُلَّها لمواجهة العدوّ الصّهيونيّ والإمبرياليّ؛ وفي النِّهاية، اُستُشهِدَ «على طريق القُدس»، كما أراد، وليس وهو نائم على سريره..
اُستُشهِدَ وهو يقود مقاومة حزبه الباسل في معركة اسناد المقاومة الفلسطينيَّة في غزَّة. ويُسجَّل له أنَّه، منذ مدَّة قريبة، رفض رفضاً قاطعاً فصل جبهة لبنان عن جبهة غزَّة.. مهما كان الثَّمن، ومهما كانت المآلات.. ودفع حياتَه ثمناً لموقفه المبدئيّ، هذا، ولكلِّ مواقفه الأخرى الشَّريفة..
كان رمزاً للعزَّة والكرامة العربيَّة، وأصبح الآن صاحب مأثرة خالدة تُلهم الثَّائرين والمقاومين، وأسطورة كربلائيَّة تذخِّر وجدان الأجيال القادمة بأمثولة المقاومة..
الاستشهاد مآلٌ محتملٌ لكُلِّ ثائرٍ ومقاوم؛ والثَّائرون والمقاومون لا يتردَّدون في بذل أرواحهم لنصرة القضايا الَّتي يكافحون مِنْ أجلها..
وفي المقابل، فالمستعمرون والمستبدّون لا يتعلَّمون مِنْ تجارب مَنْ سبقوهم، ولا يتعلَّمون حتَّى مِنْ تجاربهم هم أنفسهم.. اللهم إلّا في المجالات العمليَّانيَّة..
لكنَّ المقاومة ليست أمراً عمليَّانيَّاً؛ بل هي طريق وقضيَّة..
القضيَّة هي الَّتي تصنع الطَّريق ليكون مِنْ جنسها؛ والطَّريق يمنح القضيَّة روحاً وجسداً، وينقلها من حالة الوجود بالقوَّة إلى حالة الوجود بالفعل، ثمّ يفضي إلى انتصارها..
وفي هذا السِّياق، نفسِه، يتوالد المقاومون ويتوالد قادتهم..
والمستعمرون والمستبدّون، بتفكيرهم العمليَّانيّ القاصر، يظنُّون أنَّ إزاحةَ قسم من المقاومين وقادتهم من الطَّريق، سينهي القضيَّة ويحلُّ مشكلتهم معها ومع أصحابها..
لكنَّ درسَ التَّاريخ أثبتَ، دائماً، أنَّ استشهاد المقاومين وقادتهم لا يفعل شيئاً سوى أنَّه يزيد أوار نيران المقاومةَ، ويجعل القضيَّة أكثر قوَّةً، وأكثرَ استعصاءً على الاندثار.. وخصوصاً على محاولات البيع والشِّراء..
هل يظنُّ العدوّ أنَّ اغتيال القائد السَّيِّد حسن نصر الله، وقادة آخرين مِنْ المقاومة، سيجعل المقاومين يرمون أسلحتهم على عجل ويغادرون ساحات القتال مهرولين؟!
هذه الجريمة النَّكراء لن تزيد المقاومين إلَّا عزماً على عزم، ولن تجعلهم إلَّا أكثرَ إصراراً على الثَّبات والمقاومة.
ونحن على ثقة تامَّة بأنَّ المقاومةَ ستُدفِّعُ العدوَّ الغاشمَ المتغطرسَ ثمناً باهظاً مقابل جريمته النَّكراء هذه..
المجدُ والخلود للقائد المقاوِم الكبير الشَّهيد السَّيِّد حسن نصر الله،
المجدُ والخلود لشُهداء فلسطين ولبنان والأمَّة العربيَّة،
والنَّصر المؤزَّر للمقاومة.
https://www.facebook.com/share/p/zdywcyDLpAbUeVTu/
اللجنة المركزيَّة للحزب الشُّيوعيّ الأردنيّ
عمَّان 28 أيلول 2024