الشرع رئيساً….!
اضحوي جفال محمد*
لا املك ما يكفي من المعلومات عن كواليس المشهد السوري لأبني عليها رأياً متكاملاً، لكني وبالمتوفر من المعطيات اقول ان قرار الشرع تعيين نفسه رئيساً أفرغ المؤتمر الوطني للحوار من نصف الآمال المعقودة عليه. إذ لم يعد مطروحاً اختيار الحاكم الانتقالي، وبقي له تقديم برنامج يفترض ان تتبناه الحكومة الانتقالية اذا عُقد المؤتمر اصلاً ولم يتعرض لانشقاقات.
يبدو لي ان الامور تسير نحو فرض الامر الواقع بالقوة ولفترة غير محددة. فهل هذا ممكن؟ او بتعبير آخر هل يقبل (المجتمع الدولي) بذلك؟ الولايات المتحدة تقبل اذا لم يتم التعرض لقسد.. والعقوبات باقية الى ان يحصل تقدم في المفاوضات مع اسرائيل. واوربا تقبل الى ان يتم التخلص من عشرات آلاف المهاجرين السوريين بارجاعهم الى بلادهم. وكثمن لذلك سترفع اوربا بعض العقوبات وتعد برفع اخرى بالتزامن مع رجوع اللاجئين.
فماذا عن الفصائل الجهادية التي يقال انها اجتمعت واختارت الشرع، وقيل انها حلت نفسها؟ هنا اجزم ان لا فصيل يحل نفسه ويتخلى عن سلاحه الا في الاعلام. اذن ما هو ثمن قبولها بالشرع؟. هناك تجربة مماثلة في السعودية ايام الوهابية يمكن احتذاؤها عندما اطلق الملك عبد العزيز للوهابيين كامل السلطة في تطبيق الشريعة بنسختها الاكثر تشدداً على المجتمع مقابل ان لا يتدخلوا في السياسة العليا للبلاد. واستمر ذلك خمسين عاماً برضا تام من الطرفين. وربما فكر الشرع ان يتولى كل فصيل منطقة نفوذه يطبق فيها ما يشاء مقابل ان يبقى هو الرئيس الرسمي امام العالم. وسنعرف بلا ابطاء حقيقة ذلك من عدمها.
( اضحوي _ 2051 )
2025-02-02