السليمانية تعانق جبال أربيل وتحاصر “الدكتاتورية” في وديان الفساد!
رواتب الإقليم تنشد التحرر من هيمنة الأحزاب…
تعيش ثلاث محافظات عراقية شمالي البلاد، تحت سطوة الدكتاتورية التي نهبت أموال المواطنين تحت غطاء “المشاكل العالقة بين بغداد واربيل” وفي مقدمتها رواتب الموظفين، لكن الحقيقة لا تعدو عن كونها تهرباً من حزب مسعود البارزاني الذي يزجُّ ضمن القوائم، آلاف الأسماء الوهمية التي يستخدمها كمصدر مالي دائم تتم سرقته منذ سنوات.
وتؤشر المعلومات التي حصلت عليها “المراقب العراقي”، ان حركة جديدة انبثقت مؤخراً يقودها شباب في السليمانية بالتعاون مع آخرين في أربيل ودهوك، لحل أزمة الرواتب وتوجيه ضربة لبارزاني الذي يستغل صبرهم.
وألزمت السلطات في أربيل الموظفين بقوانين الادخار، في محاولة لاقتضام جزء من رواتبهم، فضلاً عن زج الأزمة في أحضان الحكومة المركزية، لدفع كرة النار الملتهبة بعيداً عن مدن الإقليم، إذ من المتوقع ان تواجه عصابات مسعود البارزاني، ثورة شعبية غاضبة بعد سلسلة من الاستهتار بحق نحو أربعة ملايين عراقي، يرزحون تحت نير الحكومة الاستبدادية هناك.
وقريباً من الملف المعقد، شكلت هيأة حقوق المعلمين والموظفين في الإقليم، وفداً لمناقشة أوضاعهم مع عدد من المسؤولين في بغداد، لإنهاء الأزمة من خلال نقل رواتبهم، لتكون تحت اشراف الحكومة الاتحادية وتسلمّها عبر “الماستر كارد”، وجمعوا من أجل ذلك أكثر من 60 ألف توقيع “قابلة للصعود” لتفويض الحكومة في بغداد بإنهاء ملف أزمة رواتب موظفي الإقليم.
ويقول حمه ازاد “53 عاما” وهو يعمل معلماً في إحدى مدارس الإقليم بمحافظة أربيل، ان “الحال لا يمكن ان ينتهي في ظل وجود آلاف الأسماء الوهمية التي تدخل ضمن صفقة، يحاول المسؤولون في أربيل، الاستمرار فيها، على حساب أرزاق الموظفين في مدن الشمال، مشيراً الى ان الحل الأمثل هو التوجّه نحو بغداد وكشف الحقائق والزيف الذي كانت تتعامل به سلطات مسعود البارزاني طيلة السنوات الماضية”.
وتماشياً مع خطوة هيأة حقوق المعلمين في كردستان، دعا ناشطون في مدن الجنوب والوسط، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لدعم الحركات الشبابية لأخذ دورها في كشف النقاب عن استهتار مافيات أربيل، التي لا تزال تعبث بثروات العراقيين من خلال تهريب النفط والاستيلاء على المنافذ والتلاعب بأرزاق الناس هناك.
ويفصح الباحث في الشأن الاقتصادي ضياء المحسن عن معلومات تشير الى وجود ما يقارب الـ250 ألف موظف فضائي في إقليم كردستان، مستغلة من قبل حكومة أربيل، بعيداً عن ضوابط الدفع الالكتروني.
ويبيّن المحسن في تصريح لـ”المراقب العراقي”، ان “الحملة التي تثار حاليا من محافظة السليمانية التي تشعر ان تسلّم رواتبها من أربيل غير ملزم في ظل إمكانية العودة الى الحكومة الاتحادية مباشرة عن طريق “الماستر كارد”، تأتي لإنهاء فوضى الفضائيين، مشيراً الى ان أربيل تسجل ما يقارب الـ35 ألف موظف تحت عنوان “سكك الحديد” برغم عدم وجود هذه الدائرة هناك”.
ويؤكد مصدر محلي في أربيل، ان حراكاً بدأ ينمو تدريجياً في محافظات الإقليم، هدفه الخلاص من الحزب الحاكم الذي جثم على صدور المواطنين منذ أكثر من عقدين.
ويفيد المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، ان “حراكاً سينطلق في مدن الإقليم لتغيير صورة التعامل السياسي الذي رسخ الفساد وأوجد مافيات تسيطر على جميع مفاصل الحياة”، مشيراً الى ان “تظاهرات ضخمة ستنطلق لإنهاء سطوة مسعود البارزاني وتفرده بالسلطة وتحكمه بحياة المواطنين بقبضة النار والحديد”.
وتأتي تلك التحركات في وقت تراوغ فيه الوفود الكردية مع بغداد بحجج كثيرة تحاول فيها الإبقاء على المكتسبات القديمة، لاستمرار النهج الذي يخوّل أربيل بالهيمنة على منافذ المال، بعيداً عن الرقابة.
المراقب العراقي/ المحرر الاقتصادي..
2023-10-01