الزلازل بين البعد السياسي والبعد الإنساني!
كتب ناجي صفا
قبل الولوج الى البعد السياسي والإنساني ، اريد التعريج على العوامل التي تحكم الزلازل ومنحنياتها .
الهزات الإرتدادية التي تحصل عادة والناتجة عن الزلزال الرئيسي هو امر طبيعي لتحرك الصفائح التكتونية التي نتج عنها الزلزال الكبير ، هذه الصفائح التي اصطدمت ببعض بشكل عنيف نتج عنه زلزالا ، تعود للإصطدام لمرات متعددة بما يشبه الكرات التي تصطدم لاول مرة حيث يكون الإصطدام الرئيسي الذي ينتج عنه الزلزال، يتلوه اصطدامات متكررة تضعف تدريجيا الى ان تهدأ نهائيا بانتظار حقبة جديدة لتجمع الطاقة مجددا ، حيث تتنفس الارض .
محاذير ذلك ان الأبنية التي تصدعت جراء الإصطدام الاول ، تكون اكثر عرضة للإنهيار من سواها من الأبنية عند حصول الهزات الإرتدادية .
في هذه الحالة ينبغي ان يؤخذ ذلك بعين الاعتبار ويتم اجلاء المواطنين الذين يمكن ان يتعرضوا للمخاطر جراء الهزات الإرتدادية التي تؤثر على الأبنية المتصدعة .
اما عملية معالجة الآثار فذلك حديث آخر يتداخل فيه الإنساني بالسياسي كما حصل في المغرب حيث جرى قبول المساعدات على اسس انتقائية وكيدية وفقا لمعايير سياسية، متجاوزة البعد الإنساني ، وهذا عادة ما يدفع ثمنه المواطن المنكوب لجهة تأخر عمليات الانقاذ ما يؤدي الى مزيد من الضحايا .
لم تقبل المغرب المساعدة من بعض الدول رغم الحاجة الملحة وعجز الحكومة عن الوصول الى مناطق منكوبة نظرا لوعورتها ولانها مناطق جبلية كان يمكن ان تتظافر جهود الدولة مع الجهود المعروضة لا سيما الجزائر التي عرضت طائرات اغاثة ربما لو قبلت بها الحكومة المغربية لكنا وفرنا عددا من الضحايا .
ما زالت السياسة فوق الإنسانية ؟؟..
2023-09-15