الرمزية العلوية الشيعية والرمزية الاموية (مسجد الزهراء إنموذجا)..!
انتصار الماهود
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر مسجد الزهراء عليها السلام، وسبب تسميته بهذا الإسم المبارك في ريف أدلب بسوريا، وإنقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض،
ومن يعارض تحجج بأن هذا شرك بالله أو أن الموقف لا يحتمل طائفية من جديد، فهل يستوجب هذا الأمر هذا اللغط وتلك الجدية في التعامل مع هذا الموضوع.
ببساطة كبيرة أن المسجد بنى من تبرع سيدة سورية، هي الحاجة زهراء بـ 4 كيلو غرامات من الذهب، لإتمام بناء المسجد والذي أصبح تحفة مميزة، بسبب لونه الأسود وزخارفه المبهرة والتي خرجت عن المألوف، فرمزية اللون الأسود مثل الكعبة المشرفة والحجارة المستعملة هي نفسها التي إستعملت لبناء العديد من مراقد الصحابة والخلفاء، والجانب الهندسي المعماري كان دقيقا جدا، وخرج عن الإطار المألوف في بناء المساجد بدمج الحداثة بالعراقة الدينية،
لكن تلك التبريرات لم تمنع من تغيير إسم المسجد الى إسم العزة لله للتخلص من تلك البلبلة.
سؤال يطرح نفسه بشدة، ( على گولتي يطرح نفسه ويتربع بالكاع)، هل إطلاق إسم مولاتي الزهراء أم أبيها وريحانته وحبيبته على مسجد هو شرك وطائفية، أين الشرك بذكر أسماء آل بيت النبوة عليهم السلام، هل وصل بنا الأمر لطمس جميع رموز الإسلام المحمدي وتشويه صورته لهذا الحد ؟
هل عدنا لنعيش مجددا في ظلامة العصر الأموي، ونروج لرموزها الفاسقة أمام التعرض للرموز العلوية الشيعية، هل عدنا للصراع على الخلافة من جديد؟! أي عقليات تلك التي تروج مثل هذه الترهات؟!.
الرمزية الشيعية أو العلوية لها أهمية في أدبياتتا وحياتنا فهي ما تبقى لنا من تركة آل
البيت عليهم السلام، نتمسك بها حتى ظهور صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، والرمزيات لدينا روحية معنوية ومادية، أما الروحية فهي التمسك بطريق آل البيت ونهجهم والإلتزام به عقيدة وسلوكا، أما الرمزيات المادية الشاخصة فهي مراقد أهل البيت المقدسة عليهم السلام، سيف ذو الفقار الذي يرمز لشجاعة الإمام علي عليه السلام، الراية الحمراء على مرقد أبي عبدالله الحسين والتي ترمز للدماء الطاهرة، التي سفكها الأمويون في كربلاء المقدسة طمعا في الحكم،
كفوف أبا الفضل العباس عليه السلام وقربته، تلك القطعة الخضراء من القماش الذي نشدها على عضدنا طلبا للحاجة والتبرك، التربة التي نصلي عليها، الملابس السوداء التي نرتديها في عاشوراء، هذه وغيرها الكثير من الرمزيات المادية ربما لا يسعني ذكرها، نحن لا نعبدها ولا نعتبرها فوق القران الكريم والدين الحنيف، كما يروج ضدنا الإعلام الخبيث المغرض،
لكن هذه الرمزيات هي التي تحدد هويتنا الدينية، وتجسدها وترسم شخصياتنا، وكما نحترم الآخرين وعقائدهم وجب على الباقين معاملتنا بالمثل، فنحن لسنا مخلوقات جاءت من المريخ كي تعامل بخوف وإستهجان هكذا.
عقيدتنا ورمزيتنا التي نتمسك بها تقوم على الموالاة لأهل البيت عليهم السلام، والتي تعني عندنا الخلافة والحكم بأمر الله ومن يحكم هو علي عليه السلام والأئمة من ولده كما ثبت لدينا في القرآن الكريم والروايات المسندة، أما لدى الأخرين من المعسكر الاخر، فالموالاة تعني المحبة و المودة وترك المعاداة، ( وكأنهم إدخروا جهدا في معاداة آل بيت النبوة وقتلهم في سبيل الحكم )،
وهنا إنحصرت الرمزية الأموية في شخوص الخلفاء غير المعصومين (شاربي الخمر وقاتلي النفس البريئة و مرتكبي المعاصي)، ولم تقف عند هذا الحد، بل إمتدت أدوات الخلافة الأموية لتروج لرمزيتها الدنيوية الزائفة، عبر ماكنتها الإعلامية والمأجورة والتي ضننا أنها إنتهت بإنتهاء عهد بني مروان، الإ انها إمتدت ووصلت حتى وقتنا هذا.
ذلك الغِلّ الممزوج بالكره لأتباع آل البيت، والذي أوصلنا أحيانا لعزلة ومطاردة بالقتل وتنكيل، وما إجرام داعش عنا ببعيد، وقد رأينا ما فعلوه بالشيعة الذين وقعوا بين أيديهم، في فترة إحتلال جزء من العراق بيد الإرهاب، (لا أعادها الله من أيام علينا).
المهم لنعد لرمزية الأمويين مقارنة بالرمزية العلوية الشيعية وشخصوها العظيمة، فهل لدى الأمويين إمام كعلي عليه السلام؟ أم سياسي كالحسن عليه السلام؟، وهل عندهم ثائر كالحسين عليه السلام؟، وهل بينهم مغوار باسل كالعباس عليه السلام؟، هل أنجبت بطون نسائهم عفة وطهارة وحياء كمولاتي فاطمة الزهراء وزينب الكبرى؟!،
بالطبع لا ودون أدنى تردد بل من المعيب جدا أن نقارن بين الرمزيتين، ( أين الثرى من الثريا؟!) ومن المعيب جدا أن نرى أن من يدعون الإسلام، يحاربون هذه الرمزية والتي هي إمتداد لرمزية الإسلام، والنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
هل وجود تلك الرمزية وإستمرارها حدا بمحاربتها خوفا من المد الشيعي القادم، الذي سيغزو العالم الإسلامي خاصة بعد ما حدث في غزة من تشيع الكثير من أهلها، أو على الأقل إعتدال مواقفهم تجاه الشيعة بعد ما قدمه محور المقاومة الشيعية للفلسطنيين في حربهم ضد الصهاينة، هل فقد الإعلام الأموي الحديث بريقه، وقدرته على تلميع رموز الفساد والشر وحصص الحق الآن بعد أكثر من 1300 عام على مظلومية آل البيت؟!
اترك لكم الإجابة على هذه الأسئلة أحبتي القراء.
2024-11-15