الدولة العربية تحولت الى ربق!
اضحوي الصعيب
العرب الذين يقاتلون اسرائيل الان ليس بينهم حكومة رسمية وانما هم جميعاً قوى متمردة على حكوماتها. الدولة العربية اصبحت مشلولة في هذه المرحلة، ومصممة لخدمة الهيمنة الامريكية الصهيونية. بما في ذلك الحاكم المخلص لا يستطيع التحرك عكس التوجه العام. حتى الكلام بات ضرباً من الترف يُحسب على الحاكم كما يحسب تويتر على مستخدميه الحروف. فمنذ اندلاع طوفان الاقصى الى اليوم وعلى كثرة التصريحات والخطابات لم يقل أي حاكم عربي انه يؤيد المقاومة الفلسطينية!. قالتها ايران وحكومات لاتينية، اما عربيّاً فلم ينطقها سوى الرئيس السوري. دعكم من الخطابات الانشائية التي تتحدث عن الشعب الفلسطيني وتدين العدوان، فحتى بايدن يقول انه مع الشعب الفلسطيني. لكن عندما يتعلق الامر بالمقاتل الفلسطيني وحق المقاومة يخرس الجميع.
هذه الحالة من الكبت أملت كسر القيود وخروج قوى شعبية من الربق ليكون لها حرية التصرف خارج قيود الدولة المشدودة كالمراسي. هذه الظاهرة في طريقها الى التجذر وانتزاع الاعتراف بها كقوى اساسية اكثر رجحاناً على ارض الواقع من الهياكل الرسمية. لقد صنفها الغرب حركات ارهابية لكنه عجز عن تجاهلها وراح يتفاوض معها على استحياء، ولا مناص من الإقرار بها لا سيما وان القوى البديلة تتضاءل وقد تضمحل. فالسلطة الفلسطينية تنهار بمجرد توقف اسرائيل عن حمايتها، وحكومة اليمن (الشرعية) لا لون ولا طعم ولا رائحة، وحكومة لبنان توشك ان تصبح تابعاً للمقاومة، والحكومة العراقية متواطئة مع فصائل المقاومة وتمارس تبادل ادوار.
هذه الحركات تعبير عن فشل النظام السياسي العربي في احتواء الواقع. لم يتسع لتطلعات الشعوب فشقت عصا الطاعة وعبرت عن نفسها خارج هذا النظام، وسيتسع الخرق باستقواء القوى الشعبية المتمردة على حساب الدول المتهالكة.
( اضحوي _ 1552 )
2023-11-20