[الخوارزميات بخدمة العدو الصهيوني] Microsoft , ChatGPT , Amazon وغيرها … ايديهم ملطخة بالدم الفلسطيني واللبناني!
رنا علوان
{ وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال } هذا العدو اللقيط الذي لا يوّفر حتى خرم إبرة دون ان يستغلها ، لجأ الى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لشركتي “مايكروسوفت” و”أوبن إيه آي” وغيرها ، في حرب الإبادة التي يُمارسها على غزة ، حيث تم فضح ذلك منذ ايام ، إثر احتجاج موظفين في شركة مايكروسوفت ، بالتزامن مع احتفالات الذكرى الخمسين لتأسيسها ، ما سلط الضوء على أبعاد التعاون القائم بين الشركة وجيش العدو الإسرائيل ، وتحديدًا طبيعة الخدمات المقدّمة لتل أبيب
شارك في هذا الاحتجاج موظفون بارزون على رأسهم الرئيس التنفيذي لوحدة الذكاء الاصطناعي في “مايكروسوفت” ، مصطفى سليمان ، ما أثار ردود فعل واسعة حول العالم
أما المبرمجة المغربية في شركة “مايكروسوفت” الأمريكية ابتهال أبو السعد ، فقد اتهمت إدارتها بالمشاركة بالإبادة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بغزة ، قائلة إن أيدي الشركة “ملوثة بدماء الفلسطينيين”، وفي مقطع مصوّر لها ، نُشر في 5 نيسان/ أبريل الجاري وثق الواقعة ، فقالت : “أنتم تجار حرب ، توقفوا عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الإبادة الجماعية”، مؤكدة أن مايكروسوفت “تزود العدو الإسرائيلي ببرمجيات الذكاء الاصطناعي في حربها “
وفي الحفل نفسه وخلال تواجد المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت بيل غيتس والرئيس التنفيذي السابق للشركة ستيف بالمر والرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا على المنصة ، صاحت فانيا أغراوال زميلة أبو السعد قائلة: “عار عليكم جميعًا، أنتم جميعًا منافقون … عار عليكم جميعًا أن تحتفلوا فوق دمائهم … اقطعوا علاقاتكم مع إسرائيل” وبالطبع تم إخراجها من الحفل ، من ثم فصلهما ، ففي 7 أبريل الجاري ، أكدت قناة “CNBC” الأمريكية في خبر نشرته عبر موقعها ، أن مايكروسوفت فصلت أبو السعد وأغراوال ، إثر الإحتجاج الذي حصل منهما ضد الخدمات التي توفرها الشركة للعدو الإسرائيلي
والحقيقة المؤكدّة التي لفتت انظار الموظفين ، (والتي لا تستطيع الشركة نفيها رغم المحاولة) ، هو ارتفاع الخدمات في مجال الحوسبة السحابية والذكاء الإصطناعي بنحو 200 ضعف في مارس 2024 مقارنة بما قبل 7 أكتوبر 2023
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “ذا غارديان” البريطانية في يناير/ كانون الثاني 2025 ، زوّدت “مايكروسوفت” جيش العدو الإسرائيلي بخدمات حوسبة وتخزين بيانات إضافية بعد السابع من أكتوبر 2023 ، “أكثر من 13.6 بيتابايت” كما أبرمت عقودًا بملايين الدولارات لتقديم آلاف الساعات من الدعم الفني
وأشارت مصادر دفاعية عديدة من قِبل العدو ، في التقرير إلى أن جيش العدو ، بعد هذا التاريخ أصبح يعتمد بشكل متزايد على شركات مثل “مايكروسوفت” و”أمازون” و”غوغل” لتحليل وتخزين كميات أكبر من البيانات والمعلومات الاستخباراتية لفترات أطول
أما في تقرير نشرته وكالة “أسوشيتد برس”، في 18 فبراير/ شباط 2025 ، فإن جيش العدو الإسرائيلي يستخدم منصة “مايكروسوفت أزور” لتجميع معلومات يتم الحصول عليها عبر عمليات “مراقبة جماعية”، تشمل المكالمات الهاتفية والرسائل النصية والصوتية التي يتم تحويلها إلى نصوص مترجمة
كما أضاف ان “مايكروسوفت أزور” تستخدم تقنيات البحث السريع عن مصطلحات محددة في كميات هائلة من النصوص ، وهذه التقنية تتيح ، على سبيل المثال ، تحديد موقع أشخاص يوجهون بعضهم البعض إلى أماكن معينة ، عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي العسكرية
أما شركة open AI ، فقالت هايدي خلاف “مسؤولة سابقة” في الشركة بصوت مُرتفع ، إن هذه المعلومات تُعد أول تأكيد على استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التجارية بشكل مباشر في عمليات حربية ، وفق ما نقله التقرير
المُلفت جدًا في الموضوع ، انه “وفي وقت سابق” ، ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن قسم الحوسبة السحابية في شركة “غوغل” بدأ العمل مع جيش العدو الإسرائيلي مباشرة بعد [7 أكتوبر 2023] ، ليس هذا فقط ، بل دخلت الشركة في سباق مع “أمازون” أيهما يُزوّد العدو الإسرائيلي بخدمات الذكاء الاصطناعي ، أكثر من الآخر ، مما أدى هذا التسابق إلى زيادة دعمها التكنولوجي لتل أبيب ، وفق الصحيفة !!!
وفي إحدى الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة ، أشار أحد موظفي “غوغل” إلى أهمية تلبية طلبات جيش العدو الإسرائيلي على وجه السرعة ، مبيّنًا أن العدو سيتحوّل إلى استخدام خدمات “أمازون” في حال تأخرت “غوغل” في الاستجابة
وخلال حرب الإبادة ، فصلت شركة غوغل 50 من موظفيها على خلفية مشاركتهم في احتجاجات دعت لقطع العلاقات مع جيش العدو الإسرائيلي
بحسب الخبراء ، فإن “الشركات الرقمية ساهمت بتطوير مهارات بحثية وتقنيات معلوماتية يسعى من خلالها العدو الإسرائيلي للحصول على معلومات بطرق متعددة ، ولعل برنامج بيغاسوس خير مثال على ذلك ، حيث يراقب المعارضين بالداخل والخارج”
أما “مشروع نيمبوس ، فهو خدمة من طرف شركة غوغل وغوغل كلاود بلاتفورم ، ويعتبره العديد من الخبراء بمثابة سلاحًا رقميًا بيد العدو لمراقبة الفلسطينيين وتتبعهم ، علمًا أن هذه الخدمة تعمل على افتراض أن جميع الفلسطينيين ممكن أن يقوموا بمشاريع ، أو أنهم أعضاء في حركات المقاومة الفلسطينية”
والجدير بالذكر أن المشروع “يضع تصنيفًا من 1 إلى 100 للفلسطينيين سواء بغزة أو الضفة ، مما يسمح للعدو الإسرائيلي بالمراقبة ، والقيام بمسح جميع الفلسطينيين وتتبع تحركاتهم ، مما ساهم ذلك بشكل كبير في توفير حيثيات عن مكان وجود الفلسطينيين من أجل استهدافهم بغارات”
وأظهر تحقيق أجرته وكالة “أسوشيتد برس” مطلع 2025 أن شركتي “Microsoft” و”open AI” تستخدمان نماذج ذكاء اصطناعي في إطار برنامج عسكري “إسرائيلي” لاختيار أهداف القصف خلال الحرب على غزة ولبنان”
حيث لفت بعض الخبراء إلى أن “هذه الخوارزميات التي تستغلها هذه الشركات يتم تغذيتها بمعلومات عن الفلسطينيين ، والتعرف عليهم بإعتبارهم أهدافًا عسكرية” أي “عندما تصل المعلومة إلى جيش العدو الإسرائيلي فإنه يستهدف العيّنة التي تصله كونها أهدافًا عسكرية رغم أنها مدنية ، وتدعي تل أبيب أنها تتعقب وتستهدف انطلاقًا من أوامر آلية ، حتى لا تقع تحت محاسبة القانون الدولي الإنساني” !!!
أما “التقنية الأخرى التي يستغلها العدو الإسرائيلي في حربه على غزة هي تقنية التخزين السحابي ، وهي وسيلة لتخزين كميات كبيرة من المعلومات الرقمية عما يريد الاحتلال التعرف عليه ، علمًا أن عملية التخزين تستغلها خوادم تستهدفها مواقع عسكرية إسرائيلية”
و “هذه السواحب تتضمن تطبيقات تحدد أهداف غارات وتفجيرات ، وتسمح بتخزين مشاهد حيّة مُلتقطة من الطائرات المسيّرة ، وتسمح بتصوير قطاع غزة والضفة وتسهيل إطلاق النار والسيطرة عن البعد”
وبناء على كل ما تم ذكره ، فإن “ميكروسوفت كانت المزود الرئيسي للاحتلال الإسرائيلي لخدمات التخزين السحابي ، بالإضافة إلى غوغل وأمازون غيرها من الشركات الرقمية التي زودت العدو الاسرائيلي بهذه الخدمات” لتسهيل الإبادة الجماعية
أما شركة ميتا لم تكن بعيدة هي الأخرى عن هذه المُشاركة حيث “استعملت خوارزميات لتعقب السردية الفلسطينية ، محاولةً حجبها ومحاربتها وعدم ظهورها ، مقابل الترويج للسردية الإسرائيلية ، وساهمت في التشويش على مهام وأدوار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عالميًا، كما أظهرت تقارير سابقة ذلك”
ختامًا ، لو اردنا التوسع لوجدنا بكل تأكيد برامج اخرى قد تكون أقل شهرة من التي اتينا على ذكرها ، وربما أكثر إفادة للعدو ، وقد يجد البعض انه لمن البديهي ان هذه الشركات تسعى للربح ، لذلك لا يهمها أي شي قيمي أو أخلاقي أو حقوقي ، في تناقض واضح لصياغة مواثيق تدعي احترام حقوق الإنسان ، ولكن تخالف هذه المواثيق” ، الا ان الحقيقة تتعدى ذلك ، لأن هذه الخدمات الكبيرة واللامحدودة ، و”المتوفرة غب الطلب” ، تؤكد ان الصهيونية الأميركية جزء لا يتجزأ من الصهيونية الإسرائيلية ، ويتقاسمان فعل الإجرام
ولكي لا ننسى ، منذ 7 أكتوبر 2023 يرتكب العدو الإسرائيلي بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية في غزة ، خلفت أكثر من 166 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين ، معظمهم أطفال ونساء ، وما يزيد على 11 ألف مفقود
[ وان الذكاء الاصطناعي “تسبب بمقتل نحو 75 بالمئة من ضحايا الحرب بغزة وفق دراسات حديثة”]
كما صعّد العدو الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية ، بما فيها القدس الشرقية ، ما أدى إلى مقتل أكثر من 947 فلسطينيًا ، وإصابة قرابة 7 آلاف ، وفق معطيات فلسطينية رسمية ، هذا ولم نتطرق الى ما حدث في حرب لبنان
2025-04-14