الحرب النفسية الرقمية فنّ من فنون هزيمة العدو!
د.ربا غزول*
تداولت وسائل الإعلام وصفحات الأخبار والتواصل الاجتماعي منذ أيام خبر إغلاق حساب المرشد الإيراني الخامنئي الذي يغرّد باللغة العبرية وذلك بعد أقل من يومين على تفعيله ، و كان ذلك بعد تغريدةٍ تعبرُّ عن رسالةً تحمل في طياتها وعيداً للكيان الصهيوني بعد هجومه الفاشل على الجمهورية الإيرانية الإسلامية حيث تضمنت التغريدة النص التالي باللغة العبرية ” الكيان الصهيوني ارتكب حماقة ووقع في حساباته الخاطئة تجاه إيران …. سنفهمهم قوة الشعب الإيراني وقدراته وابتكاره وإرادته “.
تغريدة واحدة كانت كفيلة بإغلاق حساب رسمي تابع لمؤسسة المرشد الإيراني حيث نشرت منصة x -بعد تعليق الحساب يوم الإثنين الماضي- ملاحظة تفيد بأن منصة إكس توقف الحسابات التي تنتهك قواعده ولم تحدد طبيعة الانتهاك الذي قام به حساب المرشد الإيراني في تغريدته، هل هو انتهاك لهيمنة الكيان الصهيوني أم انتهاك لسياسة “الفم المغلق” التي تمارسها أميركا والغرب- اللذان يدّعيان حمل راية حرية التعبير عن الرأي والديمقراطية- والكيان الصهيوني، أم لأن تغريدته هزت النفوس المهزومة لدى المستوطنين الصهاينة وقادتهم ؟
بالعودة إلى سياسة “الفم المغلق” التي يتبعها الغرب وأميركا والكيان الصهيوني لأي فم ينطق بالحق أو يفضح جرائمهم ضد الإنسانية التي يرتكبونها كل ثانية ضد إخوتنا في فلسطين وأهلنا في جنوب لبنان وضد شعبي في سورية عبر المجازر الدائمة واستهداف المدنيين والأبرياء وانتهاك سيادة الدول، هذه السياسة التي تشرع أي وسيلة لتحقيق غايتها حتى لو اضطرت لقتل الناطق وإغلاق فمه إلى الأبد كما رأيناها باستهداف مقر للصحفيين أثناء نومهم في بلدة حاصبيا في جنوب لبنان ، بالإضافة لاستهدافهم لمكتب قناة الميادين في لبنان فقط لأنها تمثل صوت الحق وتكشف حقيقة جرائمهم لحظة بلحظة، عدا عن سياسة مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي التي تقوم بإيقاف أي حساب على الفيسبوك أو منصة x ينطق بكلمة أو يعبر بصورة تمس مشاعر الغرب وأميركا والكيان المجرم بحجة أنها تعد انتهاكاً لقواعدها التي تعتبر المقاوم إرهابياً، وصاحب الحق مجرماً والمجرم ضحيةً ومجرم الحرب النتن رجلَ سلام
لكن برأيي سياسة “الفم المغلق” ضد وسائل الإعلام وصفحات ومنصات التواصل ليس لأن هذه الصفحات والقنوات تقوم فقط بكشف حقيقة الكيان الصهيوني وداعميه وجرائمهم ، بل تكمن خطورتها في إلحاق الهزيمة النفسية بالمستوطنين الصهاينة وقادة كيانهم المجرم لأنها تنقل أخبار الميدان الحقيقية من انتصارات المقاومة وخسائر جيش العدو اليومية وعجزه عن تحقيق أي انتصار عدا الاغتيالات المنفذة برعاية استخباراتية غربية أميركية، والدليل على ذلك عبارة سيد شهداء طريق القدس السيد الشهيد حسن نصر الله التي بقيت لسنين محفورة في نفوس قادة الكيان تؤرق نومهم ألا وهي عبارة ” أوهن من بيت العنكبوت ” وهذا ما لم يستطع أن يخفيه النتن ياهو عندما استذكرها خلال خطابه المسموم في الأمم المتحدة، وهذه العبارة غيض من فيض من كلمات السيد الشهيد حسن نصر الله التي كان ينتظرها العدو بقادته و مستوطنيه ومحلليه السياسيين ليحللوا الكلمة وليقرأوا القادم لأنه كان لسماحته أثر نفسي فيهم، وله مصداقية عندهم أكثر من أنفسهم فهم يوقنون أنهم كصهاينة أصحاب نظرية ” اكذب اكذب حتى تصدق كذبتك” .
تأتي تغريدة المرشد الإيراني الأخيرة على منصة x لتؤكد وتبرهن مدى الهشاشة والهزيمة النفسية لدى الكيان وقادته لدرجة أن تغريدة رقمية قد تقضّ مضاجعهم لليالٍ وأيامٍ.
بدورنا نحن كأصحاب حقّ يجب أن نتقن فن استخدام سلاح الحرب النفسية الرقمية والإعلامية فهو سلاح ذو حدين، نتقن استخدامه كسلاح لكسر العدو من الداخل ولكن يجب أن نكون حذرين عندما يكون هذا السلاح بيد العدو بأن نكون يقظين وفي حالة وعيٍ دائمٍ ضد أي خبرٍ سامّ تقدمه بعض القنوات المتصهينة والتي تدعي العروبة، لن أذكر أسماءها فهي لم تعد خفية على أحد، ويجب ألا نأخذ أخبار الميدان من مصادر العدو بل نتتبعها لاستخدامها كأداة لتحليل وضعه النفسي وربطها بالأحداث الحقيقية في الميدان، وتبقى الحقيقة كما قال السيد الشهيد سماحة السيد حسن نصر الله ” إن الخبر ما ترون وليس ما تسمعون “.
_حمص
2024-10-31