الجيش الــســـوري على تخوم واشنطن ….. !بقلم :يامن أحمد
لو إستطاع رجل الكاوبوي التحكم بكميات اﻷوكسجين وأشعة الشمس واﻷمطار لفعل هذا ..
اﻷمريكي إعتاد على إمتطاء الكثير من حكومات العالم عبر الفجور والرياء وأحيانا كثيرة برضى وتسليم الشعوب المبرمجة تكفيريا أو فكريا لصالح ثقافة رعاة البقر فهو من يتبع سياسة إحتقار الجميع ولايعرف الغير سوى أتباع أو أعداء له …
بعد أن أعاد اﻷسد تصريحاته من على منبر السيادة واﻹستقلال بشأن حلب جاءت ردة فعل اﻷمريكي عبر تصريح موجه للحلفاء جميعا ليقول : إن لصبر بلاده حدود.. نحن كسوريين يهمنا أن يفقد العدو صبره ﻷن هذه الحقيقة تؤكد صوابية المسار العسكري والسياسي السوري حيث لا تمزق وترهل في جسد الحلفاء كما يروج البعض من جميع اﻷطراف وهذا ما أكد عليه اﻷسد في خطاب قسم مجلس الشعب لعام 2016 ..
لقد هاجم البعض توقيت الهدنة وبقائها إلا إننا نلاحظ بأن من فقد صوابه أثناء الهدنة هو اﻷمريكي ومن حقق ويحقق إنتصارات أثناء الهدنة هو الجيش السوري..
اﻷمريكي طالب بالهدنة لفك إرتباط بعض الجماعات عن جبهة النصرة لتعود حليقة الذقون وتشكل جناح عسكري علماني ولو بالشكل إلا أن الفجوات أخذت تكبر بين المتناحرين في اﻷصل من تنظيمات تكفيرية والسبب هو المغنطة اﻹستخباراتية اﻷمريكية المتذبذبة في جمع وتفرقة جيوشها التكفيرية وبهذا تتخبط الفرق الإسلاموية المسلحة وتتفكك وتتشرذم وتفنى الثقة بين التنظيمات وتتعمق الخلافات إلا أن القوات الكردية جعلت للأمريكي دور ظاهر للعلن فهناك أكراد مسلحون يحلمون بكردستان ولكن هذا ماسبب إصطدام أمريكي مع الجيش التركي وأردوغان سوية وأصبحنا نسمع ونقرأ رسالات الطمئنة للتركي .. المطلب اﻷمريكي الأساسي ليس إيجاد قوة كردية إنفصالية تضرب حليفها الناتوي التركي بل وجود قوة عسكرية إسلامية متطرفة في الشمال تشغل سوريا وفي الجنوب تحمي إسرائيل وتواجه حزب الله إلى مالانهاية ولهذا نسمع تصريحات حزب الله بين الحين واﻵخر تتحدث عن إستعداده للمواجهة على أكثر من جبهة للعلم المسبق بغايات اﻷمريكي .
إن لم نعمل على ترويض الواقع ليكون كما نريد لن نستحق أن يقف العدو أمامنا ليقول:
لقد فقدت صبري.
وإن لم نتقدم حيث سعير الجحيم لنصعق هرطقة الساسة العالميين لن نكون في مآمن من عدوى الخضوع العالمي للشيطان اﻷمريكي وحقا هذا مافعله النبلاء السوريين قبالة اللاعب السياسي جون كيري ..
لا يعلم كيري بأن خونة اﻷنبياء والحق قد فقدوا صبرهم هنا على مشارف سوريا ..
لايعلم جون بأن المكان الذي يفقد به اﻹنسان صبره سوف يفقد به نفسه وأحلامه ويصبح حطام ﻷن إنفصال الصبر عن النفس تعني صناعة التهور وسوريا نهاية المتهورين واﻷنظمة الطارئة وهذه هي إسرائيل مازالت تحيا أهوال بدء زوالها نتيجة حرب تموز…
نعلم بأن جون شخصيا قد فقد تكبره مسبقا أمام القطب وليد المعلم في المواجهة السيادية الشهيرة في أولى ملاحم جنيف السياسية ولكن اليوم قد فقدت إدارة بلاده حدود صبرها وهي تحيا اﻵفول و ﻷن جيوشها الجهادية لا تنفع لشيء في السياسة ولا في الظهور للعلن كممثل شعبي ..
أمريكا تصنف النصرة إرهابية ولاتستطيع قتالها وهنا يزج اﻷمريكي نفسه في مأزق يجعله يتلقى الضربات القاتلة عندما يرى نيران الجيش السوري والروسي تحصد مقرات جبهة النصرة وجل ما يستطيع فعله ترقب ضباعها وهي تطرح قبالة أسود سوريا وهنا ندرك أقصى ما يستطيع اﻷمريكي فعله و هو اﻹيهام بأن بعض الجغرافية السورية أصبحت كما واشنطن في رؤياه للحرب.
هكذا يدافع اﻷمريكي عن بقاء قطعانه المسلحة ونرى تجلي هذا السلوك اﻷمريكي عندما بعث اﻷسد رسالته بمناسبة النصر الروسي على النازية وذكر فيها عناق حلب وستالينغراد وهنا جن جنون اﻷمريكي وخرج ليصرح بتصريحات العجز وكأن حلب ولاية أمريكية أو أن الجيش السوري إنتشر في شوارع واشنطن ..الحق أقول :إن صفع العدو اﻷمريكي في أي مكان في هذا العالم هو ضربة في عقر الولايات المتحدة اﻷمريكية فلا غرابة بهزيمة واشنطن عندما نحرر حلب وبهزيمة كل الغرب والشرق الصهيوني عندما نحرر سوريا .. ..
هناك من يريد تبلور تنظيم إسلامي معادي لسوريا وحزب الله ليكون حقيقة واقعة باقية ولها مكان في شمال وجنوب سوريا لتكون الرد على تعاظم قوة المقاومة اللبنانية وقاعدة دعمها السورية ولتأخذ شكل (وطني شعبي) في سوريا بحالة شاذة تماثل بالتضاد وجود حزب الله في لبنان ..
إن فقدان أمريكا لصبرها جاء على أبواب رحيل إدارة الحرب الشكلية على سوريا إلا أن اﻹدارة العميقة باقية وهذا التصريح هو صدى هزيمة الخطة المدعوة (ب) والخطة ب في الحقيقة هي خطة موجودة على اﻷرض في شكلها الأول الذي يتجلى في دور اﻷكراد اﻹنفصاليين والنصرة في الشمال والجنوب إلا أن الذي تبقى من الخطة ب هو تفعيل دور الطيران الحربي اﻷمريكي ضد كل من يشكل تهديد على مشروع اﻹنفصاليين وجبهة النصرة وهذا مالم يسمح به ..
النبرة الأمريكية الوقحة تتميز بتفعيل الوهم حيث يتحدث اﻷمريكي وكأن الجيش السوري قوات غازية لا تنتمي لسوريا وحالة الوهم هذه تعد “بلاغة” السياسة اﻷمريكية حيث تشرع رويدا .
رويدا مكاسب اﻷرض لتدخل إلى إعلان واقعي عن تحصين الجغرافية التي تدافع عنها ..
اﻷمريكي يجعلك تحيا وهم في قلب موطنك بأن ثمة قطعة من أرضك هي له وليست لك ولهذا كان الرد بمتابعة الهجوم ضد اﻷعداء في حلب وفي إتجاه الرقة و كل آرجاء سوريا لوضع حدود ﻷوهام أمريكا ومن معها .