الجيش الإسرائيلي حطمه علي وجنوده..!
علي الخالدي
مساء يوم الثلاثاء 26-11-2024 كان يوماً تاريخياً، في مسارات الحروب بمنطقة غرب آسيا، وصادماَ للقوى العظمى التي اجتمعت فيه.
الدول الكبرى المتمثلة ببريطانيا وفرنسا وجميع دول حلف الناتو، والاتحاد الأوربي، بقيادة الشيطان الأكبر (أمريكا) كانت تحلم ان تحقق نصراً في آسيا، على حساب خسارتها في أوربا لأوكرانيا، لتكون حافزاً لها وقاهراً لعدوها الروسي هناك، حيثُ شاركت ب11 اسطول بحري، في البحر الأبيض المتوسط، مع أقوى الطائرات الحربية الفرنسية والأمريكية، مضافاً لها غرف تجسس عالمية مشتركة تحيط بلبنان وحلفائها، بدعم هائل من اسراب الأقمار الصناعية والطيران المسير، تسبح في سماء الضاحية.
وضعَ تقهقرُ وانكسار هذه الثكنات العسكرية الغربية الهائلة والمرعبة، الجماهيرَ المطبعة وساسة وقيادات العالم الكافر، أمام ذهول وانبهار سقوط سحر التكنلوجيا العالمية عسكرياً وامنياً، التي وصلت في مرحلة من العلو، إلى صناعة إنسان الذكاء الاصطناعي كبديل عن الجنود الآدميين, الذي زاحم وقتل كثير من قدرات البشر في كل المجالات، وكانت أولى تجاربها قد استخدمتها في حربها على غزة ولبنان، إذ سقط حجاب هذه الأحجية وكُشف خداعها، وقلع باب الجدر المغلقة على سحرة الآلهة المظلمة، على يد من قالوا إن الله في الساحة، وهو من يحدد مصير الموت والحياة، وليس سلاحكم الفتك بقتل الاطفال والنساء.
إن ما صنعه صمود المقاومين اللبنانيين, في بناء جدار الجنوب الرادع، وفي دحر وهزيمة تقدم جيش العدو الاسرائيلي على مدار 60 يوماً، كان ترجمة عملية، فعلية، وواقعية لحادثة كربلاء حيث رسم الكربلائيون العاشورائيون طقوسهم، التي كانوا يمارسونها ويتمرنون عليها، بقرع الدفوف والزناجيل وضرب الرؤوس، بالحسينيات والشوارع على أسوار قرية الخيام، إذ كان شعارهم خطاب الإمام الحسين “عليه السلام” في قومه (من لحق بي منكم استشهد، ومن تخلف لم يبلغ الفتح والسلام)
أثبتت جبهة الإسناد اللبنانية، أنها ليست إسناداً نارياً فقط، بل إسناداً سياسيا، تمهد لاتفاق إيقاف الحرب في غزة، وأنها أعلنت من أول يوم للحرب، أنها داعمة لغزة حتى إيقاف العدوان عليها، بلا منة منها، بعد ان أعطى حزب الله خيرة رجاله، بأكثر من 2000 عنصر فقط من جنود الحزب، وعلى رأسهم الهيكلية القيادة للحزب، من القائد نصر الله إلى نائبه السيد هاشم صفي الدين، إلى قادة الرضوان من الشهيد إبراهيم عقيل، والحاج عبد القادر رضوان الله تعالى عليهم، وخطوة إيقاف النار من أولوياتها غزة وفلسطين.
إن اتفاقية إيقاف الحرب كسرت هيبة إسرائيل، وجعلتها تعترف أن تحطيم حزب الله، والمحور المساند له مع تدمير قدراته أصبح من الماضي، بلسان قائدهم نتنياهو، الذي تراجع عن مشروع “الشرق الأوسط الجديد” الذي كان أمنية اليهود، وهاجس تخلصهم من سلاح المقاومة، الذي هدم التطبيع وايقظ حلم خريطة الصهيونية، من الفرات إلى النيل, حيث توهم حاخمات الصهيونية وحريديم كنيسيتهم، حين رفع نتنياهو صورة ما أسماه “محور الشر” في مبنى الأمم المتحدة، أن العالم كله سيكون لهم، بعد يقظة جنوب لبنان.
السيد الإمام الخامنائي قال حقاً ووعد صدقاً، سنصلي بالقدس، وأن حزب الله سينتصر، وفلسطين ستنتصر، والرائد لا يكذب أهله!
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة تعبّر عن رأي صاحبها حصراً
2024-11-28