التاج الملكي البريطاني والصولجان!
رنا علوان
يحتوي التاج الملكي البريطاني على العديد من المجوهرات ، غير أن اهم ثلاث مجوهرات منها هي (مسروقة) من الشعوب الأخرى
من منا لا يعلم تاريخ بريطانيا الاستعماري والمتوحش وكيف عاثت في الأرض فساداً ، وأنه لمن البديهي ان تكون استولت على مغانم عديد جراء ذلك الاستعمار ، وقد ظن البعض أن موت الملكة أعاد إحياء الذاكرة لبعض الشعوب للمطالبة بما تم سُرقته منهم ، ولكن هذا ليس صحيح
فجوهرة التاج البريطانى لطالما أثارت أزمة مع الهند ، وقد طالبوا مرارا ً باستعادة الماسة التاريخية المسروقة ، كما هددوا باللجوء لمحكمة العدل الدولية لاستردادها من تاج الملكة إليزابيث [ وتقول الاسطورة بأن الماسة لعنة لمن يرتديها من الذكور ، كما لا يجب أن يرتديها إلا “إله” أو “سيدة” ، فضلاً عن أن من يرتدي هذا الحجر الكريم يكتسب قوة عظمى ومكانة ، ومع ذلك فإن قام بإرتدائها “ذكر” فسوف يواجه نهاية مأساوية ، وبحسب الأسطورة فإن جميع الحكام الذكور الذين امتلكوا هذه الماسة إما قتلوا أو فقدوا عروشهم ، بمن فيهم شاه جهان ، الذى بنى المعلم المعمارى الشهير “تاج محل” ، حيث انه بعد امتلاكه للحجر كجزء لا يتجزأ من عرشه ، وُضع فى السجن من قبل ابنه إلى أن توفى عام ١٦٦٦ ]
كوهينور
هذه الجوهرة النادرة تسمى [ جبل النور أو “كوه-إى – نور” ] بالهندية ، ذات شكل بيضاوي ، وتم اكتشاف هذه الماسة البيضاوية التى يقدر سعرها بـ100 مليون جنيه إسترلينى فى منجم “كولور” بالولاية الهندية الجنوبية أندرا براديش ، كما تعتبر الجوهرة أكبر ماسة فى الهند ، ويبلغ وزنها 21.6 جرام ، وكانت تمتلكها سلالة كاكاتيا ، الذين وضعوها فى معبد لإلهة الهندوسية
لتعود وتُزين ماسة كوهينور تاج السلطان المغولي المسلم “جيهان سلطان” قبل أن تنتزعها بريطانيا عام ١٨٤٩ اثناء استعمارها للهند ، لكن بريطانيا تزعم بأن آخر حكام السيخ دوليب سينغ هو من قام بتسليمها للملكة فيكتوريا عام ١٨٥١ بعد ضم بريطانيا ولاية البنجاب ضمن مستعمراتها ، لتضعها الملكة أليزابيث فى وسط التاج الذى ترتديه عام ١٩٣٧ خلال تتويج زوجها الملك جورج السادس ، ويعتبر الهنود أن فقدان هذه الجوهرة إهانة وطنية ،
نظرا لقيمتها فهي واحدة من أكبر الألماس وأكثرها إثارة للجدل في العالم ، يُقال إن عمرها نحو 5000 سنة ،
وقد ضغطت الهند مؤخرا من خلال مجموعة من نجوم بوليوود ورجال الأعمال على الحكومة البريطانية عام ٢٠١٥ لإعادة الجوهرة “المسروقة” ، بناءً على الأساس القانوني ذاته الذي بموجبه أُعيدَت الأعمال الفنية التي استولى عليها النازيون خلال الحرب العالمية الثانية
في المقابل ضغط رؤساء الحكومة البريطانية المتتابعون ، لتتراجع الهند عن طلبها الذي دام 70 عاماً مضت ، وفي دراسةً جديدة ومُثيرة للكاتبين ويليام دالريمبل وأنيتا أناند وجدت أنه ، حتى الملكة فيكتوريا نفسها كان “يغمُرها شعورٌ بالذنب” إزاء الطريقة التي حصلت بها بريطانيا على الألماسة
وفي خضم الأعلان عن وفاة الملكة ، وتهافت الكلمات المعزية بها ، تصدر ترند يطالب بوجوب إعادة الماسة المسروقة كي لا يرثها أحد بعدها ، واللافت للذكر أن الهند ليست الوحيدة من طالبت بكوهينور فهناك اربع دول أيضا طالبوا بها في مراحل متعددة ، وهم إيران ، الهند ، باكستان وافغانستان
كولينان
أما ماسة كولينان درة الصولجان البريطاني التي أستخرجت عام ١٩٠٥ من منجم ألماس في جنوب أفريقيا زمن الاستعمار البريطاني ، حيث كان البريطانيون قد أستعبدوا الأفارقة لحفر هذا المنجم واستخرجوا منه الكثير من الألماس مقابل وفاة آلاف العاملين كعبيد في المنجم ، والتي تزن 530 قيراطاً ، تم سُرقتها بعد استخراجها ، وتُقدّر قيمتها بـ400 مليون دولار
وكان قد غرد حساب بعنوان Africa Archives قبل إعلان خبر وفاة الملكة عن عمر يناهز ٩٦ عاماً ، على تويتر قائلاً : “تمتلك الملكة أكبر ألماسة مقطوعة في العالم ، تُعرف باسم النجم العظيم لإفريقيا
وتابع الحساب يقول ، في تغريدةٍ أخرى “يزعم البريطانيون أنها أُعطيت لهم كرمزٍ للصداقة والسلام ، لكن الألماسة أُخذت خلال فترة الاستعمار ، ثم استبدل البريطانيون اسم النجم العظيم لإفريقيا ، باسم رئيس المنجم كولينان
وقد تم توقيع عريضة حملت ما يقارب ٦٠٠٠ توقيع من أجل المطالبة بإستعادتها بشكل رسمي
الياقوتة الحمراء
اما الياقوتة الحمراء النادرة فتتصدر التاج الملكي البريطاني ، وهي في الحقيقة إحدى جواهر الأمير أبي سعيد محمد السادس بن إسماعيل الساعدي الخزرجي الأنصاري ، أحد ملوك غرناطة بني الأحمر
قتله بيدرو ملك اشبيلية غدراً بعد استضافته للحصول على مجوهراته ، لكن أحد إخوة بيدرو الخائن تمرّد عليه ، واستنجد بالأمير الإنجليزي إدوارد أوف وودستوك المعروف باسم “الأمير الأسود” ، الذي قدّم المساعدة العسكرية المطلوبة مشترطاً الحصول على “الياقوتة الحمراء”
فكان له ما أراد بعد معركة “ناجيرا” التي دارت عام ١٣٦٧ في إسبانيا ، ومنذ ذلك الحين استقرت هذه الجوهرة ضمن ممتلكات ملوك بريطانيا الذين توارثوها ، وقد ظهرت في مناسبات تاريخية ، حتى استقرت أخيراً وسط التاج الذي صيغ لتتويج الملكة فيكتوريا ، وارتدته الملكة إليزابيث ايضاً في عدة مناسبات رسمية ، فهل سيتم المُطالبة بها أيضاً ؟؟
وفي تصريح مهم اذاء ما تم ذكره آنفاً ، فقد تم توجيه سؤال ل كاميرون في إحدى زياراته للهند عن استرداد الماسة كوهينور ، فأجاب الأخير بصراحة ، لو اننا قمنا برد ما تم الاستيلاء عليه لكل بلد ، سوف نجد المتحف البريطاني فارغ تماما ، انا آسف على اجابتي المُحبطة للجميع
كما صرحت مارينا ويلر الزوجة السابقة لرئيس الوزراء السابق البريطاني بوريس جونسون ، قائلة : يجب أن يتم وضع ملاحظة الى جانب الجوهرة كوهينور ليتم معرفة تاريخها وانها تعود للهند ويوجد نزاع حولها ، يجب أن يعلم زوار برج لندن التاريخ الاستعماري لها
2022-09-24