البعثة الطبية والاغاثية الجزائرية غادرت لبنان وعرضت نشاطاتها في الجنوب والبقاع وبيروت!
وطنية – غادرت البعثة الطبية والاغاثية الجزائرية بيروت، بعد أن أمضى أعضاؤها واطباؤها 15 يوماً في مستشفيات الجنوب: مستشفى ” الشهيد الشيخ راغب حرب” في النبطية، مستشفى ” دار الحكمة” في بعلبك، مستشفى “المقاصد الخيرية الإسلامية” ومستشفى ” رفيق الحريري” ووزارة الصحة في بيروت، وقبيل توجههم الى المطار، زار رئيس البعثة البروفسور الشيخ الدكتور عمار الطالبي، ومنسق البعثة عضو لجنة الإغاثة في جمعية العلماء الجزائريين المسلمين وعضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي كريم رزقي مقر مؤسسة “عامل ” الدولية والتقوا رئيسها الدكتور كامل مهنا ومديرها العام احمد عبود وأركان المؤسسة، بحضور يحيى المعلم (منسق خميس الاسرى، عضو الحملة الاهلية لنصرة فلسطين)، وابدوا تضامنهم مع المؤسسة التي دمر العدوان 17 مركزاً لها على امتداد الأراضي اللبنانية ومنازل مؤسسها ورئيسها الدكتور مهنا في مدينة الخيام.
وكانت مجموعة من أعضاء البعثة قد زارت أيضاً مدينة طرابلس، حيث كان في استقبالهم رئيس “الندوة الشمالية” فيصل درنيقة وأعضاء الندوة الذين جالوا في شوارع المدينة وزاروا قلعتها واسواقها الداخلية.
مؤتمر صحافي للبعثة
وكانت البعثة الطبية والاغاثية الجزائرية قد عقدت مؤتمرا صحافياً لاعضائها جميعاً في فندق كراون بلازا لعرض نتائج مشاركتها خلال الإسبوعين الماضيين، جراحياً في مستشفيات الجنوب والبقاع وتضامنياً لمراكز ايواء النازحين قسراً في بيروت وجبل لبنان وطرابلس، حضره إضافة الى المنسق العام للحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الامة معن بشور، كامل مهنا، رئيس هيئة المحامين في تجمع اللجان والروابط الشعبية المحامي خليل بركات، الدكتور عماد جبري عن المؤتمر الشعبي اللبناني، منسق سفينة الاسناد الى غزة الدكتور هاني سليمان، رئيس رابطة أبناء بيروت إبراهيم كلش، ادريس الصالح، ووفد من الحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الامة ضم احمد علوان (رئيس حزب الوفاء اللبناني)، محمد بكري (ناشط سياسي)، رياض منيمنه (جمعية شبيبة الهدى)، يحيى المعلم (منسق خميس الاسرى)، صادق القضماني (اسير محرر، الجولان العربي السوري)، عبد فقيه (جمعية التواصل اللبناني الفلسطيني)، هاشم إبراهيم (اسير محرر، تجمع اللجان والروابط الشعبية)، ناظم عز الدين (المنبر البيروتي)، إضافة الى حشد من الأطباء والصحفيين والمهتمين.
افتتح المؤتمر مسؤول العلاقات الاغاثية في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كريم رزقي بالوقوف دقيقة صمت اجلالاً لارواح شهداء العدوان على فلسطين ولبنان قائلا: “لقد وصلنا الى ختام هذه البعثة الطبية والاغاثية التي جاءت من الجزائر لكي تقول للاخوة اللبنانيين لبيك يا لبنان، لبيك يا مقاومة وفي مهمة إنسانية تقوم بها الجمعية”.
ثم أداره امين سر الجمعية الصحية اللبنانية الدكتور ناصر حيدر الذي رحب بالحاضرين في هذا المؤتمر الذي يعقده الاخوة الأطباء الجزائريين في نهاية زيارتهم التضامنية مع الشعبين اللبناني والفلسطيني وعملهم في مستشفيات الجنوب والبقاع وبعض مدارس إيواء النازحين.
طالبي
ثم تحدث البروفسور الطالبي فقال: “حضرة الأستاذ الكبير معن بشور الذي يبني بين كل الأطراف الجسور، ويوصل ما امر الله به ان يوصل ولا يقطع، وهذا الرهط الذي ترونه من الأطباء والمرافقين له جاءوا متطوعين ملبين لاخوانهم الأطباء في لبنان كي يشتركوا معهم في علاج الجرحى والمرضى، وهذا العمل نرمز به الى ان كلكم يا أهلنا في لبنان ان الجزائر سند لكم ومعكم ولا تنساكم ابدا، وانها جاءت الى هنا لا لنصرة مذهب معين او جهة معينة نحن جئنا لنصرة جميع اللبنانيين”.
وأضاف: “اننا ندعو الى الوحدة، وكل من فرق هذه الوحدة يعين العدو علينا، فلذلك المجتمع اللبناني متعاون متماسك يأوي بعضهم الى بعض، ويساعد بعضهم البعض الآخر ، وهذا شيء جميل، ولعل هذه المحنة التي نتعرض لها في غزة وفي لبنان توحد بيننا اكثر وتجعلنا ننتصر على هذا العدو القاتل للأطفال، ولهذا فان الوفد يتكون من جانبين او برنامجين الأول للإغاثة فقد وزعنا وجبات ساخنة على عدد من مراكز الايواء الذين نزحوا الى المدارس والجامعات وبعضهم عائلات ولذلك اجتهدنا بأن نوزع عليهم هذه المراكز ، كما اننا اغطية وسجادات من اجل موسم الشتاء، ولقد رأينا أطفالا كثيرين في هذه المراكز، فرأينا ان علينا ان ندخل عليهم السرور والفرح لكي ينسى بعض هذه الاحزان، والثاني طبي جراحي حيث ساعد الأطباء المتطوعين وبينهم جراحون كبار في اجراء عشرات العمليات في مستشفيات الجنوب والبقاع”.
وعن الزيارات قال الطالبي: “لقد زرنا مفتي الجمهورية والاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، كما زرنا أيضا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وتجمع العلماء المسلمين الذي يضم السنة والشيعة، كما زرنا طرابلس وعقدنا لقاءات مع الفعاليات الروحية والشبابية وقد سررنا جدا ولقينا ترحيباً من جميع هذه المؤسسات، كما زرنا الأستاذ فيصل درنيقة والوزير السابق عمر مسقاوي ونحن على صلة بكثير من اخوتنا ،كما زرنا الجماعة الإسلامية التي يرأسها الشيخ محمد طقوش والتي كان يرأسها الشيخ فتحي يكن والشيخ فيصل مولوي، وقد زرنا صباح هذا اليوم جمعية المقاصد الإسلامية التي تهتم بالصحة والتعليم وإقامة هذا المستشفى الكبير لهذا الغرض الخيري واخر ما زرناه مستشفى الحريري واستقبلنا بحفاوة حارة كما قمنا بزيارة وزارة الصحة اللبنانية”.
ثم تحدث كل من الدكاترة اوليفر شكيب الذي عالج في مستشفى الشيخ راغب حرب في الجنوب، متحدثاً عن يومياته فيها، كما تحدث الدكتور احمد ثابت الذي كان يعالج الجرحى والمرضى في مستشفى الحكمة في بعلبك.
بشور
وفي ختام المؤتمر تحدث بشور فقال: “في ختام هذا اللقاء وهذه الزيارة لا بد من كلمة شكر باسم الموجودين جميعاُ، وباسم الهيئات والأحزاب والقوى اللبنانية والفلسطينية التي شاركت في هذه الزيارة والتي فتحت قلوبها قبل بيوتها لهؤلاء رموز العطاء الجزائري، وانا اعتقد ان جيلي وجيل الدكتور كامل مهنا وهو رئيس واحدة من اكبر مؤسساتنا في المجال الإنساني والاجتماعي، جيلنا يشعر بنوع من الوفاء في هذه الزيارة، ويشعر بأن كل مظاهرة قمنا بها من اجل الجزائر تجد اليوم رداً كريماً من اخوة جزائريين، نحن تظاهرنا وهتفنا ولكن انتم بمجيئكم الى خط النار الأول من اجل تساعدوا اخوانكم في لبنان وان تتكاملوا مع أطباء شرفاء ابطال في لبنان، ومع هيئات صحية واجتماعية فاعلة في لبنان، هذا التكامل بين الطبيب الجزائري والطبيب اللبناني، وبين المجاهد الجزائري والمجاهد اللبناني هذا التكامل هو الذي سيفتح طريق النصر، رغم كل المآسي رغم كل الاحزان”.
وأضاف: “نحن اليوم ندرك اننا انتصرنا وهذه الحرب والعدوان التي يشنها علينا وعلى أهلنا في فلسطين وفي غزة هو لمنعنا من استثمار هذا الانتصار، ولمنعنا من الفرح بهذا الانتصار، نحن انتصرنا ولكن يجب ان لا نفرح بانتصارنا وان لا نستثمر هذا الانتصار”.
ووجه التحية والتقدير لكل فرد ولجمعية العلماء المسلمين في الجزائر التي “كانت دائماً سباقة الى نصرة كل مظلوم وكل حر في وطننا العربي وفي عالمنا الإسلامي، ونشكر بشكل خاص البروفسور طالبي الذي كان ما زودنا به من أفكار ومن ملاحظات في عمق تاريخنا وفي عمق فلسفتنا شهادة على كم امتنا غنية بالمفكرين، فنحن نسمع منه عن الشيخ عبد الحميد بن باديس ومازن بن نبي ولكننا اكتشفنا اليوم تلميذا لبن باديس ولمالك بن نبي وله كتب ومؤلفات في هذا المجال”.
وختم بشور شاكرا “صاحب الهمة العالية الذي لم يغب عن جرح من جراح فلسطين ومن جراح امتنا العربية والإسلامية هو رجل الاعمال الجزائري الذي يترك اعماله الكبيرة في الجزائر لكي يأتي مع كل الوفود من منيمار الى غزة الى لبنان، وهو اليوم مصمم على الذهاب لعدة اقطار عربية لتنظيم بعثات طبية من كل الأقطار العربية هو مسؤول العلاقات العامة في لجنة الإغاثة في جمعية العلماء المسلمين في الجزائر وعضو الأمانة للمؤتمر القومي العربي الحاج كريم رزقي”.
2024-11-22