الانبعاث السومري واكذوبة”محمدعلي”/ 4!
عبدالاميرالركابي
المسالتان الجوهر الحريتان بالتوقف ان لم يكن الافاضة، هما اولا “منطويات الحقيقة التحولية الالية”، والاخرى “اليات التشكلية التاريخيه اللاارضوية”، من دون التوقف محبوسين داخل التصورية الارضوية الانسا يوانيه.
الاولى كما هي مكرسه على يد الغرب، مغلفة ومشحونه بالتبسيطية وبالتكرارية التماثلية الخاضعه لوطاة ماقبلها من نمطية من دون اي توقف امام عمق الانقلابيه المستجده ومترتباتها المجتمعية، ماكان من شانه ان افرز منظورين للتحول الالي، الاول لاارضوي متاخرمضمر كالعادة، والابتدائي التكراري الغالب الراهن، وهوارضوي يعيد نفس المنظورات اليدوية بثوب اخر مستجد في لحظته، فلا يعتقد مثلا بضرورة خوض غمار بدئية اخرى من نوع، او مع الاختلالف الضروري مع البدئية الاصل تلك التي اوجدتها شروط الانتاجية اليدوية البيئية، يوم كانت العملية التحولية التاريخيه موكولة الى ( الكائن البشري / البيئة) وحسب، بينما دخل اليوم عنصر ثالث من غير طبيعه ونوع العنصرين المذكورين على الكينونه والدينامية المجتمعية، من البديهي ان تتغير معه البنية والاليات، وشكل الاصطراعية او الديناميه التي تصبح حاضرة وفاعلة من هنا فصاعدا، مع حضور عنصر فعال من شانه تبديل وقلب البنيه والنمطية المجتمعية السابقة.
ومادام الافتقار للتحري التاملي والبحث في هذا الجانب غائبا، فان سياقات ونوع تجليات الاله قبل استقرارها واستقرار فعلها لاتخطر على البال، وبالاخص احتمالية ان تكون الالة اشكالاق وتحورات، مصنعية اولا، وتكنولوجية انتاجية ثانيا، وصولا للعتبة الاخبرة التكنولوجية العليا العقلية، بما يرتفع بدلالات الانقلاب الالي من الارضوية، ومن النطاق التكراري اليدوي الجسدوي الحاجاتي، الى مابعد هذا النمط او النوع المجتمعي المتلائم مع الطور الانتاجوي السالف.
بمعنى كون الانقلاب الالي بالاحرى انقلاب عقلي، على غير ماكان عليه البدء الجسدي الارضوي الاول اليدوي ونوع نمطيته المعروف، وان الحالتين تقتضيان مستوى من الرؤية والتبصر من نوعهما، الاول هو ما كان واكب البدئية المجتمعية ابان تبلورها وماتولد في حينه من اشكال مطابقتها للاشتراطات الانتاجوية البيئية، والثانيه اليوم تبدا بانتكاسة قصورية ادراكية، يلعب فيها الرضوخ لقوة وتراكمات المفاهيم المعتمدة في الطور الاول دورا اساسيا، يظل فاعلا وكاسحا لمديات غير قصيرة من عمر التحولات الطارئة على الاله والمجتمعية معا، بما يتولد في حينه من نوع اصطراعية مستجدة، غير مؤشر عليها، ولا مزاح عنها النقاب بعد، هذا بينما تكون اللارضوية في حال “لانطقية” ماتزال، وان هي قد بدات تشكليتها ودورتها الثالثة في الموضع الاصل الازدواجي الرافديني قبل انبجاس الالة، او قبيل حضورها على المنقلب الاخر من المتوسط، حيث الازدواج الطبقي الاوربي مقابل المجتمعي الشرق متوسطي، موضع الانصباب التاريخي الغربي مقابل الشرقي.
ولم تكن المنطقة من دون ردة فعل على الحضور الغربي، ومحمد علي وظاهرته الاتباعية التي تصدرت المشهد، ماكانت بالاحرى الحرية بالتوقف لهذه الجهه، الا اذا استبعدنا طبيعة المنطقة وبنيتها، واشكال تفاعليتها التاريخية غير المعاينه ولا المكشوف عنها، مع الانصبابات الحالة عليها من ضمن قانون التفاعلية التاريخية المجتمعية، ففي القرن الثامن عشر كمثال، ظهرت في الجزيرة العربية حركة “محمد بن عبدالوهاب” كمحاولة استعادة للتعبيرية النبوية الاخيرة التي ازالت الانصبابين الغربي والشرقي في حينه، وحولت المجال الشرقي وصولا الى الصين، الى دائرة ابراهيمه ظلت قائمه حتى الساعه، فمن اين جاء محمد بن عبدالوهاب ساعتها؟ هذا مالم يجرالسؤال عنه على الاطلاق، مادامت الاليات التاريخيه اللاارضوية الناظمة للحركة التاريخيه المتوسطية مغفلة، وبالذات الاسباب التاريخيه المحفزة لرد الفعل اللاارضوي الاول جزيريا، تحت طائلة الحضور الفارسي الروماني ووطاتهما، الامر العائد في حينه واليوم مجددا، الى كينونه الجزيرة العربية الصحراوية المحكومة لاقتصاد الغزو والقبيلة كخلية احترابيه، وقد وقعت وقتها تحت طائلة اخطر تازم عرفته في تاريخها بفعل انقطاع المسرب التجاري المار عبر الجزيرة العربية نحو البحر جنوبا، والهلال الخصيب شمالا، والذي اليه يعود استقرار البنية القبلية الاحترابيه ضمن شروطها المذكورة اقتصاديا، مرتكزة الى المتنفس التجاري القاري، وهو ما يمنح بنية اللادولة “الطلع الذي لايحكم”/ توازنه وامكانيه استمراره، وقد قامت فارس وقتها بقطعه مع وطاة روما شمالا، ماقد تسبب في حال من الاضطراب والفوضى القبلية التدميرية التي لاحل لها، واعطى بناء عليه الجانب اللاارضوي كما مثل في بنية اللادولة، الفرصة للحضور كتابيا بدل القبلية شبه المنهارة، والغارقة في الاصطراعية المنفلته بلا توقف، ليحل وقتها الكتاب العقيدة ابراهيما نبويا، محل القبيلة، فيخضع احترابيتها لاول مرة في تاريخ المكان لغلبته وتوجيهه، الامر الذي استمر ابان عهد النبي والخلفاء الراشدين، قبل ان تعود القبلية للحضور مع معاوية والدولة الاموية، مستغلة ضخامة تجمع المقاتلين عدديا في ارض الشام بمواجهة الرومان، مع انتفاء الحضور البنيوي الكيانوي الشامي، ماقد هيأ اسباب قيام الدولة الوراثية والحكم العضوض، واوجد من يومها مستوى اخر من الاصطراعية العقيدية القبلية، جبهتاها ومركزاها الكوفة، بمقابل الشام.
اليوم ومع الانصباب الاخير المرافق للالة، وماقد ترتب عليها، عاد وقطع الشريان التجاري التاريخي، بالحضور الاستعماري البرتغالي والهولندي الاسباني والانكليزي تواليا، وقد احتلوا ساحل جنوب الجزيرة البحري تباعا على طريق الهند، متسببين بشيء من اثار الانصبابية الاولى الفارسية، ماقد حرك ذات الاليات التي عرفتها الجزيرة قبل الاسلام، لكن مع تبدل عناصر اساسية، منها التكرارية ومحاولة استحضار الحدث النبوي في غير لحظته استلهاما، مع جانب اساس هو الاهم، تمثل في فقدان المكان للامتياز الاحترابي بعد ماحصل من تقدم في وسائل الاقتتال عالميا، سوى ذلك فان المكان او الجزيرة العربية، لاتنطوي بذاتهاعلى المقومات البنيوية اللاارضوية والديناميات التاريخيه التي تؤهلها اليوم للاجابه الضرورية على مقتضيات الراهن، بالذات مع الانقلاب التاريخي الالي، الامر الذي لاينفي عن مثل تلك الظاهرة انتسابها للاليات الذاتيه العامه الشرق متوسطيه، المناقضة للانصبابيه الغربية الشرقية، وان بلا توفر على الاسباب، ومن دون قدرات متناسبه مع اللحظة المستجده، الامر الذي تبينت اثارة ونتائجه في الهزيمه،هذا ولايجب نسيان كون الحركة الراهنه الاستعادية الاستلهامية بلاتفاعلية لحظوية لانتهاءفعل النبوية الحدسية اصلا مع النبوة الختام، وقد بدات معاكسه تكوينا للاصل النبوي الافعل، فكانت بالاحرى قبلية/ ال سعود/ ابتداء، لا العكس كما كان عليه الحال مع النبي محمد الذي قلب القاعدة لمرة واحده على مدى التاريخ الجزيري، لاتفاق، لابل اكتمال عناصر دعوته توقيتا ونوعا مع الاشتراطات التي ولدت ضمنها.
ـ يتبع ـ
2024-10-13