الابعاد الفكرية والاجتماعية للشعائر الاسلامية وبيان أهمية الثورة الحسينية..!!
غيث العبيدي
من الاشياء المقسومة والمدروكة والمتفق فيها والمتعارف عليها، في كلام الجمهور، وعرف وتراث الأمم، بأن لكل الأديان والمذاهب والحركات والتيارات الفكرية، ممارسات ونشاطات وطقوس وعبادات وعادات مختلفة ومتباينة، مع ”اختلاف قيمتها“ في كل الحقب والفترات التاريخية، والتي تعبر فيها الجماهير عن متبنياتها الفكرية وقضاياها البارزة وقيمها العليا، التي تحاول احياءها بطرق مختلفة وأساليب متعددة.
ومثلما لباقي الأمم والأديان مزايا خاصة وانماط مختلفة، تحيي فيها أمرها، للدين الإسلامي ومدرسة أهل البيت عليهم السلام، ومن شايعهم وناصرهم وأهتم لأمرهم، نفس المزايا لكن بطرق وأنماط استثنائية، يحيون من خلالها أمور ال البيت عليهم السلام العامة، أو تلك المرتبطة بالقضية الحسينية، لارتباطاتها المهمة بالقضايا الفكرية والعقائدية المعاصرة من جانب وابتغاء رضا الله ونيل رحمته الكبرى من جانب آخر.
ومن المحددات التي تميز فيها الشيعة عن سائر الأمم والأديان الأخرى، في احياء أمر القضية الحسينية هو ”فرادة الواقعة الحسينية“ وفظاعة حدثها، وبشاعة تفاصيلها، وقساوة ظروفها، وندرة اهوالها، واستثنائية تأويلاتها، ومحوريتها الدينية، وتاثيراتها الاجتماعية، وفيصليتها بين ”كل ماهو حق“وبين ”كل ماهو باطل“ وشمولية زمنها.
وللثورة الحسينية ادوار عديدة وعميقة وذات معاني وأهداف ودلالات من اهما:
▪معالجة المعوقات” الفكرية“ الدينية والاجتماعية، لعموم الأمة الإسلامية.
▪تحسين جودة ”الحياة الدينية والسياسية والاجتماعية“ واستمرارية تغذية الأفكار الحسنة وتقويم الافكار المنحرفة، في المجتمعات الإسلامية والإنسانية على حد سواء.
▪مواجهة الإضطرابات الأخلاقية، وتشكيل قواعد قيم رادعة ”سلسلة غير عنيفة وصحيحة لا لبس فيها“ من خلال بروز الأعمال اللائقة التي يتمناها كل انسان في عموم الكرة الأرضية.
▪تكوين صورة رسمية حقيقية عن الإسلام الحق، وإرسال إشارات ليتبعها الجاهلين، ويحتذي بها العارفين، ويتفكر بها المراقبين، وبيان ”اين كانت في عهد الرسول(ص) واين أصبحت في عهد الأمويين والعباسيين والبعثيين“
▪التعرف على ”رأس المال الفكري“ وماحملتة الثورة الحسينية، من قيم إنسانية عليا وأخلاقية فعالة، ودروس وعبر عامة شملت كل المجالات، وبيان الآلية في كيف ”أن يكون الإنسان انسان“ بما فيها أهمية الوقت وقيمة الأعمال الضرورية في الأوقات الصعبة.
وهنا يعجبني أن أنقل وصية الشيخ كاشف الغطاء لاهل المواكب والحسينيات وكما ورد حرفيا..
«ووصيّتي ونصيحتي ورغبتي وطلبي من كافّة إخواننا المؤمنين «تنزيه المواكب الحسينيّة الشريفة من كلّ ما يشينها ويدنّسها ويخرج بها عن عنوان مظاهر الحزن والفجيعة، إذ ليس الغرض من تكرار فاجعة الطفّ كلّ سنة بل كلّ يوم اللهو واللعب بقصّة من الأقاصيص وعجيبة من الأعاجيب، بل في ذلك من الحكم السامية والأسرار المقدّسة ما يقصر عنه اللسان ويضيق به البيان، فاللازم تطهير تلك المواكب الشريفة عن كلّ ما يمسّ شرفها وكرامتها حتّى يترتّب عليها آثارها المشروعة وغاياتها الشريفة، التي من أجلها وفي سبيلها بذل الحسين، أرواحنا فداه، نفسه وأفلاذ قلبه وأعزّ»
وبكيف الله.
2024-07-09