الأوفياء…!
خلود سفيان*
يا بلادي نحن راهنا على أوفى رجالك
نعم كان رهانً صادقاً ومباركًا انطلق به الأوفياء حاملين معهم أمرين أما النصر وأما الشهادة هكذا كان خيار الأوفياء منذ الوهلة الأولى لانطلاقة العدوان على بلادنا الحبيب، انطلق الأوفياء من كل أرجاء البلد من كل حدب وصوب ليس أمامهم إلا حلمً واحدً فقط وهو تحرير البلاد والتصدي للغازي المحتل مضوا الأوفياء نحو دروبهم تمركزوا في جميع الجبهات والمواقع وكان النصر والتمكين حليفهم، مضوا بين الجبهات متنقلين كل يشد على يد الآخر لم يكن هناك أي عائق بين صفوفهم فقد وحدتهم ما انطلقوا إليه و من أجله وهو دحر الغازي الذليل والتنكيل به.
هكذا هي حياة الأوفياء في كل البلدان وهي تقديم أغلى ما يملكونه، أنها النفس والروح نعم بكل عزيمة وإصرار انطلقوا فجاهدوا وناضلوا واستشهدوا فا الأوفياء هم من راهن عليهم أبناء الشعب لأن النصر بعد الله تعالى سيكون بفضلهم هم فلولاهم لما عمرت الأوطان وبنيت البلدان من جديد فبلد لا يضحي ولا يقدم الشهداء لن تراه إلا حقيرا مستعمراً ذليلا.
وقد أثبت أبناء الشعب اليمني أنهم شعب فداء وتضحية عندما انطلقوا وجاهدوا وناضلوا ودحروا العدو ونكلوا به.
الأوفياء اسم لا يطلق إلا على من لم يحب الحياة اسم على من باعوا لله فاشترى فكانت خير بيعة وربحت تجارتهم مع الله
الشهداء العظماء سطروا أروع الملاحم في أداء واجبهم الديني والوطني مضوا من أجل الحق تاركين خلفهم أحبة كثيرين لكنهم لم يبالوا لأن همهم هو كيف سيعيش هؤلاء الأحبة أن لم يوجد من يبذل الروح والنفس لكي نعيش بسعادة.
عندما ندخل في الحديث عن الشهيد فإننا لا ندري ما نكتب فالكلمات تتبعثر والحروف تتناثر لأن عطاؤك كثير فماذا نقول عنك أيها الشهيد وماذا نكتب عنك؟! عن الشهيد نحكي وفي الشهيد نكتب وعلى الشهيد تلحن الألحان والمواويل فا في وعن وعلى وكل حروف الجر لن تكفيك لنكتب من القوافي ما يمكن أن نحكي به عنك أيها الشهيد دخلت في معاجم اللغة فتشتت لعلي أجد شيئا أكتبه عنكم أيها العظماء فلم أجد، بحثت في الأدب في البلاغة انطلقت إلى الفصاحة فكانت لساني عاجزة أمام عظمتكم أيها الأبطال الأحرار، مررت بكتب التاريخ وفتشتها فوجدت أن العظماء أمثالكم هو من سيُخلد ذكرهم وأنكم ستكونون دروساً للأجيال، ستكونون أنتم أسطورة الزمان ليس في وطننا الحبيب فقط بل في كل البلدان سيحكي الكثيرون عنكم عن شهداء اليمن الذين انطلقوا من كل حدب وصوب وواجهوا أكثر من 20 دولة وتمكنوا بفضل الله من دحر الغزاة والطغاه
وها نحن اليوم أيها العظماء نحيي ذكرى استشهادكم وهذا أقل قليل ما يمكن أن نقدمه لكم فنحن لن ننساكم أبدا فلكم في قلوب كل المحبين ذكرى لا يمكن نسيانها
فهنيئاً لكم هذا العطاء الذي لا ينضب النهر الجاري.
الشهادة هي من ترسم للشعوب العزة والنصر والتمكين فلتحيوا أيها الشهداء في جنة الخلد مع الأنبياء
الأوفياء كثيرون في كل البلادان فحسين البدر وصالح الصماد هم
خير من مثلوا الوفاء الحقيقي لأبناء هذا الشعب ولهذا الوطن وسيد حسن نصر الله الذي أضحى شهيدً على طريق القدس خير مثال يضرب بالوفاء وكذا الشهيد إسماعيل هنية ويحي السنوار الذي استشهد بين رفاقه مجاهدً بطلا كل هؤلاء الأبطال ومثلهم الكثيرون يعلموننا معنا الوفاء الحقيقي ومتى يكون فسلام الله عليكم أيها العظماء
اتحادكاتبات اليمن
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة تعبّر عن رأي صاحبها حصراً
2024-11-27