ازمة النفط السوري…!
رنا علوان
في ثلاثينيات القرن الماضي ، كانت كبريات شركات النفط في المنطقة العربية ، تتنافس على استكشاف واستخراج النفط منها ، فسوريا تعتبر بلد غني جدا بهذه الثروة ، كما ان لا زال بعضها في البحر قيد الاكتشاف
وما حدث بعد ذلك انه اصبح ( نفط سوريا ليس للسوريين ) ففي عام 2012 ، سيطرت فصائل الجيش الحر وتنظيم جبهة النصرة على بعض الحقول ، وبدأت استخراج النفط بطريقة بدائية
وفي عام 2013 ، انتزعت داعش هذه السيطرة ، واهمها حقل العمر في دير الزور ، حيث قُدرت العائدات ما يزيد عن 40 مليون دولار شهرياً ، وذلك قبل ان يتم استهدافها بغارة اميركية ، ما اسفر عن تعرض الحقول لاضرار جسيمة في البنية التحتية النفطية ، والتي كانت تُشكّل نحو 70% من موارد النفط السوري ، بتقدير 1322 بئراً نفطياً ، ونحو 25 بئر غاز
وفي 2017 اعاد النظام السوري سيطرته على حقل الشاعر ، والذي يعتبر من اهم الحقول السورية بريف حمص الشرقي ، إذ يُقدّر انتاجه من الغاز ب 3 ملايين متر مكعب يومياً ( وذلك تحت اشراف القوات الروسية
وفي اجتماع مؤخر لوزارة النفط ، اوضح الاجتماع انه ، ووفق البيان الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة ، عن أن إنتاج النفط في سوريا ، خلال النصف الأول من 2022 ، بلغ نحو 14.5 مليون برميل بمتوسط إنتاج 80.3 ألف برميل يوميًا
وأشارت وزارة النفط إلى تسليم 14.2 ألف برميل يوميًا إلى المصافي ، مُتهمةً القوات الأميركية بسرقة ما يصل إلى 66 ألف برميل يوميًا من حقول المنطقة الشرقية ، وهذا ما اكده المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ، وانغ ون بين ، أن القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا “ فعلاً تسرق ما يصل إلى 66 ألف برميل يوميا ، أي ما يعادل 82% من إجمالي إنتاج النفط السوري”
وتشارك “قسد” بالتنسيق مع الولايات المتحدة بسرقة النفط السوري ، فبعدما بلغت عائدات “داعش” من النفط السوري عام 2015 ، بحسب تقديرات البنتاغون ، نحو 40 مليون دولار شهرياً ، سيطرت “قسد” على تلك الحقول بدءاً من العام 2017 ، مع تقديرات غربية بأنها أنتجت 14 ألف برميل يومياً، بعائد يصل إلى 12.6 مليون دولار أو ما يصل إلى 378 مليون دولار سنوياً
لذلك شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، على ضرورة أن تسحب الولايات المتحدة قوّاتها من أراضي سوريا وأن تكفّ عن نهب ثروات الشعب السوري من خلال إخراج النفط بشكل غير قانوني
كما أكد دميتري بوليانسكي ، نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ، أنّ “الولايات المتحدة تنهب الحبوب والنفط بشكل يومي على الضفة اليسرى لنهر الفرات في سوريا”
وقبل الحرب كانت سوريا تبيع أكثر من 350 ألف برميل من النفط يوميّاً ، وكانت حصّة حقول “الرميلان” وحدها تقارب 100 ألف برميل في اليوم الواحد ، فيما وصل إنتاج “حقل العمر” النفطيّ إلى 30 ألف برميل يوميّاً في العام 2010
وفي الموقف الصيني قال وانغ في مؤتمر صحفي إن “أعمال السرقة الأمريكية أصبحت أكثر تهورا ، فبحسب بيان صادر عن وزارة النفط والثروة المعدنية السورية ، بلغ متوسط إنتاج النفط اليومي خلال النصف الأول من عام 2022 حوالي 80300 برميل
ومنذ بداية شهر أغسطس / اب ، وقعت ما لا يقل عن 10 سرقات نفط ، وتم استخدام حوالي 800 صهريج لنقل النفط المسروق إلى القواعد الأمريكية خارج سوريا”، مشيرا إلى أنه “في غضون ذلك ، اضطر السوريون إلى الوقوف في طوابير لساعات في محطات الوقود”
واعتبر أن “سوريا هي ضحية أخرى للنظام القائم على قواعد الولايات المتحدة ، تماما مثل أفغانستان والعراق وليبيا ، بسبب ذلك ، يحرم الشعب السوري من حقوقه وحياته بدلا من حمايته”، داعيا الولايات المتحدة إلى “احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها والاستجابة لنداء الشعب السوري”
هذا وقد شدد وانغ على “ضرورة أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات أحادية الجانب عن سوريا ، وأن تتوقف عن نهب الموارد الوطنية السورية ، وتحاسب القوات الأمريكية ، وتعوض الشعب السوري ، وأن تتخذ إجراءات ملموسة لمعالجة الألم الذي تسببت فيه بسوريا”
ختاماً ، سوريا التي عانت خلال السنوات الماضية الاخيرة ، ونزفت من طعن وغدر الأشقاء ، بدأت اليوم بالتعافي والنهوض لتصبح اقوى من ذي قبل ( فالضربة التي لا تقتل ، تقوّي ) وان ما يجري في ( روسيا_اوكرانيا ) من صراع ، يناسبها بطريقة او بأخرى ، والاسد اثبت فعلاً مقولة ان ( لكل امرء من اسمه نصيب ) فلم ينهار ولم يستسلم ، وقريباً سيشهد قصره تهافت الاشقاء الذين عانى من غدرهم راجيين منه اعادة الامور الى مسارها السابق
2022-11-28