ازمة التجنيد والتمرد في الجيش الاسرائيلي!
الباحث محمد محفوظ جابر
لا شك ان بنيامين ناتنياهو ذكي جدا، ويطرح افكاره السياسية والاقتصادية للآخرين بنجاح، حتى لقب بـ”الملك بيبي”، ولكن شعوره بالعظمة، اوصله الى الاصابة بأوهام جنون العظمة، تماما مثل هتلر الذي كانت نتيجة اوهامه ان وقف العالم ضده، واصبح ناتنياهو في موقف المطلوب رسميا للمحكمة الجنائية الدولية، وكذلك العسكريين في جيشه.
اوهام ناتنياهو جعلته يدفع جيشه الى حروب في المنطقة العربية، من غزة الى لبنان وسورية، ومن الضفة الفلسطينية الى اليمن، بينما هو لا يوفر الأمن حتى في المنطقة المحتلة عام 1948، مما تطلب منه ان يجند الحريديم المتدينين الذين لم يتجندوا منذ انشاء الكيان، وخلق ازمة في جبهته الداخلية.
وبعد تخليه عن الاتفاقية في المرحلة الاولى، وعودته للحرب في غزة، يواجه الجيش أزمة في صفوف الاحتياط، إذ يتزايد رفض الجنود تلبية أوامر الاستدعاء احتجاجًا على قرارات القيادة السياسية. حسب صحيفة “هآرتس”.
ولفتت الصحيفة إلى أن قادة كبار في وحدات الاحتياط أبلغوا قيادة الجيش العليا، مؤخرًا، عن قلقهم إزاء هذا التوجه. وأشار بعضهم إلى أن نسبة الحضور في وحدات الاحتياط تراجعت بنسبة 50%..
ونقلت الصحيفة عن ضباط قولهم إن عددا من قادة وضباط التشكيلات القتالية والاستخباراتية والمنظومة النارية في الاحتياط، أبلغوا قياداتهم مؤخرًا بعدم نيتهم الالتحاق بالجيش. وفي إحدى الوحدات الخاصة، أبلغ طاقم احتياطي متمرّس قادته بأنه لن يلتحق بالجيش في جولات الاستدعاء المقبلة.
حاول الجيش الإسرائيلي منع نشر عريضة تدعو لرفض الخدمة العسكرية، وقعها 950 طيارا، تطالب بإعادة الأسرى في غزة واحتجاجا على قرار الحكومة بإقالة رئيس الشاباك والمستشارة القضائية: “نطالب بإعادة المخطوفين، حتى بثمن وقف القتال بشكل فوري. والحرب تخدم بالأساس مصالح سياسية وشخصية وليس أمنية”.
وأضافت العريضة: “مثلما ثبت في الماضي، بالإمكان إعادة المخطوفين بسلام من خلال اتفاق فقط، بينما الضغط العسكري يقود إلى مقتل مخطوفين وتشكيل خطر على جنودنا. وندعو جميع مواطني إسرائيل إلى الانضمام لهذه الخطوة، والمطالبة في كل مكان وبأي وسيلة: أوقفوا القتال و أعيدوا المخطوفين – الآن. وأي يوم يمر يشكل خطرا على حياتهم. وأي لحظة تردد أخرى هي عار”.
ومن بين الموقعين شخصيات عسكرية بارزة في سلاح الجو، بينهم رئيس الأركان الأسبق، دان حالوتس، واللواء المتقاعد نمرود شيفر، إلى جانب عدد من كبار الضباط المتقاعدين مثل العميد آساف أغمون، اللواء غيل ريغيف، العميد راليك شفّير، وأمير هسكيل.
وعقد قائد سلاح الجو الإسرائيلي لقاءات داخلية لمنع رفض الخدمة بين الطيارين، وتحرّكت قيادة الجيش الإسرائيلي بقيادة قائد سلاح الجو ورئيس الأركان لاحتواء احتجاجات داخلية متزايدة، وسط مخاوف من تنامي ظاهرة رفض الخدمة بين طياري الاحتياط على خلفية الأزمة السياسية وتدهور الثقة بالمؤسسة الحاكمة؛ بار يهدد بإقصاء الموقعين على عريضة احتجاجية.
وقادة سلاح الجو الإسرائيلي يهددون ضباط وطيارين من الاحتياط بالإقصاء من الخدمة بسبب توقيعهم على عريضة ترفض استمرار الحرب في غزة وتصفها بـ”السياسية”، لكن الغالبية رفضت سحب توقيعها، في تحدٍّ علني للقيادة العسكرية.
ومنذ بداية الحرب على غزة، أقال الجيش الإسرائيلي عناصر في قوات الاحتياط الذين وقعوا على عرائض تدعو إلى رفض الخدمة بسبب تشكيل خطر على حياة الأسرى الإسرائيليين في غزة، وبينهم ملاح طيران حربي في الاحتياط الذي أعلن، الشهر الماضي، أنه لن يمتثل في الخدمة احتجاجا على استئناف الحرب على غزة.
وذكرت القناة الإسرائيلية 12 في تقرير نشرته، أن “مئات الجنود من سلاح المدرعات والبحرية، ينضمون إلى رسالة الطيّارين”.
ونشرت تقارير إسرائيلية، بينها صحيفة “هآرتس”، رسالة وقّع عليها 150 ضابطا سابقا في البحرية الإسرائيلية، تدعو إلى إنهاء الحرب في غزة؛ وذكر الضباط أن “استئناف القتال يعيق إطلاق سراح الرهائن، ويعرّض الجنود للخطر، ويتسبب في إلحاق الضرر بالمدنيين الأبرياء”.
و”بدلا من اتخاذ خطوات محدّدة لدفع اتفاق إعادة المحتجزين قُدما، فإننا نشهد سلوكا حكوميًّا يقوّض أُسس الدولة، ويضرّ بالثقة العامّة، ويثير مخاوف جدّية من أن القرارات الأمنيّة، تمليها اعتبارات غير مشروعة”.
وشدّد البيان على أن “المواطنين الذين يؤدون الخدمة يشعرون بالخيانة”. وذكر الضباط أن “عدم المساواة في تحمل الأعباء، يُشكّل انتهاكًا للأساس الاجتماعي للأمن القومي، ويُواصل تفكيك التماسك الاجتماعي في إسرائيل”. ويقصدون الحريديم.
وقرر قائد سلاح الجو الإسرائيلي، بار، يوم 10/4/2025، أن عناصر الاحتياط الموقعين على العريضة التي نُشرت صباحًا، والتي تعارض استمرار الحرب على قطاع غزة، “لن يُسمح لهم بمواصلة الخدمة في الجيش”، وذلك بدعم من رئيس الأركان، زامير. فهل يتسع التمرد وتنتهي ولاية ناتنياهو بمحاكمته.
2025-04-14