اتفاق وقف إطلاق النار يترنح على ضوء الخروقات الإسرائيلية والمنطقة على صفيح ساخن !
كتب ناجي صفا
عشرون خرقا إسرائيلية سجلوا في اليومين الأولين من اعلان وقف اطلاق النار والحكومة اللبنانية الموقع للاتفاق غائبة عن السمع .
يبدو ان نتنياهو ارادها هدنة لستون يوما لأراحة الجيش ،
واعادة ملىء المخازن التي كادت ان تغرغ .
لن يعدم نتنياهو وسيلة للإنقلاب على الإتفاق مدعوما من الطبقة السياسية والمستوطنين لاعادة استئناف الحرب مجددا، واستنادا إلى مشروعه في المنطقة المتفق عليه مع الأميركي.
ليس عبثا ان تخصص الولايات المتحدة مبلغ ٦٨٠ مليون دولار لإسرائيل كثمن ل 15600 جهاز قاذف للقنابل في الطائرات الإسرائيلية فور الإعلان عن وقف إطلاق النار ، وهذا الرقم يمكن ان يتعدى حاجة إسرائيل لإستئناف القتال في لبنان .
يبدو أن وقف إطلاق النار ليس سوى فخا وقع فيه لبنان ، سيستكمل بانتخاب رئيس أميركي الهوى في التاسع من كانون الثاني المقبل وقد جرى التمديد له اليوم لهذه الغاية .
الفخ أيضا في نشر الجيش في الجنوب، لا سيما منطقة جنوب الليطاني التي ستكون محور عمل المقاومة في حال سقوط الإتفاق ، بحيث يستطيع الجيش ازعاج المقاومة تحت عنوان تطبيق القرار 1701 والصلاحيات الممنوحة له وبدعم من الرئيس الجديد .
صحيح ان الجيش الإسرائيلي قد أرهق، وانه يحتاج إلى استراحة محارب كما عبر نتنياهو او احد جنرالاته ، لكن مشروع نتنياهو حول الشرق الأوسط الجديد لم يسقط ، وليس عبثا ما يجري في شمال سوريا بفتح جبهه واسعة قوامها 120 كلم متر ، وهي القسم الثالث من الخطة بعد غزة ولبنان وسيكون بعدها العراق ومن ثم إيران واليمن بحيث تسيطر إسرائيل واميركا ويتقاسمان موارد عموم المنطقة ولا سيما النفط والغاز .
المحور الغربي يتعاون في إنجاح المشروع بوجه محور المقاومة الذي اعتبر نتنياهو ومعه الأميركي انه تفكك ، وأن وحدة الساحات باتت خلف ظهورهم ، وان على المحور الغربي ان يتحرك ، لذلك اجتمع ضابط أوكراني وضابط فرنسي مع قادة المسلحين في سوريا وزودوهم بطائرات مسيرة قتالية متطورة لإستخدامها ضد الجيش السوري ، وليس من العبث ايضا تهديد نتنياهو والأمريكي للعراق واليمن وشن الغارات على الحديدة .
لقد أعلنها نتنياهو بالفم الملآن انه يريد اراحة الجيش واعادة تعبئة المخازن ، وانه اذا اشتبه بسيارة او قيادي من حزب الله فسيلاحقه ، وهذا ما حصل اليوم في البيسارية .
على المقاومة ان تكرس ما جاء في بيان غرفة عملياتها امس من ان الإستعدادات ما زالت مستمرة ، وأن يدها على الزناد ، وأن تعمل بجد على تكريس وحدة الساحات لتكون جاهزة في حال المواجهة للمشروع .
عندما نتحدث عن مؤامرة يقولون لنا انها لغة خشية، ولكن ماذا يفسر كلام النائب جورج عدوان اليوم في مجلس النواب حول رفض الذهاب إلى انتخاب رئيس ما لم ينزع سلاح حزب الله ، وانه سيجري اختبارا لكل مرشح للرئاسة ما اذا كان في برنامجه نزع السلاح .
المرحلة القادمة شديدة الخطورة ويجب اخذ كل الاحتمالات بعين الاعتبار لا سيما ان ثمة تسريبات عن تفاهمات اميركية إسرائيلية على حرية الحركة في لبنان وان ثمة ملاحق سرية بذلك ، وربما كان الخرق الإسرائيلي اليوم بالطائرات الحربية والطائرات المسيرة احد تطبيقات الإتفاق الأميركي الصهيوني .
2024-11-29