إيران ما بعد العدوان..!
د.وسام حواد*
أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية بأنّ العدوان الإرهابي على قنصليتها بدمشق “برهان على فشل، وعجز، واضطراب الكيان الصهيوني عقب الهزائم العسكرية والسياسية والأخلاقية في غزة لمدة ستة أشهر”، مشددةً على أنّ “الصهاينة عاجزون عن مواجهة قدرة المقاومة في غزة، ويحاولون اليوم الخروج من عزلتهم السياسية والدولية”.
لم يكن بيان الخارجية الإيرانية دقيقا في وصف وتقدير واقع الحال :
1- أثبت الكيان الصهيوني أمام كل شعوب العالم، تفوقه على الفاشية والنازية في الهمجية والبربرية، لكنه لم يبرهن على “فشله وعجزه واضطرابه” وإن تعرض لضربات عسكرية موجعة (لم ترق الى مستوى الهزائم) وسياسية وأخلاقية منكرة .
2- “إيران بقوتها وحكمتها ستجعل إسرائيل تندم على جريمتها”.
لا شك بأن إيران قد قدمت، ولم تتوانى عن تقديم المساعدات لسوريا والمقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية واليمنية، وهي مشكورة على ذلك، ولكن حين يغتال العدو عددا من علمائها البارزين، ويؤذي منشئاتها الحيوية، ويقصف مواقعها، وأخيرا قنصليتها بدمشق، فإنها بحاجة الى رد سريع، يثبت “قوتها وحكمتها” أكثر من حاجتها الى تقديم “شكوى” أو طلب ” تنديد بالعدوان”، أو انتظار قيام الحلفاء بالرد نيابة عنها.
3- هنالك مثل رائع “لا يَدخُل الغابَ مَن يَخشى حَفيفَ الشَجر”.. وقد دخل الكيان ،لا خوفا من حفيف خونة الأمة من الملوك والرؤساء والعملاء، ولا إعتمادا على قوته، التي يجعجع بها، وإنما إعتمادا على القوة العسكرية الأمريكية الهائلة المحيطة بإيران، من عدة جهات، استعدادا لاحتمال نشوب حرب، لا قدرة لاسرائيل على خوضها لوحدها. ومثل هذا الخطر، يستدعي أخذ الحذر .
4- كشفت حرب 2006، التي خاضها أبطال المقاومة اللبنانية ضد العدو، وأثبتت اسطورية صمود المقاومة الفلسطينية أثناء العدوان الصهيوني المتكررعلى غزة، رغم التضحيات الجسام، ان بيت العنكبوت أوهن من يصمد من غير الدعم الأمريكي المباشر ودور القيادات العربية الجبانة ومواقفها الرذيلة.
5- ايران في الميزان، وعليها اجتياز الامتحان، بالرد على العدوان، وتفعيل جبهة الرد الجماعي، وعدم اعطاء العدو فرصة الاستفراد بالمقاومة الفلسطينية تارة وباللبنانية تارة أخرى .
موسكو
05.04.2024