أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر کنعاني بأنه “لن يكون لإيران أي تعاون مع لجنة تقصي الحقائق” التي شكلتها مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة، مؤكدًا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تفي بمسؤوليتها طواعية، معتبرًا أن “هذه الأعمال لن تساعد حقوق الإنسان”.
وقال كنعاني في مؤتمر صحفي يوم الاثنين حول إصدار قرار حقوق الإنسان ضد إيران من قبل الحكومة الألمانية: “اصدرت الخارجية الإيرانية بيانًا قدمت فيه آراء إيران بالتفصيل كما أعلنت إيران رسميًا لن يكون لها أي تعاون مع هذه اللجنة التي شكلت تحت عنوان لجنة تقصي الحقائق”.
ولفت إلى أن طهران شكلت لجنة وطنية بمشاركة خبراء ومحامين وممثلين رسميين وغير رسميين في إطار مسؤولياتها الوطنية، بمعنى أنه يؤمن بمسؤوليته الوطنية، مضیفًا “إننا نقوم بالتحقيق الشامل في هذا الموضوع”.
وشدد على أن الاستخدام المتسرع لآليات حقوق الإنسان واستخدامها كأداة مرفوض ولن يساعد مفهوم حقوق الإنسان، مؤكدًا أن إيران تضطلع بمسؤولياتها الوطنية في هذا الصدد.
وأوضح كنعاني أن الحكومة الإيرانية تصرفت بمسؤولية حتى الیوم وستواصل مسؤوليتها من خلال تشكيل لجنة وطنية وستقدم معلومات واضحة.
ووصف كنعاني اتهام إيران بالهجوم على ناقلة النفط الصهيونية بأنه اتهام كاذب، مؤكدًا أن إيران تمتلك الشجاعة بما يكفي لتحمل المسؤولية عن أي عمل تقوم به.
وردًا على سؤال أوضح كنعاني أن طهران قدمت معلومات تفصيلية لممثلي البعثات الدبلوماسية ومكتب رعاية المصالح الأميركية عن تورط دول غربية في أعمال الشغب الأخيرة، مشيرًا إلى أن عددًا من رعايا الدول المختلفة شاركوا في أعمال الشغب وهناك الكثير من الأدلة في هذا الصدد التي تم تقديمها إلى حكوماتهم.
المانيا قدمت اسلحة كيماوية لنظام صدام البائد
وتطرق إلى دعوى إيران ضد الشركات الألمانية التي باعت الأسلحة الكيماوية لنظام صدام حسين البائد، لاستخدامها ضد الشعب الايراني خلال تلك الحرب وكانت وسائل الاعلام الألمانية قد أشارت في بداية التسعينيات إلى دور ألمانيا في هذا المجال.
وقال كنعاني إن نتائج تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن المانيا كانت لعبت دورًا مهمًا بهذا الخصوص، وكذلك تحدثت صحيفة شبيغل الألمانية عن هذا الدور، لافتًا إلى أن ألمانيا تنتهك حقوق الانسان وحقوق النساء على أراضيها.
وأشار كنعاني إلى أن السفارات الإيرانية في الخارج تعرضت لأنحو 50 اعتداءً “وخاصة في بريطانيا، التي لها سجل أسود في مهاجمة سفارتنا”. كما أشار إلى أن بعض الدول الغربية سمحت للمعارضين السياسيين اللجوء إلى العنف وتسلق جدران السفارات الإيرانية ولم تتخذ أي إجراء ضد هذه الاعتداءات.
واعتبر أن القنوات التلفزيونية التي تنشط “بمثابة غرفة الحرب والغرفة العسكرية تعمل في نفس الدول التي تتشدق بالدفاع عن حقوق الإنسان”.
وعن آخر تطورات مفاوضات فيينا قال كنعاني: “إن أوروبا لا تلتزم بالمفاوضات ولا تمتلك الاستقلالية فيها خاصة تجاه خطة العمل المشترك الشاملة واتخذت قرارات تماشيًا مع الادارة الأميركية ومن هذا المنطلق لا يمكننا القول إن أوروبا تلعب دورًا مستقلًا”.
وأضاف: “يقول الأميركيون إن المفاوضات ليست على جدول أعمالنا، لكنهم ما زالوا يبعثون رسائل لنا ونحن مهتمون بالإطار الدبلوماسي، فرؤية إيران تتسم بالواقعية”.
وردًا على سؤال اعتبر كنعاني اقدام واشنطن على حذف شعار الله من العلم الإيراني في المونديال، “إهانة لعلم إيران” و”سلوك غير أخلاقي وغير قانوني”، موضحًا أن الجانب الإيراني رد على هذا السلوك بسرعة وجرت اتصالات تجاهه حيث اعترف الجانب الأميركي بخطئه، كما اعتبر الاتحاد الدولي لكرة القدم السلوك الأميركي بانه يتعارض مع قوانين الفيفا.
وردًا على سؤال قال كنعاني: “سمعنا أنباء عن قرار الحكومة العراقية لنشر قواتها على حدود إقليم كردستان العراق ونأمل أن يتم ذلك ونرحب به وإذا كانت الحكومة العراقية بحاجة إلى مساعدة فنية في هذا الصدد، فنحن على استعداد لتقديم المساعدة لها”.
وتطرق كنعاني إلى ذكرى استشهاد العالم الباسيجي والخبير النووي والدفاعي البارز في إيران الشهيد محسن فخري زاده، لافتًا إلى أنه استشهد نتيجة الإرهاب المنظم لنظام الفصل العنصري الصهيوني.
2022-11-28