إلي فيروز :
محمود عمران
هل عاد شادي أم سجنت الحرب طفولته و براءته ؟!
هل سمع مختار المخاتير شكوتك ام حبسك لأن ظن أنكِ حشرية في الكراكون !
هل استيقظتِ من الغفوية التي أخذتكِ على جسر اللوزية
و فعلا هل سألوا كتير عليكي ام تركوكِ نائمة ؟!
_ هل ما زلتِ تخافين من عتم الليل ؟!
و تنتظرين شمس الشموسة تطلع بمحلى نورها لتحلبين لبن الجاموسة ؟!
_ هل عرف جبل الشيخ العالي بحالك و رد حبيبك إليكِ ؟!
_ هل تحبك البنت الشلبية ام عيون لوزية مثلما تحبك و تحت الرمانة ما زالت حيرانة ؟!
_ هل ما زلتِ تكتبين اسمه على الحور العتيق و ما زال يكتب هو اسمكِ على رمل الطريق
و هل ما زالت تشتي الدنيا على القصص المجرحة ؟!
_ هل ما زلت تحكي عنه لأهالي الحي و هو يحكي عنكِ لنبع المي ؟!
و هل مازال يداري المزهرية التي اهديتيه إياها !
_ هل يذكر اخر مرة شافك فيها
و أخر سهرة سهرها معكم
و هل يتذكر امك حين كانت مضايقة منه ؟
و هل ما زال برات البلاد و تزوج غيرك و انجب اولاد و لم يعد !
لن يعد يا فيروز فلا تسأليه كيف انت !!
_ هل ما زلتِ لا تعرفين لمن عندك حنين ؟!
_ هل اخد الهوا كل مكاتبيك و سألوا الناس عنه سألوكي
و هل ما زلتِ تُخبءيه بعيونك
و هل غنيتِ لوحدك فعلا ام غنيتم سوا ؟!
_ هل قال لكِ حبيبك لوين رايحين ؟! ام ظللتِ تسأليه لوين رايحة و ليش بتتلاقوا خايفين و من مين خايفين ؟!
_ هل اخد مرسال المراسيل على الضيعة القريبة منديل حبيبك المطرز على الاساورة المُحيًك بخيطان الصنارة و و اغاني الولاد السُمر
هل سلم الغنية لبيته اللي ادام عِلية بتوصل على القلب بتفوت
و هل جابلك منه تذكار شي ورقة أو صورة ؟!!!
_ هل قتلك عاقد الحاجبين على الجبين الهوين مرتين ؟!
ام مَرَّ كالغزال بين الرصيف و بينك و دعت عليه القوافي في المشرقين ؟!
_ وهل فعلا انكشفت مكاتيبك و عرفوا أنه حبيبك ؟!
وعرفوا أنه كان واياكِ ..
_ هل اخذك الهوا على بلادك حين نسم على مفرق الوادي ؟!
_ هل رجعت الشتوية بعدما انتهت اخر ايام الصيفية ؟!
_ هل رجع بكِ الهوى يا زهرة المساكين ام زال مغرور
و ما زلتِ من العاشقين العايشين ؟!
_ هل ما زال في ناس على المفرق تنطر ناس و الدنيا بتشتي
و ماسكة الشمسية وما في حدا نَطرك ؟!
و هل ما زلت مشلوحة بهالدكان
طيلة شيمية سنين تؤلفين عناوين لا تدري شو لمين ؟!!!
_ هل رسمتيه على المشاوير هم العمر و دمع الزهر و مواسم العصافير
و هل فعلا وسع الغابي قلبك
و ما زال يرى البحر كبيرا و السماء بعيدة ؟!
_ وهل مازال يبعت مكتوبين حين تبعتي له مكتوب ام زعلان منك و خسارة ما كتبتِ
و هل مالكين الألف يملكون ما أنتِ مالكاه ؟!
هل عادوا قبل ما الجفا يغمر ايام العمر ؟!!!
_ هل غنى بعدما اعطاكِ الناي
و عرف أن الغنا سر الوجود
و هل اتخذ فعلا اتخذ الغاب مثلك منزلا دون القصور و تتبع السواقي و تسلق الصخور و تحمم بعطرك و تنشف بنور
ام ذهب شرب الخمر مع حبيبته الشقراء في حانات باريس
و ذهب لشقتها ذات الأثاث المودرن و المكيف الدافىء
و تناسى جلسة العصر وسط جفنات العنب و لم يفترش العشب ليلا و لم يلتحف الفضا
بل تلحف جسد الشقراء الباريسية..
_ هل فعلا انتهيتم بالأمس ؟!
و ظل الوعد نسيانا ؟!
وطاف النُعاس على ماضيه و هدأ للأبد
و جف منديل بدمع الوداع بالهدايا و نسي كل هداياكِ ؟!
وسقطت النجمة من غصن لقياكم ؟!
_ هل قطف لكي مثلك زهرة حمراء هالمرة ؟!
_ هل جابلك عصفور الكناري سلام من عند الحمام و نفش بريشاته حكايات بعيونه الغزلاني ؟!
_ هل جاءت معذبتكِ في غيهب الغسقِ
كأنها الكوكب الدُري في الأفقِ
و لم تخش الحراس في الطُرقِ
و هل حقا جاوبتكِ
أن مَنْ البحرَ لا يخشَ مِن الغَرقِ ؟!!
_ وهل فعلا أحبكِ مثلك في الصيف و الشتاء و انتظرك صيفا و شتاءا
وهل ارسلت إليكِ مرقت الغريبة برسالة حبيبك و محى الشتاء حروف الرسالة ؟؟!
_ هل تناستِ النوم و حبسك برات اليوم سهرانة
تتصفحين الفيس و التيك توك
تُشيتين مع صديقتك ام سليمان
اللي جوزها حيران ؟!
_ وما زال حنا السكران في حالة سُكر ينتظر بنت الجيران خلف الدكان يرسم على الجدران صورتها بريشة النسيان ؟!!!
_ هل ما زال الساعد يشبك ساعد في دبكة لبنان
ام تفرقت السواعد بين سنة و شيعة و مارونيين و دروز بين شمال و طرابلس و لم يُطفىء حريق بيروت ؟!!!!
_ هل لمحتيه طل و صرتي ملبكة و عرفتي أنه رايح يشتكي و نسيته الحكي
؟!
_ هل سكن الليل يا فيروز عليكِ و اختبءت الأحلامُ
و انطفت حُرقة الأشواقِ
و سكت البُلبل و لم يعد يسكب الألحان
خافي يا فيروز فالنجوم الآن تفشي الاخبار لأنهم علقوا بها اقمار صناعية تجسسية
و ما عادت تحجب الأسرار
وعروس الجن خرجت من كهفها المسحور و ظهرت لعيون الحور
و مليك الجن ظهر و فرض أسلحته النووية على الكون ..
_ هل مازالت الدارة تدور بكِ
و نسيوا أساميهم نسوا انهم عرب ؟!!
_ فيروز هل ما زال الهوى فايق و الدوا حبك
و هل حين تركوكم و راحوا و قالوا ولاد صغار تبادلتم قبلات البراءة و احضان النقاء ؟!!
_ في المختتم اسألكِ :
هل صليتِ و صلينا لزهرة المدائن و بهية المساكن ؟!
هل رحلت عيوننا إليها كل يوم
تُعانق الكنائس القديمة و تمسح الحزن عن الأقصى؟!
ام عيوننا رحلت حيث العرى على الشاشات وفي الحفلات ؟!!!
_ هل مازال الطفل محمد الدرة في المغارة و أمه مريم يبكيان يسالا عن من هدم البيوت و هدم المدارس و هدم احلام الصغار فتراجع الحب و استوطنت الحرب كل البقاع ؟!
هل ما زلتِ تصلي يا فيروز
هل ما فعلا سيعود الغضب الساطع و نحن كلنا إيمان
من كل طريق آتٍ بجياد الرهبة آتٍ
وهل ستفتح ابواب القدس
و يمحو نهر الأردن اثار القدم الهمجية ؟!
هل فعلا القدس لنا ؟!
وهل فعلا بأيدينا سنعيد بهاء القدس
بالسلاح و ليس بسلام مزيف في اجتماع قمة العملاء و الخونة ؟!!!!
محمود عمران
كاتب مصري

من كتاب فيروز الحب والحرب
2023-06-10