** إلى نصر الله **إلى اللقاء حبيب قلوبنا ،إلى اللقاء معلّمنا!
أشواق مهدي دومان
إلى اللقاء مدرستنا .. جامعتنا ..معهدنا .. معسكرنا .. فتيل النصر المشبع بالكرامة ..إلى اللقاء فخرنا .. عنفواننا .. شموخنا ..
لن نضيّع نصرك بكثرة بكائنا.. لن نخذلك بحسرتنا عليك .. لن نكون إلّا حيث أردت لنا ، و نحن نعلم أنك حي ترزق و ماهو إلا انتقال في مكان الرزق،،
نعم لقد كنت بيننا تتألم لأمة كاملة .. تحزن لدمعة يتيم و آهة أسير و حنين أسرة شهيد .. كنت بيننا تزأر لكل جريح و مظلوم و مستضعف ، و يخترق زئيرك مسامع عدوك و عدونا حتى انهار عدونا سيدي سماحة العشق، و قد جعلته يعلم تمام العلم أنه أوهن و أنه الجيش الذي يقهر و يذل و يبكي و ترتعد فرائص جنوده حين يذكر اسمك و رجالك أمامه ، و سراويل جنوده المبللة في ال٢٠٠٦ تشهد و عويلهم و صراخهم من بأس رجالك يشهد ،
فقل لي يا نصر الله : هل خلقك ربك من فولاذ أم من ذهب أم أنك جمع المكرمات و صفو الملاحم ؟!
يا نصر الله : بكيتك حدّ الارتواء و بعد : فقد رأيت أنك بيننا من جديد لم تتركنا ،
لازلت حيا في كل حرف نطقته ووثّقته عيون الكاميرات ، تحرّض على قتال الصهيوني الأمريكي و تستلم راية النصر و تسلمها لنا ، أفنأخذها بسواعد واهنة و نفوس منكسرة ؟؟
كلا يا نصر الله فسواعدنا مشدودة و صفوفنا متراصة و حرابنا و رماحنا موجهة صوب نحور عدونا وسنثأر لك قبل أن يبرد دمك ، و لا أظنه يبرد إلا يوم نصلي في القدس يؤمنا قائد النصر و سيد العرب أخوك السيد القائد عبدالملك بن البدر الحوثي حفظه رب العالمين ) ،
يا نصر الله: سننفض الحزن و نلبس عباءتك و عمامتك و كما قالت امرأة حكيمة في ٢٠٠٦ ذات يوم لنشتم رائحة عرقك فتنتقل ذرات و أكوان الكرامة و الشموخ إلينا ،
نعم سنلبس عمامتك و عباءتك و خاتمك ، و أما روحك ففي أرواحنا تسري من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ترتب صفوفنا منتصرين فاتحين المسجدين المقدسين نضيف شعيرة جديدة للحج و هي الحج إلى مزارك الطاهر الذي ليس إلا رمزا للخلود ، و أما أنت فيعلم الله كم ثبت إيماني و تأكّد لي أكثر و أكثر أن الشهداء أحياء بيننا و إن لم نشعر بأجسادهم الدنيوية ، فحين ارتقاء أرواحهم لملكوت الله وجب انتقال هيئتهم من هيئة الطين الأرضية إلى أجساد تتناسق و تتناسب مع سكنهم الجديد في ضيافة رب العالمين .
نصر الله : و أقسم إني فهمت أكثر معنى قوله تعالى : ” أحياء و لكن لا تشعرون،” ،و قد فهمتها قبلا يوم ارتقاء روح أبي لعالم الشهادة و الشهداء ، و ثبتت الصورة أكثر يوم ارتقى ابن أخي ذو السابعة عشر من عمره شهيدا ، و اليوم أيقنت تماما أنكم في حياة أجمل و أرغد و أسعد ،
أيقنت أن الله حين قال : ” و لا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء و لكن لا تشعرون “.
يا نصر الله و لأنت الشهيد السعيد و لكن أسمح لي أن أناديك حين أحتاج للقاء روحي بروحك كما كنت بيننا فلن و لم يتغير شيء فلازلت بيننا بروحك .. بآمالك.. بطموحاتك.. بعنفوانك، لازلت تشد على أيدينا لمواصلة درب النصر و حتى لا نثقل على سيدنا و حبيبنا و قائدنا المنتصر السيد القائد عبدالملك بن البدر الحوثي بحزننا على فقدك (في هذه الدنيا ) سنكون أكثر بأسا، و لن تكون إلا سماحة العشق و كعبة الأحرار ، و سأزورك يوما (كما أتمنى ) ، سأزورك أنت و أبي و ابن أخي و جميعكم .. سأزوركم شهيدة أنعم بما تنعمون ، و أرزق من حيث ترزقون ، و أفرح بما تفرحون ، و أستبشر بمن تستبشرون ؛ فإلى الملتقى القريب بفضله، سأقرئكم السلام فالسلام .
2024-10-02