لقطة امام النقّاد الأدبيّين:
أيها النقّاد تنبّهوا !!
ياس الركابي
ماتطالعوننا به من قراءات اليوم نراكم غير آبهين بما يجب ان تكون عليه سردياتكم التي نتمعن كثيراً بمعاينتها تلك الواردة على بعض صحف او مانسمعه عَبر مشاهداتنا المباشرة لكم في هذا او ذاك من صالونات ادبية حيث مباشرتكم بقراءة النص والبناء على محتواه دون الإشارة الى توعية المتلقي بالشكل الذي عليه النص الادبي موضوع بحثكم شعراً كان او روياً او قصاً…..
فإن نحن سلّمنا بأن مفهوم النقد الأدبي إنما هو فرز النصوص وتبويبها حسب إستحقاقاتها بين الرداءة والجودة فهذا يتطلب ..منكم .. أن تتسلحوا بالمنهجية التي تؤهلكم لهذا التمييز وهذا ماذهبت اليه آليات النقد الحديث فلابد أولاً من ان توظفوا مناهج بعينها لكل دراسة فإن كان ماتشتغلون عليه من نص ادبي هو نتاجٌ لما هو عليه المبدع من (نفسية) فلابد والحالة هذه ان يتم توظيف مايصطلح عليه بعلم النفس لتحللوا بموجبه النص الأدبي كذلك هو الحال وانتم بأزاء تشظية النص وفق تشكيلاته اللغوية المكونة له فلابد من تحليل النص تحليلاً يتساوق مع ((بنيته)) دون الحاجة الى الولوج في الظرف او الحياة الخاصة بالاديب بالعكس تماماً من الدراسة التي تتوجب الوقوف عند محطات مثّلت ماضي الكاتب وظروفه تلك التي من موجباتها لغرض نقد النص أن تتم دراسة المراحل الحياتية التي عليها هو وتلك التي مرّ بها على مدى عمره السابق لتدوين منجزه موضوه التفنيد حيث لابد من الإشارة الى الواقع المعاش للكاتب الذي يتطلب دراسة للظروف التاريخية والاقتصادية والاجتماعية التي كان عليها ….ليتم التحليل النصي الادبي وفقها….. ولياتي كتفسير معبّر عن الواقع ….اما إختراقكم الظاهرة الأدبية التي امامكم ودراستها إجتماعياّ فهنا لابد من ان يتسلح الناقد منكم بما يجعله قادراً وكاشفأ لمدى قدرة الكاتب على نقل ظروف مجتمعه ((((بإستخداماته اللغوية)))) التي لايمكن دراسة النص الأدبي وفق هذه الحالة دونها …..وما نود الإشارة اليه والذي ندعو الى التنبه له هو ماشَغَل دعاة النقد الحديث والداعي الى عدم الإلتفات والتحقيق بكل ماهو قديم نثراً كان او شعراً وان يولي الناقد إهتمامه بمعالجة مستجدات الحداثة وفسح المجال امام الكاتب على ان يبرز مكنوناته الذاتية الوجدانية بأساليب عفوية دونما تكليف……………..
وللحديث بقية.
2023-09-01