ألم يحن للعرب المسيحيين في لبنان، إسقاط العملاء، آل جمــيل، والقــــــاتل جعجع، من الواجهة السياسية؟
هل سيغتال(باسيل) ما أنجزه عمه (عون)، [في كنيـــــــسة مار مخايل] ويعيد العرب المسيحيين إلى (انعزاليتهم)؟
ترشيح (العربي سليمان فرنجية) إلى موقع الرئاسة، هو الإجراء الذي يتلاءم والتحولات في المنطقة.
محمد محسن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل سيغتال (جبران باسيل)، الإنجاز التاريخي الذي حققه عمه (الرئيس عون)؟ باتفاقه التاريخي الذي أبرم في كنيسة مار ميخائيل، مع السيد حسن نصر الله، الذي يستحق أن يعتبره كل لبناني منتمٍ، إنجازاً تاريخياً، نقل لبنان من (غربنته)، وأعاد الكثير من العرب المسيحيين إلى مشرقيتهم.
لا أبالغ إذا قلت، أن هذه الاتفاقية هدمت كل ما بناه الفرنسيون عبر قرن ونيف، من أسوار بين المكونين اللبنانيين، (المسيحي، والإسلامي)، حيث جهدوا لإقناع المكون العربي المسيحي، بأنه غربي الثقافة والانتماء، وأُسس لقيادة ذلك، حزب الكتائب، وتفريعته القاتل (جعجع).
لقد بنت فرنسا الاستعمارية سياستها، في جميع الدول التي (استعبدتها) على مبدأ [فرق تسد] فكان همها، (التنقيب) عن أي تناقض بين المجتمع الواحد، لتوسعته ومن ثم استثماره، لتمزيق المجتمع وتفتيته.
ليس هذا فحسب، بل البحث عن أي تناقض فرعي، مذهبي، أو قومي، بين الأرثوذكس والموارنة، وبين السنة والشيعة، وبين العربي وغير العربي، وإن لم تجد، اعتمدت التناقض الثقافي، والفاضح أنهم قالوا للمسيحيين أنتم لستم عرباً، أنتم غربيون، وأمكم فرنسا.
وحاولوا إخفاء دور الرواد العرب المسيحيين، الذين حموا العروبة، والعربية، من العثمانية السوداء الظلامية، وعلى رأسهم البستاني، واليازجي، والفاخوري، وميخائيل نعيمه، وجبران، وغيرهم.
ولكن وللتاريخ نقلت (اتفاقية عون ـــ نصر الله)، لبنان من خلافاته الطائفية والمذهبية، إلى خلافات سياسية، وعملت على توحيد البنية الاجتماعية، وبدأ التلاقي، والحوار بين المكونات الاجتماعية اللبنانية، بدلاً من الانقسام العمودي على أسس دينية، ووضعت لأول مرة إسرائيل، في موقع العدو، وأقرت بشرعية المقاومة.
وبدلاً من أن يقرأ ( باسيل) الانتقالات النوعية، التي تتم في المنطقة، والتي تؤكد ضمور الهيمنة الأمريكية ــ الأوروبية على كامل دول المنطقة، يحاول إعادة القسم الأكبر من العرب المسيحيين، إلى خندقهم السابق، ويسلم زمام قيادتهم مجدداً إلى العميلين جعجع، والجميل.
إن ترشيح سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، هو الاختيار الذي يستجيب للنقلة النوعية التي تمت في المنطقة، فهو العربي المسيحي، أباً عن جد، أي منذ (حميد فرنجية) الذي تحالف مع آل كرامه العرب ضد الفرنسيين، وأبْعِدَ من أجل ذلك إلى سورية.
وكذلك فعل الرئيس سليمان فرنجية الجد، الذي وقف مع القضايا العربية، فعمد المجرم القاتل جعجع، إلى اغتيال ابنه (والد سليمان الحفيد، وأمه، وأخته)، نتيجة موقفهم من سورية، ونجى سليمان فرنجية (المرشح الآن للرئاسة) لأنه كان زائراً عند عمته، في جونيه.
على (باسيل) أن يعلم أن تعاونه مع جعجع، والجميل، سيخسر كل رصيده العربي، لأنه سيسقط في أتون (الانعزالية المسيحية المتغربة مجدداً، والتي تدعو للتصالح مع إسرائيل)، التي عمل عمه (عون)، على إخراج العرب المسيحيين من ذلك (الصندوق الأسود).
وأعـــــــــتقد أنــــــــه سيــــــــؤوب إلـــــــى رشــــــــــــده
2023-06-07
تعليقان
الجميع يقرر ويتدخل في لبنان وقراره باستثناء اللبنانيين انقسهم لم يقرروا ما يريدون للاسف
الامر بيد امريكة والغرب