سألني صديق عن حديث السيد ابو مرزوق بشأن إيران وعن الهجوم الذي حركته السعودية ضد حديثه بمعنى ان حماس تضع يدها بيد الكفرة (الشيعة) وتنكر التمويل السعودي الرسمي:
ج. بداية، لا أدري ما سبب تصريح ابو مرزوق اليوم؟ هل هو للاعتماد على دعم إيران هروبا من المصالحة بدل تحدي تيار التسوية والتطبيع؟ هل هو قرار برفض مصالحة تسووية وبالتالي الحاجة لإيران؟
حديث ابو مرزوق، وخاصة اسماعيل رضوان غير ما تحدث به مشعل كثيرا، بل كذلك حديث ابو مرزوق فيه كفر بسوريا حتى لو كانت مجرد وسيط او حاضن لحماس. ليس الأمر تسويقا لسوريا بل على الأقل اعترافا بانها قامت هي وحزب الله بالواجب.
كانت تجربة سوريا مع حماس خطيرة وكارثية حيث كشفت عن أولوية البعد غير العروبي بل الانتماء للدين السياسي لحماس عبر انتمائها لجماعة الإخوان المسلمين وتركيا والاعتقاد بان سوريا ساقطة.
تغيرت الأمور بعد مصر وصار لا بد من تغيير الكلام! هل ستبقى حماس هكذا؟
أما عن الذين جندتهم السعودية لشتم حماس، فهؤلاء فريق آخر.
فريق حين يمتلىء بالمال والطعام، لا يحلم بأبعد لأن مستوى ثقافتهم قطيعي لا أبعد.
لذا حينما امتلأت بلدهم بجيوش الإمبريالية شعروا ان هؤلاء اصدقاء يحمونهم لا بل أجراء وهم يدفعون لهؤلاء الأجراء لا الغزاة.
اي تخيلوا ان الغرب اجير وحارس لهم. لذا لا يفهمون أن المساعدات إن حصلت فهي لم تكن إلا لتوليد امثالهم في الوطن العربي، من جهة ومن جهة ثانية لأنهم لا يعتبرون الأجنبي غازيا، فهم يرون احتلال اي وطن امرا عاديا، ولذا يندلقون على الاعتراف بالكيان الصهيوني. هم لا يؤمنون بالوطن بل بالمال والطعام والجنس.
هذا جوهر انظمة وقوى الدين السياسي. ولأنهم كذلك، فهم لا يقيمون وزنا للدعم العسكري والتسليحي الإيراني والسوري وحزب الله، هم يرون العالم مالا وطعاما وجنساً.
لم تكن مصر الناصرية ثرية ، لذا مساعدتها للجزائر في الخمسينات كانت عسكرية وتسليحية أكثر مما هي مالاً، وكذلك لليمن وجنوب اليمن في الستينات ، لذا تحررت هذا البلدان.
يجب ان نتذكر أن مثل هؤلاء كثير في الوطن العربي فليست الظاهرة خليجية او جزيرية فقط ابدا.
ماذا نقول عن كل انواع المطبعين بدءا من فلسطين وصولا إلى طنجة ومليلة المحتلتين.