أبا خليل…وداعا ..!
محمد العبد الله
ترجل مساء أمس الجمعة 9 شباط / فبراير ” محمد حسين العيسى ” الفارس، المربي والمعلم، المثقف، المناضل الهادىء، رجل الظل والمهام الكبيرة، وأحد أبرز قادة العلاقات السياسية مع قوى التحرر الأممية.
” أبو خليل السياسية ” التحق برفاق عمره، القادة المؤسسين، جورج حبش، أبو ماهر اليماني، ووديع حداد.
ستة عقود ونيف من النضال، بدأت مع التشكيلات الأولى لحركة القوميين العرب في لبنان، ومن ثم في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
تبوأ ” أبو خليل ” المواقع القيادية في مراحل عديدة من حياته التنظيمية، لكنه، بقي بعيدا عن ” بهرجة الأضواء “.
كلما التقيته_ كان يعتب عليّ كثيرا إذا تأخرت عن زيارته_ ،أضمه لقلبي وأُقبل رأسه، وأقول له بمحبة واحترام ( أشم فيك عبق ومسك رائحة الحكيم). كنت أرى في وجهه البهي، ونقاء روحه، وزهده وتقشفه، ومسلكيته الثورية، وتواضعه، امتدادا لرفاقه الأوائل المؤسسين.
لروحه الخلود.
في حديثه، كانت فلسطين التاريخ _ وهو الأكاديمي والمعلم / المربي _ والنضال المسلح والسياسي والفكري، مقيمة في روحه مع كل الكفاح القومي والأممي.
أخيرا، انتصر المرض على الجسد، لكن روح القائد، بقيت تقاوم حتى الساعات الأخيرة.
- سقط الجسد، لكن الفكرة التي حملها المحارب التاريخي، باقية، تتمدد وتتجذر.
- الثوريون لايموتون أبدا.
2024-02-10