أزمة أمريكا القادمة لن تكون أوكرانيا أو تايوان.. بل لبنان!
نشرت صحيفة ذا هيل الأمريكية مقالا للكاتب إريك مانديل يرى فيه أنه بينما ينصب التركيز على سيناريو قيام حرب بين إيران وإسرائيل على إثر برنامج إيران النووى فى عام 2022، ينبغى التركيز على خطر أكبر وهو زيادة حزب الله فى لبنان من إنتاج صواريخ دقيقة بعيدة المدى قد تدمر إسرائيل بأكملها، وهو ما يعد تجاوزا لخطوط إسرائيل الحمراء مما سيحتم عليها شن حرب، جوية أو برية، على لبنان، وهو الأمر الذى سيشعل الحرب فى منطقة شرق المتوسط بأكملها… نعرض منه ما يلى:
هل يمكن أن تأتى السنة الجديدة بحرب لبنانية ثالثة، فتشعل المنطقة وتعيد أمريكا إلى الشرق الأوسط؟ كما صرح هال براندز ــ كاتب فى مؤسسة هوفرــ فى عام 2019 «مصالح الولايات المتحدة فى المنطقة لم تختف، واحتمال تأثير مشاكل الشرق الأوسط على أمريكا، إذا تُركت دون معالجة، مرتفع كما كان دائما. إذا تسرعت الولايات المتحدة فى الانسحاب من المنطقة، ستجد أنه يتم سحبها مرة أخرى فى ظروف أسوأ وبتكاليف أعلى».
لدى إسرائيل «خطان أحمران» على الأقل فى التعامل مع إيران وحزب الله فى لبنان. من أكثر التكهنات المنتشرة هو قيام إسرائيل بقصف استباقى للمنشآت النووية الإيرانية وإطلاق إيران لصواريخ حزب الله البالغ عددها 150 ألف صاروخ. يمكن أن يسحق ذلك القبة الحديدية الإسرائيلية وأنظمة ديفيدز سلينج وأرو المضادة للصواريخ. الاهتمام الأكبر ينصب على هذه السردية، مع وجود نقاش على الهوامش حول ما قد يشعل نزاعا على حدود إسرائيل الشماليةـ ـ مع سوريا ولبنان.
-
••
ما قد يدفع إسرائيل لشن هجوم قد لا يكون له علاقة ببرنامج إيران النووى؛ فقد يكون السبب هو تجاوز حزب الله فى إنتاج الصواريخ الدقيقة والتى قد تدمر إسرائيل كليا، من الشمال إلى الجنوب. قد يجبر هذا إسرائيل على توجيه ضربات استباقية إلى جميع أنحاء لبنان، ما سيشعل حربا إقليمية. لهذا السبب، لا يجوز لأمريكا غض الطرف عن لبنان.
أضف إلى ذلك احتمال قيام إسرائيل بغزو برى واسع النطاق إذا رأت أنها لا تستطيع تدمير مخازن صواريخ حزب الله ومواقع التصنيع من خلال حملة جوية فقط. لقد تعلمت إسرائيل حدود الهجمات الجوية من حرب لبنان الثانية، لكنها حسنت قدراتها بشكل ملحوظ خلال حروب غزة الخمس الأخيرة. دمرت حرب «حارس الأسوار» فى مايو 2021 شبكة أنفاق حماس تحت الأرض. سيتم تطبيق نفس الاستراتيجية على شبكة حزب الله السرية والأكثر صعوبة والقوات التابعة لإيران هناك.
تعرف إسرائيل أن الوقت ليس فى صالحها. إذا اندلعت حرب، فإن المجتمع الدولى سيجبر إسرائيل على قبول وقف إطلاق النار بسرعة بسبب الخسائر التى ستحدث فى صفوف المدنيين. لذلك، سيتعين على إسرائيل إلحاق الضرر بحزب الله فى فترة زمنية قصيرة، مما قد يتطلب غزوا بريا.
قد يحدث هذا السيناريو عاجلا وليس آجلا. وبحسب عاموس هاريل، المراسل العسكرى والمحلل الدفاعى لصحيفة «هاآرتس»، «يبدو أن حزب الله على وشك إنتاج معدات دقيقة لصواريخه فى لبنان. وقد اعتُبر هذا التطور «خطا أحمر»… هل يجب مهاجمة مواقع التصنيع، مع احتمال نشوب حرب؟ ومن ناحية أخرى، ألا تفرض الأزمة السياسية والاقتصادية الواسعة فى لبنان قيودا على مجال مناورة حزب الله؟»
قد تقول أن إسرائيل فعلت ذلك، ومازالت، مرارا وتكرارا، بضرباتها العسكرية فى جميع أنحاء سوريا على أهداف إيرانية وحزب الله. لكن هذا فى سوريا وحتى الآن الضربات الإسرائيلية على لبنان لا تُقارن بها. ما يحدث هو ما تطلق إسرائيل عليه «حرب بين الحروب»؛ وهى لعبة جيوسياسية معقدة تضرب فيها إسرائيل أسلحة ذات توجيه دقيق تتنقل عبر سوريا إلى لبنان، وفى هذه اللعبة الصعبة، تنسق إسرائيل مع روسيا للسماح لها بالوصول لشن ضربات دون إثارة رد روسى مضاد للصواريخ.
فى الوقت الحالى، يبدو أن روسيا فى تتوافق مع ما تقوم به إسرائيل من مواجهة لقوات الحرس الثورى الإيرانى وقوات حزب الله فى سوريا، لأن وجود إيران يهدد بتقويض مكاسب روسيا الكبيرة فى سوريا؛ قواعدها الجوية والبحرية المحدثة فى اللاذقية وطرطوس على البحر الأبيض المتوسط.
-
••