تمييز الظاء لطلبة الإملاء – قصة الانتقام من الخطأ!
صائب خليل
“لاحظ الموظف الظريف النظيف, ظلم حنظلة الفظ الغليظ, لكنه كظم غيظه ودفع الثمن الباهظ, وظن نفسه محظوظا ان حظي بتلمظ شظية من عظم ظبية, وظفر بظل حظيرة تقيه لظى شواظ قيظ الظهر وظلام الليل, في بغداد المكتظة بالجياع من شظف العيش تحت الظروف الفظيعة للحظر الأمريكي, فظل يعظه ويناظره, حتى ايقظ ظمأه للنظم, فواظب في عكاظ وحفظ عن ظهر قلب معظم ما كتب الجاحظ من لفظ القريظ.”
****
هذا النص الصغير هو كل ما يحتاج حفظه من يريد تمييز الظاء عن الضاد، ويحتوي اشتقاقات من جميع الكلمات التي تحتوي حرف الظاء (فقط)، والتي مازالت مستعملة في اللغة العربية الحالية. ويجب على المتعلم أن يحاول أن يتذكر ما جاء في النص (ليس مهماً أن يكون بالتسلسل، بل يتذكر إن كانت كلمة قد وردت فيه)، وأن ينتبه إلى إشتقاقاتها الأخرى بنفسه فإن لم تأت الكلمة أو اشتقاقها في النص فتكتب بالضاد. فحين يتذكر أن حنظلة قد “حفظ” الشعر، فإن ذلك يعني أن اشتقاقات “حفظ” كلها تكتب بالظاء، ومنها حفظ الشيء والحافظة، أي الذاكرة، والمحفوظات الخ. وكذلك فأن أحتار كيف يكتب كلمة “النظر” فعليه أن ينتبه أن “النظر” يتعلق بـ “يناظره” التي وردت في النص، وهكذا في “الحظوة” من “حظي” و “الظفر” والأظفر” من “ظفر”، و “الظرف” اي الوعاء أو المغلف، وعلاقته بـ “الظروف” الواردة في النص، و “البهظ” اي التعب والتي اشتقت منها “الباهظ” و “المظاهرة” و “الظهور” وعلاقتها بـ “الظهر”، و “كاظم” من “كظم” و”العظيم” من “عظم”، الخ.
لاحظ أيضاً أن الكلمات التي لها نفس اللفظ بمعنى آخر، مثل “العض” بالفم، تكتب بالضاد، فلا علاقة لها بكلمة “يعظه” أي يرشده، وكذلك “الحضور”، (لا علاقة لها بـ “الحظر”)، ألخ.
.
لم نشمل في هذا النص الكلمات القديمة التي لم تعد تستعمل، فمن الذي يريد أن يحفظ اليوم كلمات مثل “بظ” العود، أي حرّك أوتاره، ومن الذي سمع بأن “بيظ النمل” دون غيره يكتب بالظاء، ومن يهتم بحد السيف المسمى “الظبة” أو “الظعن” (الرحيل) و “الظعينة”، (المرأة التي في هودج الرحيل)؟ – على أية حال، إن كنت تهتم بها، فها أنت قد عرفتها الآن ?Image.. لا شك أن هناك كلمات أخرى، لكني أضمن الـ 99%، فأن أردت 100، فعليك بحفظ كتاب “الضاد والظاء للصاحب بن عبّاد”، وامرك لله.
.
في قديم الزمان وسالف العصر والأوان فكرت: نحن ننتقم من الناس الذين يؤذونا، لماذا لا ننتقم من الأخطاء التي تؤذينا؟
وهذا النص ما هو إلا واحدة من محاولاتي للانتقام من الخطأ العنيد، بنشره كلقاح مناعة بين الناس (مع لقاح ضد الاحتلال كهدية). إذا كان هذا الخطأ الخبيث قد آذاك ايضا يا صديقي، فهيا ننتقم منه معا، وبمناسبة عيد اللغة العربية.
2021-12-19